بأسلوب إبداعي فريد انصب اهتمامه على تجميل أشكال الحروف لتنظم صورا فنية بإيقاعات متوازنة لتجسيد المفهوم المقصود والفكرة المستهدفة من خلال ابتكار أسلوب أراد أن يتميز به وسط الساحة الفنية، أسلوب قائم على التجديد الجمالي الجاد في فن الخط لإبراز هذا الفن الأصيل والانطلاق به من النطاق العربي الى العالمية، انه الفنان الخطاط الكويتي فريد عبدالرحيم العلي، الذي يمتلك خيالا واسعا يمكنه من تشكيل كم هائل من الصور للكلمة الواحدة، كما فعل مع لفظ الجلالة «الله» بحروفه الأربعة وكيف أبدع أشكالا ولوحات عددها بعدد أسماء الله الحسنى الـ 99.
وكذلك فعل مع اسم النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم حيث جسده بـ 500 شكل كل واحد يجعلك تنتقل منه الى الآخر بصورة متناسقة في اضافة الى الذائقة الجمالية المتأصلة في الحضارة العربية والإسلامية بطابع عصري متطور نابع من جذور تراثنا الواسع مع استشراف آفاق المستقبل ورحابته.
وتزامنا مع ذكرى المولد النبوي الشريف ننشر جزء من «محمديات» بلوحاته المتعددة.. انها قصة «محمديات» وفن الخط الذي يقول عنه الفنان فريد العلي: ان فن الخط العربي بالنسبة لي هو الفن الصامد في وجه متغيرات العصر وهو العمود الفقري للفنون الإسلامية، وهويتنا العربية الإسلامية الباقية، وهو الجمال الذي ألمسه في كل حرف من حروف لغتنا العربية بكل تجلياتها وحيويتها.
لقد نجح معرض وكتاب تشكيلات في لفظ الجلالة بداية من عام 1997 الذي أنجزت فيه 99 تشكيلا للفظ الجلالة (الله) ومزجت في تصميمها بين الفن التشكيلي والخط العربي والهندسة المعمارية، وكنت أتساءل: ماذا أقدم بعد لفظ الجلالة؟ فجاء الجواب سريعا وذلك حينما نقول «أشهد أن لا إله إلا الله» نكمل قائلين: «محمد رسول الله»، فجاءت اللحظة المبدعة، ولدت مع اسم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، أحبه الله وأحبه الناس جميعا، انه الاسم الذي يردده ملايين البشر في كل أنحاء العالم، وله أوصاف يعجز اللسان عن ذكرها.
ويضيف فناننا المهندس قائلا: بحثت عن الكتب التي تحتوي على أسماء وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدت كتابا يحتوي على 434 صفة واسما وحينها عزمت على ان الرقم 500 هو الذي أسعى إن شاء الله تعالى الى تحقيقه، فربما يشفي ولو بقدر يسير حبي للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم فبدأت في التصميم والإعداد لهذه التجربة المشرقة مدفوعا الى تحدي الذات والسعي للوصول للهدف 500.
وجاءت مرحلة التصميم برسم نماذج وأفكار عديدة ثم كان الحوار مع هذه التصاميم، بعدها بدأت عملية التنفيذ باستخدام الطرق التقليدية الهندسية اليدوية باستخدام أدوات الهندسة، وبعد الانتهاء من رسمها بالرصاص تأتي مرحلة تحبير هذا الشكل ثم ملؤه باللون الأسود.
وبعد إنجاز المرحلة اليدوية يأتي دور الكمبيوتر في نسخ ما رسمته باليد حتى تظهر اللوحة مطابقة لما صممته يدويا فيكون الشكل أكثر واقعية للحس الطبيعي.
لقد واصلت عملي دون الرجوع الى ما تم تنفيذه كي لا تكون حاضرة في ذهني، وذلك من أجل التنوع وعدم التكرار، وبعد الانتهاء من تصميم الشكل أحاول نسيانه والبدء في استحداث تصاميم بأشكال أخرى.
وكان العمل يدخل في حيز المد والجزر فقد كنت أنجز في أيام مجموعة كبيرة وأيام أخرى لا يتعدى عملي تصميما واحدا، حتى تجمع لدي ما يقارب من 300 تصميم مختلف.
ثم لاحظت ان هناك أشكالا دائرية ظهرت في كلمة (محمد) وأخرى مثمنة ومربعة ومثلثة، كما ان هناك خطوطا حادة وأخرى لينة، ففكرت في تجميع هذه الأشكال في مجاميع يسهل على المتلقي والمهتم فهمها الى ان وصلت بفضل من الله الى 560 تصميما.
ثم جاءت مرحلة الانتقاء في اختيار المجاميع، واخترت 500 تصميم وتراجعت عن أكثر من 60 تصميما، وحينها فكرت في عمل براويز صممتها بحيث تتناسب مع الأشكال المكتوبة، فمثلا عندما يكون الشكل دائريا يكون البرواز من الروح نفسها.
كما حرصت على كتابة (محمد رسول الله) داخل البرواز لتأكيد ان هذا الاسم للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت مرحلة اختيار طريقة العرض والألوان للمجاميع والأرضيات والبراويز فكنت حريصا على إبراز كلمة محمد رسول الله في كل لوحة لأن الهدف هو ابراز الكلمة بطريقة واضحة.
11 مجموعة بأشكال وألوان مختلفة
قسم الفنان فريد العلي التصاميم الى 11 مجموعة مختلفة من حيث الشكل واللون: المجموعة الحادة – مجموعة الكوفي المربع – المجموعة اللينة – مجموعة المزج – المجموعة الدائرية – مجموعة الأربع مثلثات – مجموعة الربع دائري – مجموعة المثلث – المجموعة المربعة – المجموعة السداسية – المجموعة المثمنة.
أهداف الدراسة الخطية التشكيلية الهندسية لكلمة محمد صلى الله عليه وسلم
٭ استنهاض منابع فنون الخط العربي وإبرازه وإظهاره الى الناس.
٭ إبراز إمكانيات الخط العربي من خلال سهولة التشكيل به لما فيه من مرونة وليونة وان بالإمكان التشكيل في الخط العربي الى ما لا نهاية.
٭ ادخال هذه التشكيلات الـ 500 موسوعة غينيس العالمية.
٭ نشر هذا النوع من الفنون وتجوله في العالم الإسلامي والغربي لإبراز مكانة الكويت الثقافية.
٭ تحريك ملكة الإبداع عند الناس كافة.
٭ امكانية استخدام هذه التشكيلات في لفظة محمد في الحرف اليدوية والصناعات والعمارة والسيراميك والذهب والفضة والنحاس والخشب والرخام والنسيج والسجاد والبناء والمساجد والبيوت وعمل نصب تذكارية لهذه الكلمة التي تساعد على نشر هذا النوع من الفنون.
٭ استخدام هذه التشكيلات كمنهج دراسي يضيف شيئا للطالب بعد قيام مجموعة من الخبراء بوضع المادة الأكاديمية والمنهجية له والاستفادة منها في مادة التربية الفنية بالمدارس.
٭ التأكيد على ان فن الخط العربي يواكب العصر والتطور ويصلح لكل زمان ومكان وانه من الممكن تطوير وإبداع أنواع جديدة من الخطوط العربية.
٭ ان يكون هذا الكتاب رسالة حب وسلام كي يغير الصورة المشوهة عن الإسلام من خلال فن الخط العربي ومد جسور التعاون الثقافي بين الدول الإسلامية والدول الأجنبية.
المصدر”الانباء”
قم بكتابة اول تعليق