هيثم حسين يفك أسر رهائن الخطيئة

تتناول  «رهائن الخطيئة» معاناة الأكراد المنكسرين والمهمشين من خلال قصة امرأة عجوز اسمها خاتونة وهي بطلة الرواية الرئيسة، تتحدر من بيئة كردية خالصة لتكون شاهدة على تلك المرحلة التاريخية، التي سبقت الوحدة بين مصر وسورية وبعدها.

خاتونة العنيدة، كما جاء في الرواية، كانت تكسر الخبز اليابس وتضعه في أكياس الخيش لتبيعه في ما بعد.

لم تترك قرية من القرى المجاورة لقريتها إلا ومرت عليها، دارت على معظم قرى «جيايي أومريان»، استقر بها المقام بعد تجوالها الطويل في عامودا السورية، برفقة ابنيها وعنزة سوداء تبيت معهم في الكوخ ذاته، كانت تعمل ولاّدة للحي، وكانت تربي بقرة لتستعين بها على إعالة الأسرة، لم يكن يزعجها ما كانت تسمعه من هذه أو تلك بعد أن تساعد في توليدهنّ، من أنها قاسية القلب.

يكبر ابنا خاتونة علي وأحمد، ويعملان عتالين في السوق. كان كل واحد منهما يرتدي طاقية من طواقي الصوافي، ويصّران على أداء صلاة الجمعة والجماعة في المسجد.

تدور بهما الأيام من الفقر إلى الغنى ثم إلى الفقر مجدداً. يعود علي إلى عمله القديم كعتال، ويلفظ أنفاسه الأخيرة إثر سقوطه من فوق أكياس القمح التي كانت مكدسة في شاحنة، تاركاً خلفه ابنه الصغير هوار الذي كان يلازم بيت الأستاذ، الذي اختار له اسمه بناء على طلب من والده علو، فكان يلازمه مستمتعاً بأحاديثه عن الحق والحرية ورفض الظلم والعبودية والقهر والذل.

يختفي الأستاذ فجأة من حياة هوار، بعدما يهينه أحد المتنفذين أمام الناس جميعاً، فلم يقبل الإهانة وكَالَ له الصاع صاعين، ليختفي نهائياً.

يرحل أحمد بعيداً عن أمه وابن أخيه، ليستقر به المقام في أرض أخرى، ويتفق مع جماعة من المهربين أن يبتعد عن هذه الأرض المشؤومة، حتى لو كان الجحيم بذاته وجهة له، فيعبر الحدود إلى تركيا، ويستقر في قرية من قرى ماردين.

يقول هيثم حسين: «عايشت الأجواء التي دارت فيها الأحداث عن قرب ولحسن الحظّ (أو لسوئه) وجدت أنّ القرى والأماكن التي اخترتها كانت تعيش حالة مزرية من الإهمال والبدائيّة، ما هيّأ لي تمضية فترات من الاستغراق في قلب الأسى التاريخيّ والجغرافيّ، والاستمتاع به، ثمّ محاولة نقله وتصويره… طبعاً لم أحاول كتابة رواية تسجيليّة، بل كانت معايشة الواقع إحدى وسائلي لتصوير عوالمي الروائيّة التاريخيّة».

هيثم حسين كاتب وروائي سوري، وصحافي في جريدة «الحياة اللندنية» وينشر في كبريات الصحف والمجلات، ومن أعماله الروائية «آرام سليل الأوجاع المكابرة» (2006)، «رهائن الخطيئة» وله كتاب في النقد الروائي: «الرواية بين التلغيم والتلغيز».

المصدر “السياسة”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.