
عندما رجعت إلى الوطن بعد أربع عشرة سنة قضيتها في تونس طلب مني مدير تحرير «الوطن» الاستاذ المرحوم جاسم المطوع ان اكتب في الجريدة مقالات تحت عنوان «مذكرات الثقافة والفن» وهذه احدى المقالات انشرها بمناسبة عيد «الوطن».
شك احد القراء الاعزاء في الرسائل التي ترد الي بكثرة من القراء والمعجبين بالثقافة والفن، والقارئ العزيز هو السيد يوسف حمد الفريح الذي قال في رسالته: (أعتقد يا سيدي أن الرسائل التي تنشرها – على أنها من القراء – ما هي الا من تأليفك وتلحينك، لكي تسجل على صعيدها آراءك وخواطرك، كما كان يفعل كبار الكتاب في القديم والحديث وعلى رأسهم أديب العروبة الكبير أبو عثمان الجاحظ. لان الاسماء مجهولة لا ترد في الصحف والمجلات ومهما يكن الامر فإن برنامجك ناجح كل النجاح..).
والجواب عن رسالة السيد يوسف هو مكتوبه هذا الذي بعث به إلي.. ألم يبعث هو بهذه الرسالة؟ وعن الاسماء المجهولة، هل اسمه هو يرد كثيرا في الصحف والمجلات؟ انني لم اسمع به قبل اليوم، ومع هذا فقد اهتممت برسالته كما هو شأني مع غيره من الشباب، ان عنايتي بالشباب – وخاصة طلبة المدارس – هي غايتي الأولى منذ ثلاثة وثلاثين عاما اي منذ سنة 1944م عندما كنت مدرسا في مدارس الحكومة.
ومازالت هذه الغاية هي غايتي اليوم، وسوف تبقى غايتي هذه إلى آخر نسمة من نسمات الحياة.
فليطمئن السيد يوسف على الأمانة، فالرائد لا يكذب أهله، وما تعودت على الكذب، وإن مزحت أحيانا، فما هذا المزاح الا الحق ان شاء الله، واذا اراد السيد يوسف دليلا ماديا على وفرة الرسائل التي تردني فإنني انشر هنا غلاف احدى الرسائل التي وردتني منذ أيام، وسوف يتضح لديه ان الاهتمام قد تجاوز حد المراسلة الى درجة «الفنية» فقد تفنن باعث هذا الغلاف والرسالة التي بداخله بخطه. حتى جاء غاية الغايات في فن الخط، وهذا القارئ الفنان هو السيد محسن عبد علي الخفاجي وعنوانه (الصليبيخات، قطعة 6، بلوك 75، منزل 12 الكويت).
فإذا قال السيد يوسف فريح ان هذا دليل، ولكنه ليس دليلا على وفرة الرسائل قلت له ان الاستاذ جاسم المطوع مدير التحرير في جريدة «الوطن» سوف يشهد لي شهادة لله خالصة بأنه ناولني خمس رسائل دفعة واحدة عندما زرته قبل كتابة هذه الحلقة من «مذكرات الثقافة والفن» بعد ان حجبتني «أنفلونزا» عن الظهور في عدد «الوطن» السابق وكان من بينها رسالة السيد يوسف «المعارضة».
وأختتم كلامي بشكر أوجهه الى السيد يوسف على ثنائه على نجاح «مذكرات الثقافة والفن» فبأمثاله يكون النجاح ولولا التجاوب الصادق بيني وبين القراء الاعزاء لما نجح البرنامج، وأعده وأعد جميع الشباب بأنني سوف اهتم بكل رسالة من رسائلهم، سواء أكانت معي ام ضدي والله الموفق.
فاضل خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق