صالح الشايجي: ألامل مفقود

لماذا طرقنا هي أسوأ الطرق وأغلاها كلفة؟

لا أدري لمن أتوجه بهذا السؤال، ولكن بالتأكيد أن ثمة جهات معينة تملك الإجابة وتعرف الأسباب، ويبدو أن هذه الجهات لا تريد الإفصاح عما تعرفه إما خوفا وإما لأنها هي المستفيدة وصاحبة المصلحة في أن تبني لنا طرقا رديئة وبتكلفة عالية جدا.

لماذا طرقنا فقط ودون غيرها من طرق دول العالم التي تكون على هذه الشاكلة من الرداءة والركاكة والهشاشة والحفر والندوب والتي تبدو معها وكأنها مصابة بجدري الطرق؟!

قد تكمن الأسباب في طبيعة جونا الشديد الحرارة الذي ربما يؤثر على مكونات هذه الطرق وموادها، وإن كان هذا الكلام صحيحا من الناحية العلمية، فإنه لا يصلح مبررا لارتفاع الكلفة وسوء المنتج وذلك لأن كثيرا من دول العالم أجواؤها شبيهة بأجوائنا، أقله في محيطنا الخليجي حيث تتشابه أجواء بلداننا بالحرارة والرطوبة وغيرها ورغم هذا فإن الطرق في دول الأشقاء الخليجيين جيدة وقوية ومتماسكة وليس من شائبة تشوبها.

وكاجتهاد مني ولأنه لا أحد يجيب او يتكلم فإنني أعزو الأسباب لسوء الإدارة وخراب الذمم وموت الضمائر والاطمئنان لعدم المحاسبة ولعدم وجود حام لأموالنا وأيضا بسبب وجود مجالس الأمة التي ترفع شعار حماية المال العام وهي التي تسهل نهبه وسرقته وتبديده.

وليس من أمل في المجلس الحالي والذي يبدو وكأنه يحاول أن يقول لنا أنا موجود مثل المريب ومن يشك في نفسه وفي وجوده، فيفعل كل ما يعتقد أنه قد يلفت الأنظار إليه، ومجلسنا هذا لجأ إلى لعبة لفت الأنظار متلمسا طرق سابقيه من مجالس الهم والنكد والإثارة فلجأ مثلها إلى لعبة الاستجوابات والتي يعتقد أنه يتقوى من خلالها ويبني له عضلات وهمية، وكأنما المجالس تقوم من اجل شهرة أصحابها ولكي يصبحوا نجوم المجتمع وأقماره المتلألئة.

إذا كان هذا المجلس جادا وليس عابثا وتهمه مصالح الأمة التي يمثلها، فعليه أن يلتفت لقضايا قائمة وموجودة ومؤرقة وتنخر جسد البلاد وتهدد مصالح أهلها، لا أن يتلهى بلعبة الاستجوابات من أجل لفت أنظار الناس إليه، وإلا فليرحل غير مأسوف عليه!

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.