في «تويتر» مدائن عديدة، منها مدينة للسياسة، ومدينة اجتماعية، ومدينة أدبية، ومدينة رياضية، ومدينة اقتصادية، ومدن طبية، ومدن أخرى مختلفة. وعلى حسب التخصص والميول والهوى يتجه المغردون نحو مدائنهم التي يعشقونها ويهتمون بها ويتابعونها. قليل من هو في مدائن «تويتر» من يتمسك بالآداب العامة المتعارف عليها، باستثناء بعض من يدخل تلك المدائن بصفة شخصية واضعا فيه اسمه وصورته، فالغضب والكلام الجارح والهجوم لأغراض شخصية كل هذا تجده في مدائن «تويتر».
أكثر ما يتقنه الكثير من المغردين في مدائن «تويتر» هو كتابة الكذب والإشاعات والمعلومات الخطأ ثم الاجتهاد في نشرها وبثها في كافة تلك المدائن التابعة لتويتر، وليت شعري فإن قليلا من تستفيد من متابعته من خلال مدائن تويتر.
المغردون في الكويت أكثرهم يهتم بالسياسة، وهذا لم يكن باختيارهم، بل هو الحقل الذي أجبرتهم عليه سياسات الحكومات السابقة عندنا وما يدور حالياً في المشهد السياسي، لكن معظم من يدخل لمدينة تويتر السياسية الكويتية غير مختصين بالسياسة ولا يفقهون سياسة وليس لديهم أي ثقل سياسي أو حتى تنظير ورؤى عميقة بالشؤون السياسية، لكنهم رغم هذا يغردون سياسة ويكتبون ويهاجمون ويقترحون ويعاتبون، وفي النهاية لا توجد لهم أي ثمرة حقيقية أو نتاج سليم.
الأقرب والأصح أن معظم المغردين في الكويت باستثناء قِلة قليلة واعية ومبصرة، يستخدمون «تويتر» ككراسة الرسم المدرسي في الفصول الابتدائية! حيث تكثر خربشة خطوطهم وتداخل ألوانهم وغموض رسوماتهم! حيث لا وضوح ولا فائدة ولا قيمة علمية أو أدبية، مجرد عبث لا أكثر يشبه ذلك العبث الذي يُكتب على جدران المدارس والمحولات الكهربائية.
إن الذكي الواعي من يدخل مدائن تويتر ويتسكع بها والوعي والفِكر والأخلاق يلازمونه، ويكتب من أجل الفائدة والمتعة الحقيقية، لا من أجل أن يقول فقط: أنا موجود. ولو كان بشكل غبي!
*
نقطة بيضاء جميلة وجديدة توضع في صالح سِجل الزميل ماضي الخميس، فيما يتعلق بموضوع هذا المقال، حيث أقام مجتهداً ندوة (لماذا أُغرّد) في هذا الاسبوع المنصرم، جمع فيها عددا من الزملاء ومرتاديّ مدائن تويتر، من أجل التفاعل والاستفادة والتحاور فيما بينهم.
alrawie @
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق