نتمنى لو أن السياسة – عندنا على الأقل – تكون حصافة وأخلاقا ومناقبية وإيثارا، لا حقدا وثأرا وتصيدا وتصعيدا.
وأقول عندنا على الأقل لأننا شعب بطبيعته خلوق وحيي وخجول، ولا أقول ذلك من باب المدح لأنفسنا ولا لأننا بشر مميزون واستثنائيون ولكن هذا أمر فرضته ظروف نشأة مجتمعنا حيث اننا مجتمع وافدين ومن طبيعة الوافد الاحترام وسماحة الخلق والتقرب من الآخر، وكذلك لأننا مجتمع صغير ومتعارف وهذا ما جعلنا نتقارب ونتصاهر ونتحاب ويخجل بعضنا من بعض.
لذلك أطلق هذا التمني وأرى له من إمكانات التحقق أكثر مما أرى فيه من إمكانات الاضمحلال والتلاشي والإخفاق. أما مناسبة إطلاقه الآن فهي ردة فعلي الإنسانية والمواطنية الفطرية، على ما أطلقه احد زعماء «الحراك» حين طالب في أعقاب المسيرة الأخيرة التي جرت أحداثها في منطقة الصباحية حيث طالب المناصرين للحراك بزيادة أعدادهم وذلك لمجابهة رجال الأمن وتخويفهم وتمكين مسيرتهم من إكمال أهدافها!
مثل هذا الكلام لا شك أنه خال من الحصافة ومن الوطنية ومما تتطلبه الظروف الراهنة، فهل من الوطنية ان ينتصر المتظاهرون على رجال الأمن ويلحقوا بهم الأذى ويغلقوا الطرق الدولية ويروعوا الناس ويعطلوا مصالحهم؟
وهل هذا هو المطلوب؟ وهل إيذاء رجال الأمن وحماة الوطن هدف وطني يستحق الاحترام أو المناصرة؟
وليسمح لي مطلق هذا النداء بأن أكون صريحا معه صراحة أتمنى ألا تجرحه، لأقول له ما هكذا تؤتى الأمور وما هكذا تورد الإبل يا صاحبي، وإني لأراك بكل ما فعلته وتفتعله وستفعله تحاول أن تحتمي بالجموع وتؤجج طيشها لتشكل لك درع حماية وحائط صد وان القضية قضية شخصية تتعلق بشخصك الكريم ولا تعني أي كويتي آخر غيرك، وإنما تحاول تمييع قضيتك وتفتيتها وتوزيعها على الجموع حتى يقل ضررها عليك!
باب التوبة مفتوح وقلب الوطن لا يكن ضغينة، فتب يا صاحبي وأحب وطنك وعد إلى رشدك، فرجال الأمن وكراماتهم ودماؤهم معلقون كلهم برقبة الوطن ورقاب أهله.
والكويت يا سيدي عصية على الهزيمة! ليتك ورفقتك تعلمون.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق