يتساءل بعضهم عما إذا كانت هناك قواعد سياسية واضحة تنظم العمل السياسي في البلاد، وكذلك الحراك السياسي.
من الملاحظ ان «الكل»، أي الجميع، له الحق في التصريح وإبداء الرأي في أدق القضايا السياسية المطروحة.
فالنواب، والنواب السابقون والناشطون والشباب وطلاب المدارس وكل مواطن له الحق في ابداء رأيه بالأمن والسياسة الخارجية واسقاط الديون وقانون الانتخاب وتفضيل الصوت الواحد أو الأربعة.
ليس هذا وحسب، بل للجميع رأيهم في الميزانية العامة للدولة والاحتياطي العام والمناهج التعليمية وخصخصة الخطوط الجوية الكويتية، وحل مشكلة الإسكان، فضلا عن أسلوب العلاج في الخارج، لدرجة أن بعضهم يقولها متندراً «ما دمت كويتياً فعندك اذن حل لكل مشكلة».
قد يكون معذوراً ان يتكلم المواطن الكويتي بهمومه اليومية بالطريقة التي يراها، ولكن المشكلة حين يتكلم النواب والنواب السابقون والناشطون السياسيون ببعض التصريحات التي أجزم انهم لا يعلمون تبعاتها.
فمثلاً، ماذا يقصد من يدعو الى احالة القضايا الكويتية الى المحافل الدولية؟!
هل يقصد بذلك لجان حقوق الإنسان ومنظماتها الدولية؟ فتلك لا تحتاج من أحد ان «يحركها»، لأن واجبها العام هو رصد كل القضايا الإنسانية في مختلف دول العالم.
أم يقصد هؤلاء تقديم الشكوى الى سفارات الدول الأجنبية؟ وهو أمر لا أظن ان مواطناً كويتياً يقوم به، خاصة أن قضايا الكويت لم تصل الى مستوى لا يمكن حله من خلال الدستور والقوانين الكويتية.
ومثال آخر هو هجوم بعض النواب الحاليين على الحكومة بطريقة غير مبررة، خاصة من يصرح بأن «ثقتنا بالحكومة أصبحت معدومة».. هكذا.
وحين تسأل: ما السبب؟ يأتيك الرد لأن الحكومة ترفض اسقاط القروض أو فوائد القروض عن بعض المواطنين!
أما المثال الآخر، فهو تهديد بعض النواب باستخدام الأدوات الدستورية في حال تحرك الحكومة لإجراء نوع من المصالحة السياسية مع المعارضين السابقين من النواب أو شباب الحراك السياسي.
والسؤال هنا: أليس العمل السياسي هو إجراء ما يمكن من جهود لإحداث مصالحة وطنية تخلق وحدة بين المواطنين، لتوحيد الرؤية الوطنية في القضايا العامة، وللتصدي لكل السلبيات وإبعاد التوتر عن الساحة السياسية؟
علينا ان نتعاون معاً لحراك سياسي (سابق وحالي)، للتعاون معاً وفقاً للدستور والقوانين المحلية، فهذا هو الأسلوب السياسي بشكل عام، والأسلوب الكويتي بشكل خاص، فقليلاً من التواضع أيها السياسيون، فالسياسة في النهاية هي «فن الممكن»، وإلا فما الفرق بين السابقين والحاليين؟
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق