د. حسن عباس: مزيد من حريات تكتل «الغالبية»


الاصلاحات الدستورية التي ينادي بها نواب تكتل الغالبية لم تنقطع منذ ان وصلوا للبرلمان. لكن وبصراحة اغبى انسان في البلد واهبل طفل سيندهش من افعالهم. فقبل كم يوم تحدث النائبان فلاح الصواغ وعادل الدمخي في ندوة «لماذا الغاء المادة 15 مطلب شعبي؟»، ومن قبلهم وبعدهم قال وليد الطبطبائي وفيصل المسلم ومحمد هايف المطيري وغيرهم اموراً كثيرة بدت لي مضحكة ومبكية. فهل جاوبنا اولئك القوم ما هذه الحريات التي يتحدثون عنها وما هي مواصفاتها؟ كيف يمكن للحريات ان تتفق مع افعالهم وتصرفاتهم وتناقضاتهم؟
يعني مثلا يقولون مزيدا من الحريات، في حين ان كتلة الغالبية لا تسمي الحراك السياسي ووجهات النظر ومن ينتقدها بالرأي والرأي الاخر، بل يسميها فيصل المسلم بالاعلام الفاسد. فكيف نركب صورة وشكل الاصلاحات والمزيد من الحريات بصور لاقتحام المجلس وحرق المقرات الانتخابية وتكسير القنوات الاعلامية؟ فهل هذه رسومات تصلح لتوضع في مجلس الاصلاحات الدستورية ام على جدار سوق الصفافير؟!
كيف تصير حريات حينما يقول خالد السلطان بحق زملائه النواب بان «وجودهم سبة ونشاز» في المجلس، مع انهم اختيار الشعب. أفي هذا الظل والتخويف تمارس الحريات؟
او تصوروا معنى الاصلاحات في ظل اشخاص كهايف الذي يقول ان الكويت ليست دولة مدنية بل اسلامية، وهو القول الذي كان مشفوعا بــــ «قانون الحشمة» الذي قدمته قبل اشهر كتلة العدالة والتنمية. وطبعا تعلمون بأن تفسير معنى «الاسلامية» هنا مقصورة فقط على فهم هايف المطيري.
وبالتالي لك ان تتصور الحرية حينما يكون هو الذي ينادي بالاصلاحات الدستورية والتعديلات ليكون الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع، او تعديل المادة 79 بحيث لا يجوز اي تشريع يخالف الاسلام. أليس من الطبيعي ان تكون نتيجة هذه الاصلاحات السياسية غلق الحسينيات؟، والتضييق على المساجد ومراقبتها، والزام الخطاب الاعلامي بخطاب «قصير الثوب طويل اللحية» والتربية بالتشدد في مناهجها كتكفير زيارة القبور وحلية دمائهم واعراضهم والتدخل في توحيد زي الناس في الشارع، وكل شيء في الحياة ليتحدث الجميع بلغة واحدة وبشكل «خروفي بهائمي». ما معنى وبعد كل ذلك «المزيد من الحريات والاصلاحات الدستورية»!؟
او تصور مدى عدالة قانون الاصلاحات الدستورية للغالبية والمتعلق باعدام المسيئين للرسول (ص) الآتي بحسب فهم «ثوابت الامة» فقط! او الاصلاحات الدستورية والمزيد من الحريات بمعنى اغلاق الكنائس، ومحاربة القنوات الفضائية بحجة انها تشق الوحدة الوطنية لانها تعرضت لرموز الوحدة والتي لا تتجاوز مسلم البراك وكم نفر معه، في حين هي نفسها تنادي بالاصلاحات وتنادي باطلاق يد الحريات وقلم محمد المليفي وعدم التعسف معه لأنه لم يمارس اكثر من حقه في التعبير!
لا افهم اي معنى يقصدون بالتوسع في الاصلاحات الدستورية والمزيد من الحريات!؟ فكيف تكون الكويت مزيدا من الحريات والاصلاحات الدستورية، وفي نفس الوقت تعلق المشانق وتشدد القوانين وتمنع وتحرم الكلمات على فريق، وتفسحها لفريق آخر!؟

د. حسن عبدالله عباس
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.