أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان المشاركة التاريخية لسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في قمة بغداد العربية في مارس الماضي كان لها بالغ الاثر في نفوس العراقيين وفي انجاح القمة.
وقال المالكي خلال لقائه وفدا اعلاميا كويتيا يزور بغداد حاليا ان مشاركة سمو امير البلاد في القمة والوفد الكبير الذي حضر معه الى بغداد “كانت موضع سرورنا وفرحنا واعتزازنا بتلك الزيارة وبمستوى الحضور”.
وأعرب المالكي عن جزيل الشكر والتقدير لسمو أمير البلاد ولسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على الاستقبال والحفاوة والتكريم التي حظي بها في الكويت خلال زيارته لها قبل اسابيع مضيفا انه سيكون هنالك اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين في بغداد غدا لمتابعة الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية.
واشاد بزيارة الوفود الاعلامية ووفود رجال الاعمال الكويتيين الى العراق مؤكدا ان مثل تلك الزيارات تسهم في تعزيز اواصر العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال المالكي ان بيان قمة بغداد تطرق الى ضرورة تعزيز اواصر العلاقات بين الشعوب من خلال الثقافة والادب والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها مع التركيز على موضوع الاستثمار العربي والاعمار والجوانب الاقتصادية لاسيما انها من الجسور المهمة في اقامة وتمتين العلاقات بين الدول والشعوب.
ونقل عضو الوفد الكويتي الزائر الوزير السابق الدكتور محمد البصيري الى القيادة العراقية تحيات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وقال “تشرفت بمقابلة سمو الشيخ صباح الاحمد وحملني سلاما حارا لدولتكم ولحكومتكم ولشعبكم الكريم وانطباعات سموه العالية جدا والسعيدة بعد زيارة بغداد ومشاركة سموه في القمة العربية”. واكد البصيري حرص سمو امير البلاد على هذا التواصل وعلى الزيارات المتتابعة للوفود الكويتية الى العراق سواء على المستوى الرسمي او الشعبي او الاعلامي.
واضاف ان سمو الامير ابدى اهتمامه بوجود من يمثل رجال الاعمال في الوفد الزائر حاليا “واوضحت لسموه ان هناك زيارة مرتقبة لوفد كبير من رجال الاعمال الى بغداد في شهر مايو المقبل وهو ما اثنى عليه سموه”.
واوضح البصيري ان افاق التعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين “واسعة وما سمعناه من سفير دولة الكويت لدى جمهورية العراق الفريق علي المؤمن من تنام في العلاقات الثنائية يمدنا بالامل لان يكون ذلك بارقة خير ونماء وازدهار لهذه العلاقات بين بلدين جارين يربطهما تاريخ وجغرافية لا مناص منهما” مشيدا بنتائج زيارة المالكي اخيرا للكويت على المستويين الرسمي والشعبي.
ومن جانبه قال المالكي ان الاصل بين الكويت والعراق هو الاخوة والعلاقة المتينة والجوار والانتماء والنسب وان “ما حصل هو خروج على الاصل بل هو شيء غريب ومستنكر ومستهجن ان يحصل بيننا ما يعكر صفو العلاقات الثنائية لذلك نسر جدا عندما نسمع عن شركة او احد من رجال اعمال من اخواننا العرب والكويتيين يعملون في العراق”.
وذكر انه في الفترات السابقة “ولاسباب معينة كنا نفتقد وجود رجال الاعمال والصحافة في العراق ما كان يشكل فراغا حقيقيا للوجود العربي في العراق وكان هذا يحز في نفوسنا” مضيفا ان العراق يحتاج دائما من اخوته العرب الى التواصل معه.
وقال ان السفراء العرب عادوا الى العراق وعقدت القمة العربية في بغداد حيث التاريخ والثقافة والاصالة والانتماء مضيفا ان السمو بالعلاقات الثنائية وتمتينها من شأنه العمل على تثبيت واستقرار المنطقة ليس على مستوى العلاقة الثنائية فحسب بل على مستوى الاهتمام الذي نريد ان نعيش في اطاره في جو من الود والمحبة والاخوة.
واضاف ان العراق لمس من سمو امير دولة الكويت وسمو رئيس مجلس الوزراء رغبة حقيقية لازالة كل العقبات والعوائق التي تقف حائلا دون تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين يتمتع فيها كل منهما بسيادة كاملة ومصالح مشتركة.
وعن موعد تطبيق العراق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بحرب تحرير الكويت قال المالكي ان العراق شرع في تطبيقها وجرت مناقشة ذلك خلال زيارته للكويت وستتابع هذه الامور اللجنة المشتركة في اجتماعها المقبل (غدا) معربا عن تفاؤله بان يتم خلال الاشهر القليلة المقبلة حسم تلك القرارات “لانها دولية ونريد من خلال العلاقة الثنائية ان نبرمج هذه القرارات وننتهي منها في اسرع وقت”.
وردا على سؤال في شأن العقبات التي تحول دون توجه المستثمر الكويتي الى العراق أوضح ان العراق “عبارة عن خزان نفط واستطاع بعد سقوط النظام الصدامي النهوض من كبوته وزيادة انتاجه النفطي بشكل تدريجي والان هو مقبل على انفتاح كبير وتكاد البيئة الاستثمارية العراقية تكون الافضل في المنطقة نظرا لخروج دول عربية عدة من مجال الاستثمار اما بسبب ظروفها ومرورها بما يسمى بالربيع العربي او بسبب تشبعها بالاستثمارات كما هي الحال بالنسبة لدول الخليج العربية”.
واكد ان العراق يملك فرصا استثمارية متنوعة وواعدة لاسيما ان البنية التحتية كلها تحتاج الى اعمار بسبب مخلفات الحروب المتعددة اضافة الى القدرات العالية التي يتمتع بها الاقتصاد العراقي فهو خزان النفط الثاني على مستوى العالم.
واوضح ان عملية استعادة الحياة في العراق تحتاج الى وقت في ضوء ظروف وتحديات مرت بالعراق كادت تذهب به في حرب طائفية بغيضة “لكن استعدنا الكثير مما ينبغي استعادته والغينا الحرب الطائفية وبدأت الدولة تنتعش من جديد”.
واشار الى زيارته الاخيرة للكويت وتلقيه وعودا من بعض رجال الاعمال ومن غرفة تجارة وصناعة الكويت لزيارة العراق مبديا ترحيبه الدائم بزيارة مثل هذه الوفود الى بلاده.
وقال ان قدرات القطاع الخاص الكويتي كبيرة ويقابلها فرص كثيرة جدا للاستثمار في العراق على مختلف المستويات مثل محطات انتاج الكهرباء والحاجة المتزايدة لها سنويا اضافة الى وجود مجالات استثمارية اخرى صناعية وزراعية وغيرها.
ودعا المالكي رجال الاعمال والمستثمرين الكويتيين الى دخول السوق العراقية لاسيما في مجال الحديد والصلب معربا عن امله في زيادة الاستثمارات العربية في جميع المجالات وليس في مجال الاعمار فحسب.
وقال ان دخول رأس المال العربي الى العراق يحمل معاني كثيرة لاسيما انه لا يعتمد فقط على المال بل على العلاقات السليمة والاوضاع الجيدة مضيفا اننا راغبون في جذب رأس المال العربي وعلى استعداد لمتابعته وفتح الباب للاستثمار في العراق.
واعتبر ان افضل من يفتح الباب للاستثمار العربي في العراق الشركات الكويتية مبديا استعداد الحكومة العراقية لمعالجة كل العقبات لتسهيل حركة رأس المال والاستثمار.
وعن امكانية تدشين مشاريع مشتركة بين الجانبين يتحمل كل طرف منهما نسب الخسارة ونسب النجاح اعرب المالكي عن الامل بان تكون هناك شركات عراقية كويتية للمشاريع المشتركة.
وذكر ان باستطاعة الشركات الكويتية غير الراغبة في المجيء الى العراق لمحاذير معينة الاتفاق مع شركة عراقية للعمل نيابة عنها داخل البلاد الى ان يكون هناك اطمئنان كامل وتستطيع بعدها الشركات الكويتية العمل في البلاد.
واكد المالكي ضرورة عدم الالتفات او الاستماع الى الاصوات الصادرة من جهات غير رسمية في البلدين ممن يسعى اصحابها الى الاساءة الى الطرف الاخر او اذكاء الفتنة او المخاوف.
قم بكتابة اول تعليق