390 طائرا من الطيور النادرة والمهاجرة والمقيمة رصدت في الكويت خلال 60 عاما


قال رئيس فريق المحميات الطبيعية في مركز العمل التطوعي خالد النصرالله ان عدد الطيور النادرة والهاجرة والمقيمة التي تم رصدت في الكويت خلال نحو 60 عاما بلغ 390 طائرا.
واوضح النصرالله في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تاريخ رصد الطيور يعود الى بداية خمسينيات القرن الماضي عندما تكونت جماعة (التاريخ الطبيعي) في مدينة الاحمدي وهي مجموعة من المقيمين الذين كانوا يعملون في شركات النفط ويبلغ عددهم نحو50 مراقبا اضافة الى عدد من الكويتيين منهم الباحث محمود شهاب.
واضاف ان هذه المجموعة رصدت انذاك 230 نوعا من مختلف الكائنات الفطرية من نباتات وحيوانات وطيور حيث وثقت في كتاب (التاريخ الطبيعي في الكويت) مبينا ان من اشهر من عمل في التوثيق من المقيمين جورج جريجوري وبرايان فوستر وبيلتشر.
وقال النصرالله ان هذه الجماعة تعد النواة الحقيقية لبداية رحلة رصد ومراقبة الطيور في الكويت حيث وثقت ما رصد من طيور في المجلس العالمي لحماية الطيور.
وذكر ان من الرواد الذين قاموا برصد وحماية الطيور من المقيمين انذاك الفنلندي بكا فوجل والكندي مايك نيوي والبريطاني جراهام وايتهيد والبريطاني اندي سميث وزوجته نيكولا والأمريكية كريستين كانزنيلا وهم اعضاء فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية.
وعن سبب تواجد هذه الانواع الكثيرة من الطيور في الكويت بالرغم من صغر حجمها اوضح ان الكويت تقع على ملتقى الطرق من آسيا وأوروبا وأفريقيا كما ان الجزر الكويتية تعد من أكثر البيئات الجاذبة لأنواع عدة من الطيور البحرية.
وافاد بان التنوع الكبير للطيور في الكويت جذب الكثير من محبي هواية مراقبة ورصد الطيور لاسيما انه من السهل تصوير الطيور مضيفا ان بيئة الكويت مفتوحة وهذا الوضع لا يتوفر في كثير من الدول حيث تختبىء الطيور بين الأشجارالضخمة.
وقال النصرالله ان الكويت تشهد حاليا قدوم عشرات الأنواع من الطيور المهاجرة بأعداد تقدر بالآلاف مع بدء موسم الهجرة الربيعية للطيور خلال رحلة العودة من مشاتيها جنوب الكرة الأرضية ومعظمها من شرق قارة أفريقيا (المناطق الشمالية والسواحل الشرقية والمناطق الوسطى) وجزء منها في الجزيرة العربية.
وأوضح ان موسم الهجرة الربيعية بدأ منذ منتصف شهر مارس الماضي مع بداية دفء الطقس وسيستمر حتى منتصف مايو المقبل.
وذكر ان أبرز الطيور المهاجرة التي وفدت الى الكويت كانت طيور السرد وأبرزها الدقناش الشامي وطيور هازجة القصب وطيور الأبلق ومنها الأبلق أبيض الرأس والأبلق الرملي والهدهد فضلا عن طائر العويسق.
وافاد بأن مسارات هجرة الطيور في الفترة الحالية تكون من الجنوب الى الشمال حيث مواطنها الأصلية في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية (شمال وغرب ايران وشرق تركيا وكازاخستان وباكستان وشمال وشرق بلغاريا).
وقال النصرالله ان من أبرز المشاهدات في موسم الهجرة الربيعية للطيور طائر الأبلق الرملي (مدقي) فيما شوهدت الدحاريج بأعداد قليلة ومنها طائر الزقزاق القزويني اضافة الى رصد الأبلق أبيض الرأس في منطقة الخيران.
وعن ابرز الطيور التي رصدت اخيرا ذكر ان منها طيور حمامي عروبي وقمري والبصوه والدحروج والفري والدرج والخضيري وهدهد وبريجش زياني ومدجي واشول هيضة ومردم وزعرة واغلبها من الطيور الصغيره الحجم.
وقال ان اماكن هجرات تلك الطيور الربيعية متعددة في الكويت ومنها الجديليات ومحمية الجهراء ومحمية صباح الاحمد ومنطقة الجهراء الزراعية والعبدلي والوفرة فضلا عن شمال غرب الكويت وتتخذ تلك الطيور من الكويت محطة للتزود بالغذاء والماء.
وانتقد قيام بعض الاشخاص بتركيب مسجلات لاستدراج الطيور من خلال إسماعها اصواتا معينة لكي تقترب وعندها يطلقون النار عليها من وراء نوافذ السيارات مضيفا ان بعض الاشخاص يتتبعون الطيور بسياراتهم ويطاردونها ويضعون فخاخا وشباكا محظورة دوليا. وذكر ان قتل الطيور يصل الى حد الإبادة بدون مبرر يذكر سوى وجود رخص أسلحة الصيد وتوفر الطلقات بأسعار زهيدة يتمكن منها أي شخص اضافة الى التجارة غير القانونية بالطيور وهي تحدث بهدوء من خلف الكواليس.
واضاف النصرالله ان شهر مارس شهد عودة طائر الكرك الاكحل وهجرة كل من البصو والصعو والطائر الدحروج والفري وفي شهر ابريل عادة ما يصادف عودة كل من طيور الدخل والخواضير والقمري والصفر.
وقال انه تم رصد طيور نادرة في الكويت في السنوات الاخيرة منها طائر (الدرونجو الرمادي) وهو من طيور باكستان وأفغانستان حيث رصد في مزارع الجهراء وكان أول من شاهده مراقب الطيور السويدي الزائر هانز رودي.
واضاف انه تم رصد طائر نادر هو (الشوالة السوداء) للمرة الثالثة في منطقة مزارع الأبرق وهو طائر مهاجر يفرخ في غرب الجزيرة العربية.
واشار الى رصد طائر (الحسون الذهبي) في منطقة صبحان وهو من الطيور النادرة في الكويت ويعتبر مهاجرا ومتجولا ويفرخ في اوروبا حتى سيبيريا وكذلك في شمال افريقيا ويقضي الشتاء غالبا في جنوب اوروبا وحول دول البحر الأبيض المتوسط.
وذكر انه تم ايضا رصد طائر (الرهو) في محمية صباح الأحمد على يد الفنلندي بكا فيجل والبريطاني براين فوستر وهو الرصد الموثق الخامس لهذا الطائر في البلاد حيث توالت أعداده بازدياد حتى وصل العدد الى 50 طائرا.
وقال ان طائر الرهو من فصيلة الكراكي ويتكاثر في تركيا وشمال البحر الأسود وبحر قزوين ويعيش في السهول المفتوحة والمشجرة التي تحوي مصادر مياه وضفاف البحيرات.
واوضح أن الطيور المهاجرة لا تنتمي لأي شخص أو بلد وتحتاج للحماية من الجميع وان الصيد الجائر يعد خرقا لتوازن عناصر التنوع البيولوجي وخطرا كبيرا يتهددها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.