سعيدة أنا – كمواطنة – بنشاط مجلس الأمة الجديد ومبادراته في تبيان جديته وشجاعته وحرصة على الاستمرار في هذا الطريق ولا أرى شخصياً أي غضاضة في تسميته «مجلس الصوت الواحد» رغم استخدامها كسبّه- عند البعض- وأتمنى ورغم بعدي عن السياسة والقانون أن نتشبث بهذا الصوت الواحد مهما تغير توزيع المناطق الانتخابية، الأمر المتوقع وربما الملزم.
إن الطريق أمامه «مجلس الأمة» اليوم سالك، وأتمنى ألا ينقطع بهم أو يسهموا في قطعه مهما تراكمت عليهم المطالبات من الناخبين ومهما تزاحمت محاولات سحب البساط من تحت أقدامهم ممن يعرفون أنفسهم ونعرفهم.
ولكن لي عليهم مأخذين «الأول» في استخدام «كلمة الغلظة» في الحديث عن العقوبات- أياً كانت الانحرافات- إلا بعد أن نعترف- كشعب وحكومة ومجالس سابقة- بأخطائنا التي أوصلتنا إلى هكذا سلوك بدءاً من إهمال «الداخلية» لفوضى المرور وصولاً إلى إهمال «البلدية» لتدمير البيئة ثم انشغالنا بطاقتنا «الخاصة» النابعة من المراكز البراقة «حكومة ومجلس» حتى أصبح المواطن يمارس الاستخفاف ويتلذذ به أمام أعين الجميع.
أما المأخذ الثاني فيتركز حول مقترح «حصر الترشح لمجلس الأمة لمن كان أهله في الكويت قبل عام 1920»، بصراحة قد أهضمها- شخصياً لو كانت ما قبل السبعينات أو الستينات أو حتى الخمسينات لكن الهبوط إلى عام 1920 قد يحذف نصف أهل الكويت إلى خارج حدودها وبصراحة أكثر لا أظن أن تلك الفكرة قد أكملت دورتها في رأس من اقترحها.
إنه الحماس ذو الوجهين الطيب والخبيث فلا تدعوه يخدعكم!!!.
٭٭٭
أعجبت كثيراً بلقاء الوزراء «الصباح والحجرف والصالح» على مقاعد مقهى عام وفتحهم للحوار مع المريدين وكم أتمنى أن يجدوا الفرصة لتكرار ذلك في المواقع المختلفة وأن يقلدهم بعض الوزراء الآخرين وكذلك اعضاء مجلس الأمة، وحبذا لو يكون ذلك دون سابق إنذار مع البعد التام عن ملتقيات «الاراجيل» وبعيداً عن الإعلام.
٭٭٭
أسفت كثيراً على ما دار في مجلس الأمة الموقر بين عضوين كريمين من انحدار لغوي أدى بنائب رئيس الجلسة «الخرينج» مضطراً إلى رفع الجلسة والمؤلم أكثر هو كون الجدل خاص بالاحتفال بمولد سيد الخلق وخاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. «عيب والله عيب حافظوا على كرامة الخالق والمخلوق بطيب القول».
٭٭٭
كثيرة الاعتزاز- أنا- بصحافتنا واليومية منها بالذات لأنها تحمل لنا نبض الوطن من قمته صاحب السمو أمير البلاد المفدى مروراً بسمو ولي عهده الكريم وصولاً إلى سمو رئيس مجلس الوزراء.
وهي- الصحافة- تسلط أنوارها الكاشفة على جميع الوزراء وأعضاء مجلس الأمة ولا تتوانى عن تناول مسلكياتهم بما يتطلبه الشأن العام ومسؤولياتهم تجاهه «ولهذا فهي تقدم لنا كل صباح وجبة صحية متوازنة وفيها المعلومة اللاحقة بالخبر وفيها الرأي الملحق بصاحبه وفيها كذلك المتابعة المستمرة دون إغفال لاختلاف الآراء والمواقف مما جعل جوابها يسبق سؤال المواطن في كثير من الأحيان، ومن أجل ذلك هي قد مزقت الحدود بين الكويت ودائرتها الصغيرة «الخليج» والأكبر «الوطن العربي»، والأكبر أيضا العالم من حولنا حتى أصبحنا نلتقي كل يوم بالأهل والأخوة والعالم رغم سعته.
وأرى أنه من حسن حظ المواطن والمقيم ازدياد الاعداد منها- أي الصحف- وبتنوع من الاتجاهات السياسية والاجتماعية والثقافية تعكس موزاييك أهل البلد وموزاييك ضيوفها مما جعلها تعلو في سقف منوعاتها لتشمل الثقافة بفروعها الأدبية والفنية مع أهل الأدب والفن وكذلك الاهتمام بالمستحدثات الحضارية كالبيئة ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة وكذلك الصحة الجسدية والعقلية والنفسية والبيئة المناسبة لذلك لتصبح الصحيفة وجبة كاملة من صحوة الفجر حتى المنام ألا يحق لي أن أفخر؟
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق