اكد القيادي المنفصل عن جماعة الاخوان المسلمين المصرية، المحامي والكاتب «ثروت الخرباوي» ان ما يقوله الاخوان المسلمون الكويتيون عن انقطاع صلتهم بحركة الاخوان المصرية هو الواقع، وان ما بين الطرفين «انفصال حقيقي».
ولكن «الخرباوي» اشار الى امرين في غاية الاهمية الاول، عن الواقع الحالي للاخوان في الكويت، بعد ربيع العرب وثورة 25 يناير 2011 وانتخاب مرشح الاخوان الرئيس محمد مرسي، وبعد صعود الاسلاميين في تونس وليبيا وسورية ، ومناوراتهم النشطة في اليمن والاردن، اضافة الى تحركات حماس… وغير ذلك. فرغم هذا الانفصال المصري – الكويتي على الصعيد الرسمي يقول الخرباوي «هناك وشائج قربى وعلاقات طيبة، فاخوان الكويت والكويتيون معجبون بالنموذج المصري وبكيفية الوصول الى الحكم.
ويمكن القول ان العلاقة بين الطرفين جيدة لكنها ليست علاقة تبعية، وفقط اخوان الكويت على نفس فكر الجماعة في مصر.. هذه هي الحقيقة». (الوطن، 2013/1/14).
اما الامر الثاني الخطير الذي اشار اليه الخرباوي في المكان نفسه: فهو وجود تنظيم حزبي للاخوان المسلمين المصريين اي ان في الكويت، كما قال. «تنظيمان للاخوان المسلمين، الاول هو تنظيم مصريين مقيمين في الكويت، وهو تنظيم قوي وقائم وكبير للاخوان وله افراده وله مسؤولون عنه ويمارس نشاطه بعيداً عن الشخصيات الكويتية، وهذا التنظيم تابع للتنظيم في مصر. اما التنظيم الآخر فهو للاخوان في «دولة الكويت فيضم كويتيين».
واشارة الخرباوي الى وجود تنظيم مصري للاخوان في الكويت، بوجود قوي وكبير ونشط، يؤكد اموراً كثيرة ويفسر اموراً أكثر.. ويثير بعض الاسئلة!
-1 علاقة الاخوان الكويتيين والخليجيين قديمة بالاخوان المصريين، حيث قابل مؤسسوها مرشد الاخوان حسن البنا نفسه في القاهرة، بل تبرع السيد عبدالعزيز علي المطوع اثناء زيارته لمصر ولقائه مع الشيخ حسن البنا «بمبلغ سخي» لمشروع جريدة الاخوان المسلمين اليومية سنة 1946.
ومن اعلام الدعوة والحركة الاسلامية المعاصرة، عبدالله العقيل، 2006، سنة 1954 استقبلت الكويت والدول الخليجية الكثير من الهاربين بل انقسم التنظيم الكويتي بسبب ملاحقة النظام المصري للاخوان، الى «تيار معتدل» يدعو الى الوقوف على الحياد، وكان بقيادة المطوع نفسه، و «تيار متشدد» من التنظيم الطلابي تزعمه محمد العدساني واحمد الدعيج وعبدالرحمن العتيقي، رأى «ضرورة اتخاذ موقف واضح صريح من النظام المصري». وهناك من يتهم الداعية الاخواني «نجيب جويفل» بان كان له الدور الكبير في توسيع رقعة الخلاف بين التيارين. وكانت قيادة الاخوان المسلمين في مصر قد ارسلته الى الكويت مع عضو مكتب الارشاد في تنظيم الاخوان «الفضيل الورتلاني»، لتنظيم نشاط الاخوان المسلمين في الكويت، والقاء المحاضرات التثقيفية الاسبوعية ونشر دعوة الاخوان. (انظر: «جماعة الاخوان المسلمين في الكويت»، د. فلاح المديرس، ص 12، وكتاب «التيار الاسلامي في الخليج العربي»، هاشم عبدالرزاق الطائي ، بيروت 2010، ص 145 – 146). هل للاخوان المصريين اليوم دور مساند واستشاري كهذا؟
-2 استعانت حركة الاخوان الكويتية بحركات الاخوان الاخرى، ربما في الاردن وسورية والعراق، ولكن حجم التواجد الاخواني المصري كان اكبر فيما يبدو، ولربما قاموا بالكثير من اعباء التخطيط والتقيف والتنظيم، ودعم النشاط الاعلامي والدعوي، وتوظيف الاخوان المصريين في المجالات القانونية والتربوية والدينية وغيرها وما زاد من تأثير المصريين على الاخوان الكويتيين وجود قيادات معروفة ومجهولة ، حيث عرف منهم مثلا الشيخ حسن أيوب، الذي تتلمذ الداعية احمد القطان على يديه، ومرشد الاخوان اللاحق واحد صقورهم، مصطفى مشهور، وقد ساعدت علاقات الاخوان الكويتيين القياديين بكبار رجال الدولة في تعميق تغلغل التنظيمين، وبخاصة مع صعود المد الاسلامي السياسي في الكويت بعد عام 1970 والثورة الايرانية والحرب الافغانية وظهور النشاط المالي والمصرفي والدعوي بشكل كبير.
-3 هل كان للاخوان المصريين اي تأثير في مجال وضع الدستور والقوانين الكويتية؟ وهل كانوا عموما بحكم عدائهم لنظام عبدالناصر مثلاً من مؤيدي الديموقراطية والدستور والبرلمان والانتخاب؟ هل هم من زرع في عقول اخوان الكويت والاسلاميين عموماً ان البرلمان مجرد وسيلة للوصول الى السلطة والبقاء فيها؟ وان الانتخابات مجرد حصان، ووسيلة لا غاية؟ هل كان لدعاة الاخوان المصريين اي دور في الدعوة لتأسيس بعض مؤسسات المجتمع المدني، او الحركة النسائية او الثقافية والجمعيات، بحكم وجود مثل هذه المؤساست في مصر؟
-4 ولنا اخيراً ان نتساءل: من يرأس اخوان مصر في الكويت حاليا؟
وكم عدد اتباع التنظيم؟ وفي اي الوزارات هم انشط؟ ثم ان حركات الاخوان كلها اليوم في مرحلة تحول جذري وطموح سياسي عريض وتمرد على الانظمة، فهل لهذا اي تأثير على العلاقة الثنائية بين الحزبين؟ وما تأثير وصولهم الى السلطة في مصر؟ ونترك الكثير من الاسئلة الاخرى لكم!
خليل علي حيدر
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق