يعقد في دولة الكويت نهاية الشهر الحالي مؤتمر المانحين لسورية لمساعدة اللاجئين السوريين بعد استمرار الأزمة السورية ومقتل الكثير من أبناء الشعب السوري في أزمة طالت على الشعب الأعزل لأكثر من عام وتحديدا منذ مارس 2011م.
المميز في هذا المؤتمر انه يعقد تحت مظلة الأمم المتحدة التي كثف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جهوده مع المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي لرصد كل التطورات بكل ما يخص الشأن السوري واللاجئين السوريين على الحدود التركية والأردنية وتقديم كل الخدمات الإنسانية مع تصاعد موجة البرد وذلك باعتبار هذا الشتاء شديد البرودة.
وما يميز هذا المؤتمر ايضا انعقاده في دولة الكويت التي تعتبر من البلدان التي أعلنت موقفها من الشعب السوري, وباتت تقدم المساعدات الشعبية التي تقوم بها اللجان الخيرية من الشعب الكويتي للشعب السوري ناهيك بالمساعدات التي ترسل باسم دولة الكويت.
وهي إضافة للكويت حقيقة فاختيارها لعقد هذا المؤتمر فيها له دلالات أهمها موقف الكويت في سياستها الخارجية المعتدل والواضح فالكويت اختيرت من قبل الأمم المتحدة رغم إن لا حدود لها مع سوريا بمعنى إن الكويت تحظى باحترام ومكانة بين دول العالم علما بأن هذا المؤتمر مطالبمليار ونصف المليار دولار .
ويعتبر هذا المؤتمر بجميع الوفود العربية والأجنبية التي ستستقبلها الكويت نهاية الشهر الجاري عودة كويتية لممارسة دور الوساطة ( اللعب المحوري في سياسة الكويت الخارجية ) وهو دور كانت الكويت تمارسه في السابق , والمفاجأة حضور روسيا لهذا المؤتمر أيضا .
سورية تحتاج وقفة جادة ودعاء ومالا وحتى بطانيات لمواجهة البرد قارس هناك وهم الوحيدون في ربيعهم عانوا فمعادلتهم كانت صعبة جدا يختلف الوضع هناك عن ليبيا وتونس واليمن أما مصر فهي حالة خاصة مع عيد الثورة الذي إحتفلت به يوم 25 يناير بطريقتها الخاصة والحقيقة ان مصر تنفرد في كل شيء حتى ربيعها .
ولعلنا نستذكر ما قاله الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق في مؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا أنه يفترض في بلاده أن ترسل أسلحة للمعارضة وإعتبر عدم ارسال أسلحة خطأ مروع موضحا أنه ليس عليه أن يتحدث بديبلوماسية لأنه ليس عضوا بالحكومة.
في الكويت ستعلن الوفود المجتمعة عن شجبها لكل الجرائم وحمامات الدم التي تراق في سورية وضحيتها الشعب السوري الأعزل وهي محاولة لدعم السوريين في ربيعهم الذي طال أمده.
استاذة جامعية
n.al-habshi@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق