امس كانت عندنا حالة طوارئ وخطوط ساخنة بين دولة الكويت وولاية «النوي». السبب انني كتبت أمتدح المخرج «الكويتي» وليد العوضي. وختمت المقال بـ «.. قليل من الناس او الاشياء تخليني افتخر اني كويتي.. وليد العوضي امس صار واحدا منهم»، احد الحريصين شك ان المخرج العوضي ليس كويتيا وانما «بدون»، وانه يحمل صفة الكويتي مثل كثير من البدون الذين تتباهى الكويت والكويتيون عندما يبدعون. او الذين تتبرأ منهم عندما يتهمون بالارهاب مثل الكثيرين ممن القي القبض عليهم بـ «صفة» انهم كويتيون. استشرت خبيرة «البدون» عندنا الزميلة سعدية مفرح فردت بانها «خابْرِته» «بدون»، لكنها لا تعلم ان كان قد منح الجنسية ام بعد.
طبعا الصفحة حسب التنافس الصحفي على الصدور المبكر، المفروض تتسكر من اول امس، انا بالواسطة يعطوني الى الساعة عشرة الصبح، بينما الواقع ان الوقت كان ظهرا. هنا قررت ان السلامة تستدعي اعتباره «بدون» لان ليس هناك «دخان من غير رماد». طبعا اعتباره «بدون» يغير من كل شيء. فليس من المنطق ان افتخر به وانا كـ «كويتي» انكر انتماءه للكويت. اذا لا بد ان يتحول المقال من الافتخار به الى المطالبة بتجنيسه.. بس طبعا انا لم اكتب ابدا عن حالة فردية، اللهم الا محمد ابن زميلنا حسن العيسى قبل سنوات، لذلك لا بد من الكتابة عن «البدون» بشكل عام. والكتابة عنهم بشكل عام تتطلب لا شك اكثر من فقرة اضافية لمقال. هنا خطرت لي فكرة بسيطة وسهلة الانجاز، حطيت عنوان للفقرة «البدون ثروة» والغيت صفة كويتي عن مخرجنا المبدع وبدلا من الافتخار به على انه كويتي حولت الخاتمة الى «صدق البدون ثروة». وكان من المفروض ان تنزل الفقرة كذلك.. لكن في آخر لحظة تم تأكيد ان المبدع وليد العوضي مواطن كويتي وليس «بدون»، وانه حصل على الجنسية منذ سنوات. فطبعا طالبت بان يرجع الموضوع الى اصله ونعيد صفة الكويتي الى المخرج وليد العوضي، ونعيد ايضا افتخاري فيه على انه كويتي. لكن الوقت كان عند الاخوة في الاخراج والمونتاج والمطبعة من ذهب.. لذلك اختصروه بازالة كلمة «بدون» من امام العنوان ومن دون اضافة صفة المواطنة الى المخرج العوضي وآخر كلمة أصبحت. الكويت ثروة وليس «البدون» ثروة.
لأ.. «البدون» ثروة، هذا كان قصدي ولا يزال.. والكويت مع الاسف ليست ثروة.. على الأقل بالنسبة لي. لاني اعتقد ان الكادرات والبدلات والواسطات وحتى الطبيات قتلت الابداع والمبدعين.. نعم «البدون» ثروة… وعلينا ان نتعامل معهم على انهم كذلك.
***
على ذكر «البدون» اعتقد ان من الواجب الاشادة بموقف السيد فلاح بن جامع شيخ قبيلة العوازم منهم، فالعوازم على ما أظن، وظني دائما صادق، ليس لديهم «بدون»، والسبب أولاً انهم قبيلة جنوبية، و«البدون» كما هو معروف أغلبهم من الشمال، وثانياً انهم ما قصروا مع الله يرحمه الشيخ سعد، وهو ما قصر معاهم، ثالثاً العائلات العازمية هي العائلات الأولى المؤسسة للكويت، يعني ظهرهم قوي «قولوا عساه أقوى عن الحسد»، لهذا فان مساندة السيد بن جامع لـ«البدون» تبدو عفوية وانسانية أو حقانية صرفة لذا تطلبت الاشادة.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق