توجه المعارضة إلى تشكيل ائتلاف يجمع القوى السياسية المعارضة كافة هو توجه صائب، ولو تم تشكيل الائتلاف فإن نتائج الحراك المعارض قد تكون أفضل بكثير، إلا أن الأمر يتطلب بعض التروي، فالساحة الكويتية مليئة بالمتناقضات والاختلافات والمنافسات، وهذا أمر قد يعيق تحقيق النتائج المرجوة. لذلك فإنني أدعو إلى التريث في تأسيس الاتلاف وتشييده على أسس سليمة، حتى لا تتكرر الأخطاء التي حدثت عند تشكيل الجبهة الوطنية لحماية الدستور، حيث كان للتسرع في التأسيس والمجاملة في اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية تأثير سلبي على قدرة الجبهة الوطنية على العمل.
إن الائتلاف المعارض سوف يتشكل من قوى متنافسة، بل مختلفة أيضا، ولاسيما القوى الشبابية المنقسمة والتي تعزز الخلاف بينها أخيرا. ومن هنا فإنني أدعو الأطراف كافة التي ستشارك في الائتلاف المعارض للتحلي بروح العمل الجماعي، فالمصلحة النهائية واحدة وهي مصلحة لا تقبل القسمة ولا الانقسام.
من جانب آخر، أرى أن يتم تكوين فريق من الشباب، إلى جانب القيادة السياسية للائتلاف، تسند له مهمة محددة هي إدارة النشاط الميداني بكل تفاصيله، وأن يضع هذا الفريق برنامجا واضحا للحراك الشعبي يغطي فترة زمنية تصل إلى يوم صدور حكم المحكمة الدستورية في الطعون الانتخابية.
إن الساحة السياسية بحاجة ماسة إلى تشكيل الائتلاف المعارض، ونأمل أن تنجح هذه الخطوة المهمة.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق