اشتغلت الاستجوابات.. وصار مجلس تأزيم..
واشتغلت لجان التحقيق وصار.. «مجلس مخفر».
واشتغلت التصريحات النارية والعنترية والتفلسف والتهديدات.. وصار مجلس صراخ وحناجر حبالها الصوتية بلاتينية..
… وماذا بعد؟؟
لا انجاز يذكر على أرض الواقع، لا انجاز يشعر به المواطن، وكل ما يحصل انجازات صوتية أو ورقية، ولا تحسن سريعاً للوضع المتدهور على الأرض.
المجلس الحالي مازال في جلباب المجلس المبطل، وكل المجالس المتعاقبة في الكويت من قبله، ونواب المجلس الحالي «إلا من رحم ربي» في جلباب من كانوا ينعتونهم سابقا بـ«المؤزمين». بل واذا طال المقام بهذا المجلس اظن انه سيفعل كل ما فعل اسلافه بل وربما يزيد عليهم.
الحكومة، تعودنا عليها.. لا انجاز ولا هم يحزنون، سواء بوجود مجلس تأزيم أو بوجود مجلس ناعم أو في حضرة مجلس يشمخ.. أو حتى بدون مجلس، النتيجة واحدة.. لا انجاز.. وهذه قطر صارت تخرج طلبتها من اعرق الجامعات الامريكية على أرضها بينما نحن مازلنا في صراع على جامعة الشدادية منذ اكثر من 25 عاماً، التنمية متوقفة والروتين قاتل، وكل شيء يدفع للهروب من الواقع، البيئة الكويتية صارت بحق بيئة طاردة للجادين الراغبين في العمل بالقانون، لا مكان للاستقامة والطريق مفتوح أمام أهل «الفهلوة» والصراخ، فهم وحدهم الذين تهنأ لهم الحياة وتطيب في هذه الأجواء.
المشكلة الحقيقية تبدو أنها ليست في المجلس المبطل ولا في المجلس الحالي.. ولا في الحكومات المتعاقبة وحدها.. لكن المشكلة فينا.. نحن، والواقع ان الحكومة والمجلس ليسا الا مرآتين نشاهد فيهما وجهنا القبيح.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق