بعد إقرار الحقوق السياسية للمرأة الكويتية، توقعت أن تكون لدينا وزيرة من الأسرة الحاكمة للدفاع أو الداخلية أو وزارة الخارجية، وربما وزارة الإعلام، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وقد توقعت أيضا أن تكون هناك فرصة لإحداهن أن تكون ولية عهد، مادام الدستور والقانون لا يعترضان على مثل ذلك الإجراء، لكن شيئا من ذلك لم يحدث أيضا، وكأنما القضية نائبة أو وزيرة من الشعب، أما سيدات أسرة المبارك فلا دور لهن.
هناك من هن مؤهلات من سيدات الأسرة الحاكمة لشغل مثل تلك المناصب، فهناك الشيخة د.سعاد الصباح، وهي أكاديمية وشاعرة وأديبة، ولها تاريخ طويل في العمل التطوعي والإنساني، وتستحق بكل جدارة أن يكون لها مثل ذلك الدور في التركيبة الحكومية، أو على صعيد المناصب الرئيسة في البلاد. ولو راجعنا تاريخها، سنجد سلسلة طويلة من الإشادات على الصعيدين المحلي والعربي.
وهناك أيضا الشيخة د.رشا الحمود، وهي أيضا أكاديمية ولها تاريخ طويل في العمل العام، وكانت وكيلة وزارة التعليم العالي لسنوات طوال، ولا يوجد ما يمنع، دستوريا وقانونيا، أن تكون وزيرة للداخلية أو للدفاع أو حتى وزارة الخارجية، وربما تكون أفضل بكثير ممن شغلوا مثل تلك المناصب في سنوات ماضية، فقد كانت شخصية مميزة وناجحة، ويمكن أن تكون نموذجا لبقية سيدات الأسرة الحاكمة، في ما لو أعطيت الفرصة كاملة.
هناك العشرات من سيدات الأسرة الحاكمة يمكن أن يشار لهن في حال تخلصن من أجواء الإقصاء الحالية، وفتح لهن المجال لرد جزء من جميل بلدهن والتأخر في منحنهن مثل تلك الفرصة، ربما تكون مزحة ثقيلة من الصعب هضمها، سواء على سيدات الأسرة الحاكمة أو على المواطن، لأن لديه رغبة في أن يعطيهن الفرصة، كما أعطى فرصة لبعض المرشحات أن يصبحن نائبات ووزيرات.
إن كان هناك من سيدات مظلومات في البلاد، فهن سيدات الأسرة الحاكمة، والظلم لم يأت من بعيد، بل من رجال الأسرة، وخصوصا أسرة المبارك، ممن يستحوذون على المناصب، ولا يسمحون للنصف الثاني من الأسرة بالحصول على فرص متساوية مع الآخرين، وفي ذلك إجحاف دستوري وقانوني واضح ينبغي معالجته، بعيدا عن الأعراف البالية، فنحن بحاجة فعلا لتطور بهذا الحجم، أن تكون لدينا سيدة من الأسرة الحاكمة تصبح رئيسة للدولة، فلسن أقل من بلقيس أو زنوبيا.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق