الجريمة ليست فيمن ينفذها فقط، ولكن فيمن يخطط لها، بل إن دور المخطط يفوق دور المنفذ، ولولاه ما كانت لتقوم جريمة.
أولئك الفائضون عن الحاجة الذين أغلقوا الطريق الدائري السادس واعتدوا على رجال الأمن والشاحنات الحاملة أرزاق الناس، لم يتحركوا من وحي شيطاني أوحى لهم فعل ما فعلوا، ولكنهم تحركوا بوحي بشري زين لهم فعل ذلك، وهذا الشيطان أو هؤلاء الشياطين المتلبسون وجوه بشر، هم قيادات ما يسمـى بـ «الحراك» وهؤلاء معروفون بالاسم والصوت والصورة، وليسوا مجهولين، وهم الذين يقفون وراء الفوضى والشغب وما يروع الناس وما يدعو الأمهات إلى رفع أكفهن دعاء عليهم بالشتات والزوال والموت المذل.
والجريمة تبطل إذا ما عرف من يقف وراءها، فلماذا لا يلقى القبض عليهم ومحاكمتهم بتهمة الخيانة الوطنية وتهديد الأمن الوطني؟! أما التلهي بإلقاء القبض على أولئك الصبية وتقديمهم أكباش فداء لتلك الرؤوس المخمرة بالمر والمرير، فإنه لن يوقف الأحداث عند حدها ولن ينهي تلك المشاغبات والأعمال الإجرامية، وسيبقى الكويتيون في قلق على وطنهم ما دام أولئك طلقاء يصفعون الوطن جيئة وذهابا، ويد العدالة قاصرة أن تطولهم.
إنها الحماقة التي لا طب لها ولا طبيب، وليس من دواء لها سوى سيف العدل. وعدا ذلك فإن علينا أن نستعد ليوم نترحم فيه على بلاد كانت حمايتها في أيدينا وفرطنا فيها إكراما لعيون خوانة لا تستحق أن نفرط بكبش من أجلها، فكيف نضحي بوطن إكراما لها؟!
ولقد بات واضحا أن هؤلاء لا يتحركون عفو الخاطر أو بإرادتهم ومشتهاهم وإنما هم مجرد دمى في أيدي الإخوان المسلمين يحركونهم من أجل أن يهيئوا الساحة الكويتية لهم، وتلك أساليبهم خبرناها وعرفناها وذاقت بلاد غير بلادنا مرها ومريرها.
والحكومة بصمتها ومجاملتها لهؤلاء تزيد شراستهم وشرورهم وتطلق أيديهم للعبث بمصائر الناس والبلاد، وهو الأمر الذي لا نرضاه كمواطنين محبين لوطننا وخائفين عليه من شرور الأشرار ومكائدهم.
مستقبل بلادنا مازال في يدك أيتها الحكومة، فاحرصي على ألا يفلت منك فيحل الخراب!
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق