لست مبالغاً إن قلت ان الكويت كانت ذكية جداً لإقامة مؤتمر المانحين وبدعوتها لدول العالم جميعاً للحضور. المؤتمر كان ناجحا كونه حقق ما كان يهدف ويصبو إليه، أليس كذلك؟
المؤتمر نجح لأن الكويت الداعية والمنظمة للمؤتمر وضعت نصب عينيها هدفاً رئيسيا واحداً وهو جمع مليار ونصف، وبالنهاية وُفقت لأن تحقق ذلك. صحيح أن نصيبها كان الخُمس، وصحيح كذلك أن الدول الخليجية المشاركة (باستثناء عمان وقطر) وصلت حصتها كمجموعة واحدة تقريبا إلى 60 في المئة، لكن القيادة الكويتية بفضل خبرتها الطويلة في مجال العلاقات الخارجية استطاعت أن تجمع المال في المؤتمر ومن دول ومنظمات إنسانية عدة وتصل إلى مبتغاها والهدف الذي حددته من البداية.
كان ناجحا أيضا لأن عدد ونوعية الحضور كان ملفتا. فهذا العدد من الحضور هو بنفسه كان دليلا كافيا على مقدار ومستوى الأهمية الذي حظي به المؤتمر. ليس هذا فحسب، بل المؤتمر استطاع أن يُقنع دولا على طرفي النقيض من الازمة السورية أن يتواجدا ويجلسا على الطاولة نفسها. فالدول الداعمة للمعارضة المسلحة كانت تجلس قبالة الدولة الداعمة للنظام السوري، الأمر الذي قصرت وعجزت عن تأليفه المؤتمرات الاخرى بما فيها تلك التي جرت بالتزامن، جنيف على سبيل المثال!
يضاف إلى ذلك أن المؤتمر استطاع أن يصنف ويشخص المشكلة بصورة صحيحة. بمعنى أن المؤتمر كان موجهاً لمساعدة وانقاذ الشعب السوري المظلوم، وهو ما جعل الاستقطاب والجذابية تأخذ مأخذها لدى جميع الاطراف المهتمة بالشأن السوري وعلى خلاف الدعوات الاخرى، التي تتحدث عن الشعب وتنزلق هي إلى ظلمه وتشريده!
توجد جزئية بودي أن أضيفها مع علمي المسبق بأن شهادتي مجروحة كوني ابن البلد. الكويت نجحت بصورة مميزة في هذا المؤتمر بترسيخ وتأكيد صورتها الدولية التقليدية بأنها دولة محبة مسالمة مطالبة للسلام والعدل، وبأنها دولة تقف الى جانب الشعوب والمحتاجين والمظلومين. فكم هو الفارق بين مؤتمر كهذا وما نتج عنه، وبين ما تقوم به الدول الاخرى من دعم لحمام الدم الدائر هناك ووصول القتلى والضحايا إلى الالاف! تحيا الكويت!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق