عبداللطيف الدعيج: ليس هناك مشكلة ولا حل عادل

إسقاط القروض أو فوائدها لن يخرج المجلس من وهم العزلة أو نقص الأهلية الذي يشعر به بعض اعضائه. بل قد يزيد الورطة ويؤلب الناس أو الناخبين ضده، خصوصا أن العين عليه، والمتربصين اكثر من كثر. لهذا على أعضاء المجلس الحالي أن يتدبروا كثيراً في ما يسمى قضية القروض، وان يستمعوا بشكل أكثر اصغاء وأكثر رغبة في التعلم للرأي الحكومي.

النائبة صفاء الهاشم تقول انها وضعت الحل امام الحكومة، وان الحكومة مدعوة الى التصرف. لكنها لم تقل لنا ما هي المشكلة؟ فأغلب المسؤولين في الحكومة وعلى رأسهم وزير المالية الاسبق بدر الحميضي والوزير الحالي ايضا يعتقدون انه ليس هناك مشكلة على الاطلاق. فنسبة المتعثرين والتعثر لا تستدعي القلق، فهي نسبة متدنية جدا وفقا لهم. وبقية خلق الله ايضا لا يجدون مشكلة، فأغلب المقترضين سددوا والتزموا، واذا كان هناك من عجز عن السداد فصندوق المعسرين سوف يساعد من يريد مساعدة نفسه. اما من يسعى الى التقاعس عمدا والى استغلال فرصة حاجة نواب مجالس الامة الى الدعم الشعبي فليست الدولة مسؤولة عن تقاعسه.

اعضاء اللجنة المالية يعتقدون انهم «جابوا الذيب من ذيله» من خلال حلهم الجديد. والواقع انه ليس هناك حل عادل، لان اي حل سيكافئ من تقاعس عن السداد بينما سيعاقب من التزم وسدد. وهذه كارثة ليس لانها تشجع على الاختلاس والتقاعس، ولكن، لانها تعاقب الامين وتحرم الملتزم من رعاية الدولة. مبلغ الالف دينار لمن لم يقترض لا يمثل ترضية، ولا يغني او يسمن من جوع قياسا الى ما قد يتحصل عليه من لم يسدد. هذا بالاضافة الى ان اعضاء اللجنة لم يشرحوا لنا لمن ستكون الالف دينار. اذا كانت لمن لم يقترض، كما بينت النائبة الهاشم، فهناك بعض المقترضين عندهم «درزن اطفال» واكثر من زوجة، هذا يعني انهم سوف يتسلمون مثل بقية غير المقترضين الآلاف وربما اكثر ان كانوا من المعيلين.

النائبان خلف دميثير وصالح عاشور لديهما منذ سنوات اقتراحات للتعويض على الاسر بشكل عام، رغم ريعية وعدم صلاح مثل هذه الاقتراحات الا انها تبقى افضل كثيرا واعدل كثيرا من اسقاط القروض او فوائدها عن قلة من المواطنين لا لشيء إلا لأنهم تقاعسوا عن السداد.

ان اقتراح ان تمنح الاسر او البالغين فقط، او على الاقل من هم في سن الثامنة عشرة ممن انهوا تعليمهم الثانوي ومقبلين على استكمال دراستهم مبلغا متساويا ومقطوعا هو الافضل. فليس من العدل على الاطلاق مساواة الطفل الرضيع برب الاسرة او البالغ ذي الاحتياجات الحقيقية.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.