لا يكاد يمر يوم أو أسبوع، إلا وترى ما يجعل المرء مكتئبا، حزينا، تجاه الوضع الصحي الذي وصلت إليه الكويت، فهل يعقل دولة غنية جدا، ولها من بصمات الإحسان تجاه بلدان العالم ما يجعلها تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، مواطنوها لا يجدون العناية الصحية الكافية؟!
الوضع الصحي السيئ، جاء متراكما ومنذ أمد بعيد، وتحديدا في حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فلو كان من يقود الصحة خلال تلك الفترة، يمتلك بعد النظر والدراية، لكان الهرم الصحي يُضرب به المثل، ولكن، وبكل أسف، لم تكن تلك القيادات، على قدر من الكفاءة، أو بمعنى أدق على مستوى الطموح، وهذا ما انعكس سلبا على الخدمات الصحية، وتأثيرها المباشر على متلقيها!
العناية الصحية من أهم ما تعول عليه البلدان الواعية، والمتقدمة، وهي المقياس، والمحك الحقيقي لتقدم وازدهار الدول، ومن دونها لا يمكن لأي دولة مهما كانت حجم ثرواتها، وتعداد شعوبها أن تقوم لها قائمة، فالأوبئة والأمراض المعدية، مازالت موجودة على الأرض، وكل يوم تزدادا شراسة وفتكا، وخطرا على أرواح البشر، والعلم يناضل لمكافحتها، أو تحجيم أخطارها،على الأقل!
الهرم الصحي في الكويت، مقلوب، وبحاجة إلى من يقوم بإعادته إلى وضعه الصحيح، أو نسفه بالكامل، وإعادة إنشائه ليتواكب مع التقدم الصحي المتطور، وفي الوقت ذاته يحفظ كرامة المريض الكويتي، والمقيم، من الاستجداء، فكفانا مناظر محزنة ومزرية لمرضى يتذللون على أبواب المسؤولين، إما لعلاج في الخارج، أو لتوفير دواء معين، فهل نرى تصحيحا للهرم الصحي، أم تبقى الأمور كما هي دون حراك؟!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق