ثمة خطاب ديماغوجي وتأجيجي وشخصاني للغاية يهدف الى تشويه الوقائع المحلية كي تتواءم معطياتها المفبركة مع توجهات ووجهات نظر مع من يبدو انهم يسعون الى الحصول على مزيد من التأثير في المجتمع الوطني. ويتصف هذا الخطاب المفبرك والتأجيجي بالمبالغة في تصوير القضايا والتحديات المحلية الطبيعية حيث يتم التركيز على جوانب معينة منها وترك أخرى, أو يتفادى الحديث عنها لأن ذلك لا يخدم مصالح بعض أصحاب الأجندات الشخصية.
بالطبع, خطاب تشويه الوقائع المحلية مزاجي وتدفعه بعض رغبات أنانية في نشر الفوضى في المجتمع بهدف السطوة على الحقيقة والظهور الاجتماعي بأي ثمن حتى لو تعارض ذلك مع المصلحة الوطنية أو السلم الاجتماعي, ولكن ما يهمني شخصياً في هذا السياق هو توضيح النتائج والعواقب الوخيمة لهذا النوع من “الخطابات التأجيجية” حيث ستنعكس سلباً على من يعتنقها ويروج لها, فالنتيجة المتوقعة للمبالغة وتضخيم الأمور وجحد إنجازات الآخرين وتشويه الحقائق حول الوقائع المحلية ستجعل من مروج الإشاعات والداعي للفوضوية معادياً للمجتمع المدني المسالم وأعضائه من المواطنين الذين يرغب كثير منهم في عيش حياة إنسانية بناءة ومثمرة في مجتمعهم الوطني.
وتشير “معاداة المجتمع” إلى ممارسة سلوكيات عدائية والإقدام على تصرفات سلبية للغاية يهدف من ورائها الفوضوي ومن يرفض الالتزام باستحقاقات السلم الاجتماعي الى ترسيخ الفوضى في المجتمع وإحباط المحاولات الجادة لتكريس حياة إنسانية بناءة ومنظمة. فيرفض كثير من الناس الحشرية والتدخل الفج لأصحاب الخطابات التأجيجية في الحياة اليومية للمواطنين الآخرين لأنهم يشوهون الوقائع المحلية, ويبدو انهم يحاولون وضع العصي في دواليب التقدم والتطور الاجتماعي الطبيعي.
إضافة إلى ذلك, يرفض إنسان اليوم أن يفرض عليه الديماغوجيون وأصحاب الأجندات السياسية الضيقة سيناريوهات مفبركة ومشوهه تخدم مصالحهم الضيقة, فأهم متطلبات الحياة اليومية السلمية هو سلامتها من التدخل الفج للبعض القليل من ذوي المصالح الضيقة في حرية الأفراد, وتمكن الإنسان العادي من ربط آماله وتطلعاته المشروعة بما يمكن أن يحققه في مجتمعه الوطني. فالخطابات التأجيجية والمفبركة حول ما يحدث فعلاً في المجتمع المحلي تهدف لترسيخ إحباطات مصطنعة ووضع عراقيل أمام المواطن العادي كي يعيش حياة إنسانية مثمرة. وهذا الهوس اللاطبيعي في فبركة الإحباطات المصطنعة وتعطيل فرص النجاح أمام الفرد العادي هي ما تجعل المؤججين والديماغوجيين ومهيجي الجماهير من ألد أعداء السلم المجتمعي.
والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق