حقيقة، اشفقت كثيرا على أعضاء من المجلس البلدي، وقد بدوا في الصورة في جلسة للجنة تسميات شوارع الكويت، وهم ملتفون وأمامهم قوائم من الأسماء التي تنتظر توزيعها على شوارع الكويت.
ومن الملاحظ أن ظاهرة تسمية الشوارع بأسماء شخصيات كويتية قد زادت كثيرا في الآونة الأخيرة.. فكل واحد يريد أن يسمي شارعا في منطقته باسم والده أو عمه أو عميد العائلة.. فأزيلت أسماء تاريخية عربية وإسلامية، واستبدل بها بين ليلة وضحاها الاسم الجديد، دون إعطاء فترة زمنية يوضع فيها الاسم الجديد والقديم معا، حتى يتعود الناس على الاسم الجديد.. ثم يزال القديم.
حتى أن شوارع المنطقة الواحدة أصبحت أقل من أسماء الشخصيات التي تخصها.. مما اضطر تلك اللجنة الى حذفها الى مناطق بعيدة لا يعرف ساكنوها هوية هذا الاسم، وماذا يمثل؟ وما تاريخه؟.. ولماذا أصلا سمي الشارع باسمه؟
يخيل لي أن موضوع أسماء الشوارع أصبح «مودة».. فكل عائلة تريد أن تقرأ اسم أحد أفرادها، وإذا رفض طلبها.. بادرت.. اشمعنى فلان ابن فلان؟.. وبهذا فنحن لن ننتهي أبدا من هذا الموضوع.
هذا لا يعفينا من القول إن هناك من الشخصيات الكويتية التي تركت بصمة واضحة وجلية ترغمنا كلنا على أن نزيّن شوارع الكويت بأسمائها وبكل فخر.. ولكن هناك أسماء كثيرة وكثيرة جدا.. لا نجد لها مكانا في تاريخ العمل الوطني والإنجاز الواضح والجلي.
لو تم ترقيم الشوارع لكان الموضوع أسهل بكثير.. وارتاح أعضاء المجلس البلدي ومن هو في موقع المسؤولية من الموضوع.. فكل قطعة لها شوارع مرقمة وجادات مرقمة وبيوت مرقمة.. وكان الله غفورا رحيما.. باستثناء الشوارع الرئيسية التي يمكن أن تحمل أسماء أنجز أصحابها للوطن وبصموا في صفحات تاريخه.
أعانكم الله أعضاء لجنة التسميات على الواسطات والضغوط.. التي قد يكون بعضكم هم أبطالها.. وسامحوني.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق