محمد الصقر: خصخصة الحدائق العامة وتوابعها

اذا لم تتمكن الهيئة العامة للزراعة والثروة الحيوانية من التصدي لتعزيز وتدعيم واصلاح وترميم وتجديد الأهم في حدائق المحافظات والمناطق التابعة لها بوسائل وأساليب المشاركة مع المؤسسات الاهلية والشركات والبنوك ومؤسسة البترول وامثالها في المستوى المالي المادي لدعم اوضاعها رغم وجود عناصر مخضرمة وطنية مخلصة تقودها منذ سنوات على رأسهم المهندس جاسم محمد حبيب البدر رئيس مجلس ادارة الهيئة العريقة ومديرها العام او لمن يقوم بدور المساعدين له من نفس تلك العناصر الجيدة والمتخصصة لهذه الهيئة والمرفق العام للراحة والاستجمام للمواطن والوافد برابط النفع العام والانتقاع الدائم لكلا الطرفين لتكون تلك الحدائق المصروف عليها من قبل الدولة ملايين الملايين دون مردود ولذلك الهدف من غرسها في هذه المناطق النموذجبة فليكن آخر الدواء الكي بتحويلها للقطاع الخاص المذكور شريحة منه اعلاه للتكفل بها وتولي امرها لدفع اوضاعها للافضل لتكون «جنة للناظرين!!» بدلاً من وضعها الحالي محتواه الهجر المبرمج وحشوها اكوام النفايات والطين مرتعاً للقطط والفئران والزواحف واطلال الكونكريت لمدرجات الاسمنت واغصان جافة لاشجار سادت ثم بادت يوما ما بمسمى زينة للناظرين المنتظرين تعديل وضع زراعي مطلوب رزقنا الباري عز وجل من خيراته اموالاً تحكي قصة كفاح السنين لنستثمرها حتى بمثل هذه الحدائق بوسائل لاينقصها المكان والامكانيات لهذه المؤسسات والجمعات التعاونية الاستهلاكية للمناطق النموذجية لخدمة سكانها مواطنين ووافدين!!

يتذكر الجيل الماضي لخمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي نزهات آخر الاسبوع لحدائق الاحمدي والفحيحيل والشعيبة والفنطاس والجهراء وسكن موظفي النفط بصليبيخات على جون الكويت كيف كانت تلك الحدائق تتنافس بينها للاجمل والاكمل ورداً وازهار وفل وياسمين «يرد الروح» مثله بمدارس الحكومة ومستشفياتها بايد عربية آنذاك!! «بالغترة والعقال» من فلسطين الغالية وسورية الحبيبة ومصر العزيزة وكذلك العراق الملكي آنذاك.
كانت هذه المؤسسات الاهلية والاجنبية والحكومية بسواعد عربية تغمر الصحراء نزهة وبهاء في مواقعها خلال المواسم الشتوية والربيعية والصيفية كلاً حسب جهوده واجتهاده بزراعة الورود والخضار المتنوعة ورقية وغيرها وذلك النخيل والسدر والبمبر وانواع تشهد لها وعليها مناطق خارج اسوار الديرة وكذلك داخلها وللجزر المنسية الان من برامج وخطط الهيئة اهمها «إيكاروس» الحضارة الرومانية فيلكا القلب النابض للثروات الزراعية البحرية بسواعد اهلها ودعوات زوارها تحت اكشاكها وبيوت الطين قصورها وجميل واحات نخيلها وسدرها وثمارها كالقمح والجزر والطروح والخضار الورقية وغيرها ومواسم الفقع والطراثيث داخل محمياتها الطبيعية الزراعية مثلها باقي الجزر الجميلة لو تم استغلالها من قبل الدولة دون اهمالها واعفاء الهيئة الموقرة التي بذلت كل جهدها لكن ردودها دائما «الجود من الموجود»!! و«العين بصيرة واليد اكثر من قصيرة» لوزرتم حدائق الشامية العامة وكيفان والخالدية ومثلها المناطق المحيطة بها لرأيتم العجب المحزن لاوضاعها مما يدمع العين ويحزن القلب في المحافظات الاخرى مثال عليها «حديقة مشرف وبيان» كمثال لما دفع لها وعليها من ملايين استباحها زوار الاجازات من الاسيويين وعناصر مخربة من الوافدين دون رحمة ولا ذوق ولا تعاليم للدين للمحافظة على العود والاخضر لان المثال على ذلك بنص القائل: «من امرك فعل ذلك؟ رد عليه محدنهاني!» فيافرسان الحكومة الموقرة وشجعان المجلس الممثل لكل الامة وابطال المجلس البلدي ويامخلصي ادارات البلدية والاشغال والداخلية وكل الوزارات المعنية «يرحم والديكم» نظموا زيارة ميدانية ليوم عطلة اسبوعية زوروا فيها شريحة من الحدائق المذكورة بصحبة سعادة رئيس الهيئة العامة للزراعة وشوفوا ما تم طرحه من كلام اساسه هاجس كل الناس المتضررين من هذا الوضع الحزين شارك فيه كذلك لجان خيرية اسلامية لمياه السبيل المهملة بأسماء متبرعيها عفى عليها الزمن بلا ماء ولا كهرباء الا رحمة الله على المغفور لهم بثواب تبرعاتهم المنسية هناك داخل وخارج هذه الحدائق الاكثر من تعيسة دون مبالغة وسامحونا كلا من موقع مسؤوليته وهذي ديرتنا فيها اللي نبي!! والله المستعان.
محمد عبدالحميد الجاسم الصقر
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.