حضرة صاحب السمو أمير البلاد شخصية تاريخية بارزة في العمل الدبلوماسي على مستوى العالم، لا سيما في نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإدارة ملف الحرب اللبنانية، وصولاً إلى اتفاق الطائف.
ليعلم من لا يعلم أن مشوار سموه ابتدأ بالمساهمة بانفصال نموذجي لبنغلادش عن الهند، وفق ما أكد لنا مصدر رفيع الدبلوماسية، ومن ثم بدأت مرحلة إنشاء واحدة من أقرب الدول إلى قلوب الكويتيين، ألا وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، مع ما رافقها من مصاعب، وصولاً إلى أحداث إمارة الشارقة في الثمانينات، ودور سموه في هذا الإطار.
أما الحرب اللبنانية، فقد امتاز سموه بميزة فريدة في تاريخ هذه الحرب، فقد كان مصدر ثقة لحزب الكتائب وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي، وهو أمر صعب، نظراً إلى كثرة حمامات الدم بين هذه الأطراف في تلك المرحلة، واتفاق الطائف لم يكن ليعقد لولا جهد سموه وحركته المكوكية بين الأطراف المتنازعة.
رسائل السلام بين تركيا وبلغاريا أمر لم يعلمه كثيرون، لأنه يعود، أيضاً، إلى الثمانينات، ومصادرنا أكدت لنا، أيضاً، دور سموه والرسائل التي حملها باسم الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه.
عندما نتحدث عن المؤتمرات، فالعشرات منها، إن لم نقل المئات، حصلت بإدارة مباشرة من سموه الكريم، إبان توليه حقبة وزارة الخارجية.
اللافت أنه بعد تولي سموه مقاليد الإمارة، تحول وزير الدبلوماسية إلى أمير الدبلوماسية، والمصالحات العربية والخليجية في السنوات السبع الأخيرة خير شاهد على ذلك.
كما أن مؤتمر المانحين، الذي عقد قبل أسابيع، يؤكد دبلوماسية سموه وإنسانيته، لأن الهدف لم يكن من سيحكم سوريا، بل كان كيف ينام الناس في خيام في ظل أجواء باردة ومثلجة، أحياناً؟ وهل يذهب الأطفال إلى المدارس؟ وهل يوجد دواء للمرضى؟
كل هذه الأسئلة أكاد أجزم أنها كانت وما زالت تدور في ذهن سموه، وأنا كمواطن كويتي أفخر بأن أحكم من أمير هو أمير الإنسانية.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق