بعد تمثيلية «استعراض القوة» التي اخرجها احد مستشاري مسلم وجمع بها لفيفاً من مخالفي القانون ومنتهكي حرمة القضاء وهيبته، ربما تهديدا لمنع سفر مسلم أو ربما تهديدا للاحكام القادمة!. بعد تلك التمثيلية كان هناك لقاء لمسلم في الهواء الطلق مع معجبيه.
وفي الهواء الطلق اعلن مسلم انه سيعيد القسم ثم قال «اقسم بالله العظيم ان اكون مخلصا للوطن وللدستور وللشعب»!!. ونحن لا نستطيع ان نجزم ان كان مسلم يحاول بهذا القسم الغريب محاكاة وتحريف القسم الدستوري الذي اقسمه تحت قبة البرلمان مرات عديدة!.
الا ان القسم الدستوري كما في المادة 91 «اقسم بالله العظيم ان اكون مخلصا للوطن وللأمير وان احترم الدستور وقوانين الدولة واذود عن حريات الشعب ومصالحه وامواله وأؤدي أعمالي بالامانة والصدق»!.
فان كان البراك يقصد تحريف القسم الدستوري فانه قد افترى على نفسه لانه اقسم على ان يخلص للدستور في قسمه المنحرف ولكنه شوه واحتقر الدستور بتحريف مادة دستورية واضحة والاخلاص للدستور يعني الاخلاص لكل مواده.
طبعا نحن لن نسائل البراك عن امانته وصدقه في عمله!. ولن نجري حسابا لاحتقار الدستور والاعتداء على القوانين!!. ولكننا نحلل المراد عن قسمه البدعة.
فهو يقسم بان يكون مخلصا للوطن وللدستور وللشعب!. وهذه بدعة طريفة ومقرفة في نفس الوقت، طريفة لانها قسم غير مسبوق ومقرفة لان فيها تعمد واضح، خاصة مع الاعادة، على اهمال ذكر الامير حفظه الله كركن من اركان الوطنية والانتماء.
فان كان مسلم يقصد بها الاساءة لمقام سموه كما فعل في المسلسل الكارتوني «لن نسمح لك» فانه في الحقيقة قد ازال عن نفسه آخر مساحيق المكياج التي كان يطلي بها وجهه بالوطنية.
ومقام سموه اكبر واعلى من مسلم والف مسلم آخر يأتي ويروح وتنساه الصحف وشاشات التلفزيون كما نسيت غيره.
ولكن من حق مسلم ان يحدد ولاءاته واخلاصه لمن، فهذا جزء من الحرية التي نؤمن بها. ولكننا نستغرب هذا الانقلاب على القسم الدستوري الذي اقسمه عدة مرات في الماضي!.
هل يعتقد مسلم ان ذلك القسم قد انتهى الالتزام به مع نهاية حياة آخر مجلس؟! وماذا سيفعل لو عاد الى البرلمان؟! هل سيقسم قسمه البدعة ام سيضطر رغما عن انفه وانف اتباعه ان يقسم القسم الدستوري؟!!. ام انه يعلم ألا عودة له الى المجلس الذي اقتحمه؟! ام ان مسلم قد كفّر عن قسمه الدستوري فلم يعد ملتزما به؟! اسئلة كل اجاباتها ترتد لتصفع مسلم على جبهته.
وقد كان منظر مسلم رائعا وهو محاط بالشعب الكويتي. فعن يساره كان سعد العجمي – يا الله من فضلك – وعن يمينه طبعا كان عباس الشعبي بتاريخه الوطني الشامخ!!.
ذلك كان الفصل الثاني من مسرحية يوم امس الاول بعد فصل الفوضوية التي علقت جلسات المحاكم!.
– اما الفصل الثالث فقد كان لقاءً هاتفياً لمسلم مع فضائية العربية اكد فيه انه مسؤول عن كل حرف قاله في خطابه الدنيء… من وجهة نظرنا، مع انه كان يكرر في لقاءات سابقة بانه يقر بكل كلمة قالها – لانها مسجلة اصلا – ولكنه غير مسؤول عما يفهمه ضابط امن الدولة من كلامه!!.
وقد تناسى حضرته بأن المرجعية هي للقاضي وليس لضابط امن دولة! والقاضي سيرى ويسمع الشريط الذي تم تسجيل ذلك الخطاب الدنيء عليه.
ولكن الطريف كان تبرير مسلم لتوجهه بمخاطبة سمو الأمير، حيث يقول ان السبب هو أن سمو الرئيس قد قال له مع آخرين انه – أي الرئيس – لا يملك من الأمر شيئاً وانه مع الخمس دوائر بأربعة اصوات، وان عليهم ان يذهبوا لسمو الأمير!.
والحقيقة ان الكل يعرف بأن قرار الصوت الواحد كان قرار صاحب السمو وليس لسمو الرئيس او قناعاته اي دور او تأثير فيه.
وهذه الحقيقة التي قالها لهم سمو الرئيس بكل شفافية وصدق – ان صدقت الرواية – لا تشكل دعوة عامة لمسلم وربعه في الاساءة العلنية لمقام سمو الأمير حتى يبرر بها مسلم تصرفه الأحمق الذي يجب أن يدفن ثمنه.
ثم لا يجب ان يتناسى مسلم وهيئة المحكمة القصد الجنائي في توقيت ذلك الخطاب. فصاحب السمو كان يستضيف يومها رؤساء وزعماء الدول الآسيوية، وقد ارسل مستشاريه برسالة منه يرجو فيها الأغلبية المستبدة بأن تؤجل نشاطاتها الصوتية حتى نهاية المؤتمر الآسيوي!. الا انهم رفضوا ما عدا مسلم الذي لم يكتف برفض رجاء سمو الأمير فقط، وانما زاد عليه خطابه الدنيء وظل يكرر صفاقه «لن نسمح لك»!.
مسلم في لقائه مع العربية لم يكتف بانكار ان جمهوره والفوضى التي اشعلها كانت للضغط على القضاء، بل اكد ان الحكومة هي التي تضغط على القضاء!!!
وليبرهن على هذه النقطة المضحكة اخذ يشتكي من كثرة القضايا التي قدمت في حقه من قبل الدولة، وانه قد ذهب ثلاث مرات خلال ايام معدودة للنيابة العامة على خلفية تلك القضايا!.
والغريب ان مسلم نسي تماما حجم القضايا التي اقامها على الناس وبالذات اصحاب الرأي حتى فاقت المائة نصيبنا منها اكثر من الخمسين!. ومع ذلك لم يتهم مسلم أياً من ضحايا قضاياه بأنه متعسف أو انه استبدادي أو انه يمارس الضغط على اصحاب الرأي وترويعهم ليرعبهم. فسياسة الامطار بالقضايا التي يمارسها مسلم لم ولن تسكتنا عن اخطائه وخطاياه، ويوما ما سترتد عليه.
ولكن اسوأ ما فعل مسلم في لقائه مع العربية انه زوّر الحقيقة عندما قال ان الدستور الكويتي يبيح للناس الخروج في مسيرات دون ترخيص كما في المادة 44. وهذه فرية صلعاء على رؤوس الاشهاد.
كما ان مسلم اتهم القوات الخاصة بأنها هي التي تأتي بالفوضى وتخرب وانها عندما لا تكون موجودة فكل الامور تسير على ما يرام!!.
والحقيقة ان المرة الوحيدة التي سارت بها الامور على ما يرام هي عندما حصل مسلم وربعه على ترخيص بالتظاهر عند الابراج. ومع ذلك فقد صرخ يومها مسلم بان الحضور حسب تقديرات المنظمين «المجهولين» تقول ان المشاركين قد بلغوا 250 الف مشارك!! يا لطيف شو ناس ما بتعرف تكدب.
وهذا بحد ذاته مثال جميل لقسم مسلم على الامانة والصدق في تأدية أعماله!!.
أعزاءنا
نعتقد جازمين بان المرحلة المتدهورة التي يمر بها مسلم والمصائب التي تنتظره في نهاية هذا النفق سببها عدم تصديقه لنا عندما حذرناه من مغبة «اللعنة» التي اصابت غيره بسبب من يعرفهم.
وتحذيرنا له مسجل بالصوت والصورة… فلا يستطيع ان ينكره.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق