تحدثت الطبيبة السعودية، د. فاتن خورشيد الى الجمهور الكويتي في موضوع شديد الاهمية . فقد نشرت «الوطن» يوم 2013/1/21 ما دار في محاضرة للدكتورة خورشيد ، رئيسة وحدة زراعة الخلايا والانسجة في مركز الملك فهد للبحوث الطبية وعضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز.
بينت استاذة الطب، «ان مشوار بحثها في التداوي بأبوال وحليب الابل وصل الى مراحل متقدمة ، حيث انتهت من تحويل أبوال وحليب الإبل السائلة الى بودر يوضع بجرعات داخل كبسولات، وتم تقديم طلب ترخيص دوائي في اكثر من دولة، وفي انتظار ترخيص الدواء ليتاح لمرضى السرطان».
وقد اكدت د. خورشيد في فندق الريجنسي انها قطعت مسافة طويلة في بحثها في علاج الاورام السرطانية من خلال ابوال وحليب الابل، وانها العلاج الوحيد الآمن لعلاج هذا المرض، كما تحدث في المحاضرة اشخاص تم تقديمهم للحضور باعتبارهم، «اشخاص شفوا تماماً من مرض السرطان بعد استمرارهم في التداوي بحليب وأبوال الأبل.» (الوطن 13/1/21).
واشادت د. خورشيد بكون دولة الكويت «دولة سبّاقة في المجالات الطبية، لذلك نتمنى ان تكون كعادتها سباقة وتمنحنا الترخيص الدوائي». وشكرت كذلك «جامعة الملك عبدالعزيز على دعمها وشركة الزامل التي تبنت فترة البحث والمهندس مصعب الياسين الذي تبنى البحث».
وممن انبرى لتأكيد جهود الباحثة السعودية الدكتور والوزير الكويتي المعروف د. عبدالرحمن العوضي، فقال: «نحن الأطباء يعلموننا الطريقة العلمانية بحث لا نؤمن بالعلاجات التقليدية»، كما انه «لفت لأهمية التداوي بأبوال الإبل وحليبها لمكافحة السرطان».
واول ما يلفت النظر في محاضرة د. فاتن خورشيد، انها لم تقدم اي تفاصيل عملية او شهادات موثقة من مراكز البحث الدولية في علم الأورام وبحوث السرطان، وهي كثيرة في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها. وهذه المراكز هي القادرة حقاً على البت في قدرة بول البعير أو حليب الناقة على شفاء الامراض الخبيثة. وهي القادرة كذلك على اعداد التقارير العلمية في هذا المجال، وظروف تجربة وتناول البول والحليب ، واعمار الاشخاص التي تناولوها ، ونوعية الاورام التي كانت للبول فيها دور علاجي حاسم وتلك التي اوقفها الحليب!
ويلفت النظر ثانياً ان اكتشافا بهذه الاهمية والخطورة لم يلفت نظر شركات الادوية العالمية بمختبراتها الراقية ووسائلها المتقدمة في اختبار فعالية كل دواء وغير ذلك. ولو كانت د. خورشيد قد عرضت بحوثها في بول الجمال وحليب النوق على هذه المراكز لكانت بغنى عن طلب الترخيص الدوائي من دولة كالكويت، ولأصبح اكتشافها حدثاً دوليا ولربما تم ترشيح د. فاتن خورشيد لجائزة نوبل في الطب لهذا العام.
ولفت نظري ثالثاً ان القاعة لم تستمع لآراء بعض اطباء علم الاورام والمختصين بعلاج السرطان في «مركز حسين مكي الجمعة » مثلا او مستشفيات الكويت. كما ان هؤلاء الاطباء لم يتحدثوا او يكتبوا شيئاً في الصحف حول العلاج الجديد، الذي يكاد يغير مقار عملهم وطبيعة عملهم!
وأقف بخاصة مع د. عبدالرحمن العوضي. فهو ليس من المختصين بمثل هذه الأمراض ولكنه كطبيب درس في بريطانيا يعرف خطوات البحث الطبي وتطوير الأدوية وتوثيق البحوث العلمية وغير ذلك . الا انه لم يثر سؤالاً واحداً في هذا المجال، بل هاجم الطب الاوروبي «العلماني». وهذه انتكاسة علمية وطبية مؤسفة لشخصية في مقامه.
وقد أشار د. العوضي الى الطب الصيني والطب التقليدي، ونحن نعرف ان العلوم الطبية والخبرات العلاجية موجودة في كل الشعوب عبر التاريخ، ولكن هذا شيء، والتأكيد على «أهمية التداوي بأبوال الابل وحليبها لمكافحة السرطان»، من شخص يعرف وسائل البحث العلمي والتوثيق الدوائي شيء آخر .
ثم أن في الكويت مركزاً للطب الاسلامي، وكم نود ان نسمع رأيه في هذه القضية، وبعض المعلومات حول الادوية التي طورها المركز على امتداد سنين طويلة، واصبحت من الاسماء التجارية المعروفة في عالم الدواء والصيدلة .
خليل علي حيدر
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق