الهجمات التي يتعرض لها رجالات الكويت من بعض النواب, مقابل ذلك الصمت غير المبرر ممن يعنيهم الأمر تنذر بعواقب وخيمة, ما يدفع الى السؤال: هل بدأت الكويت- الدولة تخضع لجماعة الارهاب النيابي وتتخلى عن رجالها, في ما يشبه المقدمة لاستقالتها من دورها وترك حفنة من المتسلطين تتحكم بمصيرها ?
هذا المشهد المأساوي يرتسم في الذهن بعد الهجمة الظالمة التي يتعرض لها رئيس ديوان المحاسبة العم عبدالعزيز العدساني, على خلفية المزاعم المثارة بشأن “التحويلات الخارجية” تنطحت للتحقيق فيها لجنة برلمانية معروفة أهداف من يديرها والاسباب التي يستندون اليها في هذا المجال, علما ان القضية موضع تحقيق في ديوان المحاسبة.
فهذا الرجل صاحب التاريخ العريق في العمل العام, وصاحب الكف النظيفة لا يمكن لأي كويتي ان يشك لحظة في ذمته وحسن ادارته مؤسسة يتولاها منذ دخوله العمل العام, وعمله في البلدية, ومرورا بتوليه الامانة العامة لمنظمة “المدن العربية” وانتخابه نائبا, وصولا الى غيرها من المناصب التي تولاها, كان ولا يزال محل احترام وتقدير غالبية المواطنين, لذلك لا يؤخذ الطعن به على عواهنه, بل ان الأمر يستوجب النظر في حقيقة ما تسعى اليه جماعة”التكفير العبثي” النيابية من خلال ذلك, وهو العمل على شيطنة كل الشرفاء في الكويت, ومحاولة اظهار نفسها نظيفة الكف والسيرة, فيما هي ملطخة بكل سواد الممارسات المخالفة للقانون, وضاربة للوحدة الوطنية, وهادمة للعمل الحكومي الصحيح غير الخاضع ل¯”الواسطة” التي لا تعرف غيرها.
هؤلاء في مسلسلهم التصعيدي هذا يرمون الى فرض ما يتخيلونه ترياق الاصلاح السياسي عبر تعديلات دستورية لوح بها النائب فيصل اليحيى, والتي لاسقف لها, كما يزعمون, فيما هي في الواقع تقويض للدولة, بل هدم للكيان ككل, و تمهد, ربما كما يتخيلون, للبراك واليحيى والمسلم وفلولهم ليحكموا ويتحكموا, بينما خيرة أهل الكويت يعزلون.
اذا كان لا بد من تعديل الدستور, فلا يكون ذلك بهذا الشكل الصدامي الذي يتوسله هؤلاء, ليس سعيا الى تطوير النظام السياسي, بل من أجل التغطية على إفلاسهم في غضون أشهر قليلة من عمر مجلس الامة, بعد ان تعرت وجوههم وسقطت كل اقنعة العفة والوطنية والشرف والاسلام التي تخفوا خلفها طوال الفترة الماضية, وقادوا بها معاركهم الظالمة ضد الشرفاء, فهاهم الآن يهربون باتجاه دفع البلاد الى أزمة سياسية خانقة يستجدون بها حل المجلس , حتى يعودوا الى الشارع ويقولوا للناس:” انظروا… أردنا تطوير الدولة لكنهم لم يرتضوا ذلك و حلوا المجلس, وقطعوا الطريق علينا”, وما بعد ذلك لن يكون عصيا على إدراك المراقبين.
ليس التهديد بعزل العم عبدالعزيز العدساني, والمسّ به وبغيره من شرفاء الكويت بهذا الشكل الا عنوانا لمكتوب مشؤوم المضمون تكتبه أيدي الخبث, وتحاول جعله كتابا مكررا على الكويتيين.
ربما لا يزال في جعبة هذه الجماعة بعض الحقد على كل ما هو صحيح ونظيف في هذه الدولة, لذلك ليتركوا في غيّهم يعمهون الى ان يقول الكويتيون كلمتهم فيهم وينبذوهم من خلال إسقاطهم في شر أعمالهم, فالذين أتوا بهم الى البرلمان هم من سيطردونهم منه شر طردة!
أحمد الجارالله
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق