لا أظن أن هناك اختلافا في الرأي بين المعارضين لمسلم البراك والمؤيدين له في أنه ظاهرة فريدة في العمل السياسي. وقد استحق البراك محبة الناس بسبب مواقفه الصلبة الواضحة في معارضة السياسات الحكومية المدمرة للدولة. وفي تقديري الشخصي فإن صلابة مسلم ورفضه عقد الصفقات السياسية المخلة بالمبادئ خلال فترة العمل البرلماني، واستجوابه العديد من الوزراء، هي التي منحته مكانته المميزة، بالإضافة إلى أسباب عدة أخرى.
وإذا كان لمسلم البراك «البرلماني» شعبية كبيرة، فإن لمسلم البراك «السياسي» تأثيرا أكبر ضاعف من محبة الناس له. ومع تنامي تأثير مسلم وتنامي محبة الناس له، برزت رغبة جامحة لدى العديد من الأطراف للقضاء على ظاهرة البراك وشخص البراك. وجاءت الملاحقات السياسية الحالية كواحدة من وسائل القضاء على ما يمثله البراك، والقضاء على مستقبله السياسي أيضا.
وفي تقديري الشخصي، فإن المصير المحتوم لتلك المحاولات هو الفشل، وسوف تتعزز مكانة مسلم البراك وشعبيته، كما أنني أرى أنه من الصعب جدا القضاء على التأثير العام الذي خلقه، فالرأي العام المؤيد للبراك لن يقتنع بأي تبديل في منهجه، بمعنى أنه من الصعب جدا القضاء على «مدرسة» ومنهج مسلم البراك.
ولست هنا بصدد استعراض «مهارات» مسلم ولا إنجازاته، لكن يجب الاعتراف بأنه ساهم مساهمة رئيسية في تعزيز حق الشعب في التعبير عن رأيه بشجاعة ووضوح وصلابة، كما أنه داعم رئيسي للحراك الشبابي الذي بدأ في أخذ دوره في العمل السياسي على نحو غير مسبوق. إن هذا التأثير أكثر أهمية من تأثير استجواب رئيس مجلس الوزراء أو الوزراء.
لقد تفوق مسلم البراك في العمل البرلماني، وتميز أكثر في العمل السياسي. ولأن العمل السياسي عموما أكثر أهمية من العمل البرلماني، فقد تعاظم تأثير مسلم، ولهذا تجري محاولات القضاء عليه وعلى مدرسته!
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق