مازال فريق المبطلين يذرف دموع التماسيح على من استخدم موقع التواصل الاجتماعي تويتر لإطلاق السباب والبذاءات وقلة الأدب بحق الخلق المخالفين لفريق الأغلبية، وبالرغم من تجاهل معظم أطراف الفريق المخالف لهم بما فيهم الحكومة وأشخاص الوزراء لمثل هذه الأمور التي لا رأي فيها ولا نقد ولا حتى فكرة سوى التطاول والسباب، إلا أن هذا التجاوز تواصل ليصل لمقام مسند الإمارة السامي والذي حصنه الدستور وحصنته من قبله عادات وتقاليد وأخلاق أهل الكويت الضاربة في أعماق الوجدان الكويتي.
وجدنا المبطلين يصفون هذه التجاوزات بأنها رأي ويصفون ملاحقة هؤلاء قضائيا بأنها قمع وملاحقة للأحرار بالرغم من أنهم يدعون الدفاع عن الدستور والنظام الدستوري، بيد أنهم ينامون عن مقتضى المادة 54 من الدستور، ما يجعل المرء يتساءل عن أي دستور يدافعون هل هو الدستور الذي نعرفه أم لديهم دستور سري لا يعلمه أحد سواهم؟
ومع ذلك فإنني لا أستغرب أن يصدر منهم مثل هذا على اعتبار أنهم أهل مصلحة وقد تضررت مصالحهم، ولكن الغريب والعجيب أن نرى مثل هذه الأوصاف يطلقها بعض الأكاديميين ومنهم ما قاله شفيق الغبرا في لقائه مع قناة الكوت والذي زاد فيه بأن أعلن عن إعجابه بطلبة الجامعة الملاحقين قضائيا على الرغم من أنه لم يقدم لهم القدوة في مثل هذه التصرفات من قطع الطرقات وتجاوز القانون والتطاول على الآخرين في «تويتر» ومع ذلك فإنه يشجعهم، وهذا ما أزال استغرابي من وجود مثل هذه الرؤى والأخلاق النشاز تنتشر بين شبابنا الذين ظلمهم الزمن وظلمناهم كمجتمع بأن أتينا لهم بمثل هؤلاء المعلمين الذين يكلفون الخزينة العامة كلفة عالية من أجل أن يغرس فيهم الخلق القويم في عقول وقلوب قبل العلم الرشيد، فإذا بالبعض منهم يغرسون فيهم سلوكيات تشجع على التجاوز، ويصورونها لهم بأنها نضال وطني مستحق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
واليوم أقول للغبرا ومن هم على شاكلته من المعلمين بالجامعة خصوصا وللكبار في فريق المبطلين عامة إن البطولة والنضال الحقيقي هو بالتصدي لمثل هذه الوقاحات ومعاقبة من يقوم بها وفق القانون الذي يجرم مثل هذه الأفعال، وبالمناسبة فإن هذا القانون ليس مستحدثا، وإنما هو موجود منذ سنين طويلة وقد كان الكثير من فريق المبطلين ممن وافقوا عليه، والبقية أو الجدد فهم شهدوا عليه لكونهم لم يقدموا مقترحات لتعديله فإنهم وافقوا عليه ضمنيا، وعليه فإن وصف «مغرد» لا ينطبق على من قال بمثل هذه السخافات في «تويتر» والوصف الصحيح لها هو نعيق وخلق مشين يتوجب ردعه والتصدي له ووقفه بعيدا عن معاني الرحمة والاحتواء، اللهم إلا بعد إعلان الندم والتوبة والاعتذار العلني.. فهل من مدكر؟
baselaljaser@yahoo.com
baselaljaser@
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق