كم عدد الكويتيين الذين ماتوا بسبب دواء”افانديا”(avandia) الذي كان متداولاً في البلاد حتى التاسع من اكتوبر عام 2010 عندما اعلنت وزارة الصحة سحبه من الاسواق بعدما اثبتت ابحاث هيئة الدواء والغذاء الاميركية انه يتسبب بفشل القلب واضعاف عضلاته وبجلطات ونوبات قلبية تؤدي الى الموت? وهل أن ذويهم او من بقي منهم على قيد الحياة, وتضرر من الدواء المذكور, سيرفع دعوى امام القضاء الكويتي والقضاء البريطاني الذي ينظر حاليا أربع دعاوى تقدم بها مرضى متضررون من العقار الذي كانت تنتجه اكبر شركة صناعة ادوية في المملكة المتحدة(غلاسكو)?
استنادا الى الاطباء والخبراء فان الكويت الثالثة عالميا بنسبة المصابين بمرض السكري, ففي سبتمبر الماضي اعلن مدير برنامج زمالة الغدد الصماء والسكر في الكويت الدكتور وليد الضاحي ان”نسبة مرضى السكري في البلاد مرتفعة جدا, حيث تحتل الكويت المرتبة الثالثة عالميا في هذا المرض”, اي وفقا لما قاله رئيس هيئة الخدمات الطبية في مستشفى جابر الاحمد للقوات المسلحة الدكتور يوسف النصف, في نوفمبر الماضي, فان “مرض السكري يمثل هاجساً حقيقياً في الكويت وهو يصيب خمس سكانها, اي بنسبة 30 في المئة من اجمالي السكان ممن هم فوق الخمسين من العمر”.
كلام الخبراء يؤكد في المقابل ان نسبة كبيرة من مرضى السكري- النوع الثاني- في الكويت, ان لم يكن جميعهم, تناولوا قبل اكتوبر العام 2010 هذا الدواء حسب الوصفات الطبية, لا سيما ان طرح العقار عام 2000 في الاسواق العالمية أُسبق بحملة اعلانية واعلامية عالمية, وافردت له المجلات الطبية ووسائل الاعلام مساحات واسعة باعتباره الدواء الاكثر فعالية في ضبط معدل السكر في الدم, فيما اخضعته لجنة في الكونغرس الاميركي للفحص منذ العام 2007 بعد تزايد الشكاوى في الولايات المتحدة من الاعراض الجانبية التي يتسبب بها, وحالات الوفاة التي سجلت بسببه في مختلف الولايات الاميركية, وفي العام 2010 صدر تقرير اللجنة المختصة مذيلا بتوصية سحبه من كل الصيدليات الاميركية, وعلى اثر ذلك اعلنت وزارة الصحة الكويتية, ومثيلاتها في العالم سحب هذا العقار من التداول.
امس, اعادت وسائل الاعلام البريطانية قضية “افانديا” الى الواجهة بعد كشفها عن الدعاوى التي ينظرها القضاء, وقد خصصت الشركة المصنعة 600 الف جنيه استرليني, كميزانية اولية, لمحامي الدفاع عنها امام محاكم التاج البريطاني, فيما كانت دفعت عبر تسوية, خارج المحكمة, ثلاثة مليارات دولار تعويضا للحكومة الاميركية, خصوصاً أن الدراسات أحصت مئة ألف نوبة قلبية تعرض لها متناولوه الأميركيون وحدهم, من أصل أكثر من 300 ألف نوبة متنوعة في العالم(وفقا لما نشرته “العربية نت” امس), غير انها تحاول التملص من دفع التعويضات للمتضررين البريطانيين الذين نجحوا بنقل قضيتهم أمس إلى المحاكم ضد الشركة التي كانت تنتجه, مطالبين بتعويضات لفتكه أو لتسببه بمزيد من الأمراض لنحو 90 ألفاً كانوا يتناولونه في المملكة المتحدة وحدها طوال عشر سنوات, انتهت بسحبه في 2010 من جميع صيدليات العالم.
الكويتيون والعرب الذين لم يقتلهم الداء ويعاني 33 مليونا منهم من مرضى السكري, هل سيطالبون بالتعويض هذه المرة ام انهم سيعملون بمبدأ العين لا تعلو على الحاجب كما هي حالهم في قضايا التعويضات كافة التي سبقت, لان الانكليز لهم فضل استعماري علينا؟
المصدر “السياسة”
قم بكتابة اول تعليق