نقدر كثيراً الحيطة والحذر واتخاذ الإجراءات التي تضمن سلامة الوطن وتقيه من أي أخطار يمكن أن يتعرض إليها من أي جهة، سواء على شكل نشاط محظور أو مرفوض بسبب تداعيات سياسية معينة.
أعرف أن هناك تحفظات على دخول جنسيات معينة لأسباب سياسية ووقائية.. ولكني لا أنا ولا غيري يقبل أن يكون التعميم عشوائياً ومن دون أدنى إدراك لأهمية الشخص والغرض من دخوله والمعلومات الخاصة عنه وخلفيات نشاطاته.
المؤتمر الدولي الثاني حول صعوبات التعلم وتشتت الانتباه – فرط النشاط تقييم وعلاج – حضره خبراء واختصاصيون من الكويت والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، إلا أن خبراء ومتخصصين منعوا من حضور المؤتمر لأنهم من جنسيات محظور دخولها.
وكان خبراء متخصصون من اليمن قد وجهت إليهم الدعوة للمشاركة بخبراتهم في هذا المؤتمر الذي يقوم عليه أولياء أمور استشعروا مدى الحاجة إلى توعية المجتمع الكويتي بهذه المعضلة التي تصيب كثيراً من الأطفال الذين سيكونون ضحية عدم الوعي بطرق اكتشافها وعلاجها على يد كل من له خبرات سابقة، سواء في التشخيص أو العلاج.. إلا أنه وللأسف، وشيء مخز، أيضاً، قد اعتذروا بأسلوب راق ومخجل، أيضاً، عن الحضور لأنهم ممنوعون من دخول الكويت لأنهم يمنيون.
وقال الخبراء، وعددهم اثنان، وهما من المنتمين إلى جمعيات نفع عام لا تنشد شيئاً غير التوعية والتزويد والاستزادة من خبرات المشاركين في المؤتمر الذي يناقش قضية مهمة جداً يتعرض إليها كثير من أبنائنا منذ لحظة ولادتهم، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي وسير دراستهم خلال مراحل العمر بكل تغيراتها.
ورغم محاولاتهما المتكررة للحصول على تأشيرة دخول لتلبية دعوة المؤتمر، فإنهما لم يفلحا وتمنيا للمؤتمر والقائمين عليه التوفيق والنجاح.
لو كان الضيوف لحضور سباقات الهجن أو ندوات الشعر أو متابعة صرعات الجمال وجراحات التجميل.. أو حتى معرض الأغذية والدراعات والشالات.. لانهال الضيوف من كل الدول العربية لإغناء فعالياتهم من دون أدنى مشكلة.. ولكن أن يحضر خبير متخصص في أمراض جديدة لم يتم إلقاء الضوء عليها إلا في السنوات الأخيرة من خلال جهود أهلية بحتة لا تتناسب جهودها الجبارة مع حجم العمل والصيت الذي وصلوا إليه.. فهو ممنوع وتطبق عليه اللوائح بكل عشوائية و…
كثير من الجمعيات ومنها الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم (كالد).. وجمعيات أهلية تقوم نشاطاتها على التوعية بأمراض جسمانية ونفسية قد يعاني منها، الآن، الإنسان في طفولته والمراحل الأخرى اللاحقة.. تحتاج من الدولة الدعم في نشاطاتها وليس في تمويلها.
للعلم فقط أن ما كان مطلوباً من ضيوف اليمن والآخرين المشاركة في تقديم سلسلة من المحاضرات وورش العمل والندوات التي كان محور تركيزها على الآباء والأمهات والمعلمين والاختصاصيين لما يلعبه دور كل جانب منهم في حياة الفرد في كل مراحل عمره.. لا بيع شالات ودراريع وبسكوت ويريش أو تشجيع الهجن في سباقها أو التغزل بالشعر في العيون وسحرها.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق