جدد سفير العراق لدى الكويت محمد بحر العلوم التأكيد على ان العلاقات بين البلدين الشقيقين تسير في طريقها الصحيح وانها تتطور باستمرار, ووصف إقرار مجلس الأمة في جلسة الثلاثاء الماضي مرسوم التسوية المادية بين الخطوط الجوية الكويتية ونظيرتها “العراقية” بالخطوة المهمة, وذلك بعد ان استغرق هذا الملف وقتاً طويلا وجدلا, ولكن جاء اغلاقه ليؤكد ثبات ايجابية النوايا.
وذكر السفير بحر العلوم ان العراق اودع في احد البنوك المتفق عليه مع الجانب الكويتي مبلغ هذه التسوية بالكامل وهو 500 مليون دولار على شكل اعتماد “ال سي” وهو صرف المبلغ بعد تنفيذ الشرط المتفق عليه, وعليه ينتظر البنك اشعاراً من المحاكم بانها اسقطت كل القضايا بين “الكويتية” و”العراقية” وتحت التسوية وبالتالي يتم صرف هذا المبلغ للكويت.
واعاد إلى الاذهان الاجتماع الذي تم في لندن قبل 3 اسابيع تقريبا بين مسؤولين في “العراقية” و”الكويتية” بحضور محامين والتوصل الى اتفاق قانوني كامل بين المؤسستين تضمن كل التفاصيل الدقيقة حول هذه التسوية ومنها الاتفاق على البنك وايداع المبلغ وتحديد تاريخ اسقاط القضايا , وقال بحر العلوم لقد اعلمنا الاخوان في “الكويتية” بعد اشعارهم من البنك بوجود المبلغ انهم يحثون الخطى على اتمام هذه التسوية قبل التاريخ المتفق عليه.
وقال السفير بحر العلوم في خطوة اخرى اتخذها مجلس الأمة في الاسبوع الماضي باقراره اتفاقية الممر البحري في قضية خور عبدالله, وقال ان هذين الموضوعين”التسوية بين الكويتية والعراقية والممر البحري” من الموضوعات المهمة في ملف العلاقات العراقية الكويتية وقد تم التوصل الى حلول لهما وبالتالي اغلاقهما.
وعلى صعيد صيانة العلامات الحدودية الكويتية – العراقية أكد السفير بحر العلوم انها تسير بسلاسة باشراف الأمم المتحدة ومشاركة فرق فنية من البلدين ويتم العمل الذي بدأ منذ أسبوع ونصف الاسبوع في أجواء فنية ايجابية وجيدة, وقال ان الفنيين يتفقدون كل علامة والتأكد من سلامتها ودقة موقعها ولا يغادرونها إلا بعد التدقيق الشامل.
وفي رده على سؤال بشأن المزارع العراقية المتجاوزة للحدود الكويتية وما ذا كانت ستشكل اي عائق في تنفيذ مهمة صيانة العلامات, أكد السفير بحر العلوم على ان كل هذه الامور ستحل , وسيتم بعونه تعالى في التاريخ المحدد هو 31 مارس المقبل الانتهاء من هذه الاعمال وحينها سيكون الأمر ميسراً لاخراج العراق من الفصل السابع.
وحول موعد الزيارة المرتقبة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى العراق أكد السفير بحر العلوم مجددا الترحيب بهذه الزيارة التي أعلنت بغداد منذ اليوم الاول عنها عن ترحابها الحار والبالغ لضيفها العزيز. ونتوقع اتمامها خلال الاسابيع القليلة المقبلة, وسيرافقها التوقيع على 10 اتفاقيات في كل المجالات التي تم بحثها في اللجنة المشتركة بين البلدين.
وعن موعد انعقاد هذه اللجنة ومكانها اوضح السفير بحر العلوم ان الاجتماع السابق كان في بغداد, وبالتالي ستعقد في الكويت وهناك رغبة لعقدها في وقت قريب, وهذا افضل لبحث الملفات الموجودة بين البلدين واغلاقها فضلا عن توطيد العلاقات وزيادة التعاون الكويتي العراقي في مختلف المجالات.
وفي رده على سؤال بشأن ما تثيره بعض وسائل الاعلام العراقية من تصريحات بشأن سرقة الكويت للنفط العراقي, دعا السفير بحر العلوم كل وسائل الاعلام الى مراعاة مصلحة العلاقة بين البلدين, مشيرا الى وجود وزارات معنية بالمجال النفطي في الكويت والعراق, وبالتالي علينا ترك مثل هذا الأمر للفنيين المتخصصين فيهما ونحن لاشك في ان لديهم الحرص الكامل على ثروة كل بلد.
وختم السفير بحر العلوم بالتأكيد على ان اجواء التفاؤل في العلاقات الكويتية – العراقية جاءت نتيجة لاصرار القيادتين السياسيتين في البلدين على تخطي هذه الاشياء والوصول الى صفحات جديدة وفصل جديد في العلاقات ونتطلع فيه الى فتح مصالح مشتركة عميقة بين البلدين وتوثيق علاقة الشعبين الشقيقين المبنية على اساس الاحترام المتبادل والتاريخ المشترك العميق وحسن الجوار.
المصدر “السياسة”
قم بكتابة اول تعليق