ليل الأربعاء، التاسع عشر من يناير الجاري، حقائب السفر سبقت صاحبتها، الى مطار الكويت الدولي، استعداداً لاتمام اجراءات سفرها الى لندن، حيث تتابع دراستها كطالبة دكتوراة في Surrey University، بعد اجازة قضتها مع ذويها في الكويت.
في مقهى المطار، ضحكاتها كانت تواسي قلب والدتها، على غيابها الذي حان موعده، عند اعلان الخطوط الجوية الكويتية، نداءها الأخير، لركاب الرحلة المتجهة الى مطار هيثرو – لندن.لملمت أشياءها، بينما والدتها تلملم ما تبقى من الدقائق، قبّلتها، رافقتها بعينيها، حتى اجتازت بوابة المغادرين، وأشارت لهم بيدها مودّعة.
اعتادت الحجز على خط تلك الرحلة، اذ تقلع ليلاً، تقضيه اما في القراءة أو في النوم، لتصل لندن بعد منتصف النهار.في درجة رجال الأعمال، حيث مقعدها، وبينما يستعد طاقم الطائرة للاقلاع، بدا لها أحد الركاب الأجانب، يرمقها بعيون تلاحق حركاتها، استنكرت أمره بعض الشيء، الا أنها لم تعره أي انتباه، خصوصا، وان مقعده يبعد عنها بمقعدين، وهي التي اعتادت النوم في مثل تلك الرحلة.
فور اقلاع الطائرة، وبعد ان استقرت في الجو، وخفتت الاضاءة، كعادة الرحلات الليلية، التحفت بغطائها، وأغمضت عينيها، تمُنّي نفسها بنوم هادئ.دقائق قليلة، لم تكن قد غفت فيها بعد، حتى ضجّت صرختها في الجو، حين أحسّت بمن يشدّ لحافها عنها، ويباغتها !، على اثر صرختها، باغته طاقم الرحلة بدوره، واقتادوه الى آخر مقاعد الدرجة السياحية، بينما تم الاتصال بأمن مطار هيثرو، حيث هبطت الطائرة على مدرج المطار، يتقدمها سيارتان للشرطة، اقتادت احداها المتهم الى مركز الشرطة، بينما لحقتها الضحية في السيارة الأخرى، ترافقها شرطية بريطانية، حيث تم فتح ملف قضية تحرش يشار اليها ب Non physical rapping، المتهم فيها رجل أعمال بريطاني في الأربعينات من العمر، والضحية طالبة كويتية في العشرينيات من عمرها، ليبدأ التحقيق الأولي، في القضية التي تابعها مشكوراً، السيد أحمد الصقعبي، القنصل الثقافي بالسفارة الكويتية في لندن.
الشرطة البريطانية أكدّت أنها لا تقبل تنازل الضحية عن حقها، على اعتبار ان القضية قضية حق عام، والمتهم لايزال محجوزا على ذمة التحقيق، لمدة عشرين يوما، لذا، ارتأى ذوو الطالبة في الكويت، تعيين محامٍ لمتابعة القضية، بعد ان نما لعلمهم، ان القنصلية الكويتية، ليست كفيلة بتعيين محامٍ للمواطن الكويتي الضحية، انما للمواطن المتهم!
مريم حسين مكي الجمعة
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق