حسن كرم: وزير الداخلية يستجوب وزير الداخلية..!!


من اللعب السياسية ومن ضمن تبادل الادوار. وهذا حدث كثيرا في داخل مجلس الامة الكويتي لا غيره – ان يوعز وزير الى احد النواب المقربين منه. اللي يمون عليهم بأن يوجه اليه سؤالا او اسئلة برلمانية حول امور في داخل وزارته بهدف الكشف عنها لان الوزير من جراء الضغوط السياسية عاجز عن الكشف على تلك الامور ما لم يحصل على دعم برلماني. واذكر في هذا الصدد أن احد وزراء النفط السابقين قدم معلومات تفصيلية الى احد النواب حول مناقصة نفطية تدور حولها شبهات التنفيع الا انه لا يستطيع ايقافها فطلب من النائب توجيه اسئلة عنها..!!
استجواب النائب محمد الجويهل الى وزير الداخلية والذي قدم صحيفته الى مكتب مجلس الامة لادراجها في جدول اعمال الجلسات القادمة والمقررة مناقشتها حسب اعلان الرئيس السعدون في الـ8 من مايو المقبل. هذا الاستجواب اذا لم يكن وزير الداخلية قد دعا النائب الجويهل لتقديمه، فعلى الوزير ان يشكر النائب لتحمله عبء تقديم الاستجواب فهذا الاستجواب الذي وصفه بعض النواب انه مفصلي والبعض الآخر تاريخي. اعتقد ان هدفه ليس احراج الوزير سياسيا بقدر ما يروم مساعدته ومساندته على اخذ القرارات الاصلاحية والتصحيحية ولاسيما في مسألتي التجنيس العشوائي ومزدوجي الجنسية وكذلك القضية المرورية التي هي القضية الاهم شعبيا والاكثر شكوى من الجميع على الرغم من اعتقادي ان هذه القضية (المرور) ليست وحدها وزارة الداخلية تتحمل مسؤولياتها وانما هناك جهات حكومية مشاركة كذلك مسؤولية مجتمعية التي كرست ثقافة الفوضى والتمرد على النظم والقوانين، فاذا قلنا ان القيادة (فن وذوق واخلاق) فكم من قائدي المركبات يتقيد بالذوق والاخلاق وفن القيادة، نعم الشارع يحتاج الى الحزم والتشديد وسرعة تنفيذ القوانين ومعالجة الاختناقات المرورية الا ان اليد الواحدة لا تصفق..!!
عندما يصعد وزير الداخلية لمنصته ليرد على بنود الاستجواب مؤيدا او مفندا فذلك لا يعني ان الوزير يتحمل اخطاء الوزراء السابقين. خصوصا ان المسائل المثارة في صحيفة الاستجواب ليست كلها قد وقعت في عهد الوزير الحمود. وانما لوزراء الداخلية السابقين نصيب منها.
بيد ان الفرصة متاحة للوزير بغية الاصلاح، فعندما يحصل على دعم سياسي من النواب فلا ريب أن ذلك يمنحه الوقوف على ارضية صلبة للشروع بالعملية الاصلاحية والتصحيحية. وان علا ألم المتضررين..!!
المتوقع ان يسعى بعض النواب الذين يخشون من العملية الاصلاحية الى تخريب جلسة الاستجواب او الهروب من الجلسة بغية فقدان النصاب والحؤول دون عقدها. ولكن يبقى الدور على رئيس المجلس لإنجاح الجلسة وختامها بسلام..

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.