مؤتمر من الكويت نبدأ استذكر مناقب الأمير الراحل صباح السالم

انطلقت مساء أمس الأول فعاليات المؤتمر الوطني العاشر «من الكويت نبدأ.. والى الكويت ننتهي»، والذي يأتي تحت شعار مقولة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد «ان الكويت هي الوطن والبقاء والاستمرار، وعلينا ان نكون قلبا واحدا في السراء والضراء» والذي أقيم على مسرح مكتبة البابطين.

وعرض خلال الافتتاح سير لنخبة من الآباء والأجداد من ابناء الكويت، وهم سمو الامير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، ومراد يوسف بهبهاني ونايف حمد الدبوس وفاطمة عبدالمحسن الجعوان وصالح بن صالح آل ابراهيم وحمد عبدالمحسن المشاري.
وقد شهد حفل الافتتاح كلمة لرئيس لجنة الاشراف العليا للمؤتمر المحامي يوسف الياسين، الذي قال فيها انه مع استمرار المؤتمر بنسخته العاشرة «أجد نفسي مشحونا بقوى وطنية عميقة وطاقات وطنية دفينة، تأخذني الى كافة ربوع هذا الوطن المتجذر فينا.

وأضاف «انني بالأصالة عن المؤتمر وأعضاء اللجان العاملة، أتوجه بالحديث لكل ابناء الوطن بان يستظلوا تحت راية الحوار الهادف البناء والتأسي بخير البشر سيد المحاورين سيدنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم»، مشيرا إلى أن «ديننا الحنيف يعلي من شأن الحوار، بل ويصف المتحاورين بأعظم الصفات والميزات والسمات ونحن نذهب بعيدا في خلافاتنا ونعمق بيننا اسباب الفرقة».


وخاطب الحضور قائلا «يا ايها الكويتيون هذا مؤتمركم يدعوكم للتحاور في ما بينكم باللين والموعظة وبالتي هي أحسن، فليستمع كل منا للآخر، ولنأخذ بأسباب الحوار الهادف بحسن النوايا وعدم تخوين ذلك الآخر، فلا فرق بين وطنية هذا وذاك، فكل في محبة وطنه سواء، ولا نشكك في ذلك، ولكنه والله نزغ من الشيطان اللعين الذي يسعى للوقيعة في ما بيننا».

في مناقب الأمير صباح السالم

ومن جهته، عدد المهندس سامي دعيج الفهد مناقب سمو الامير الراحل الشيخ صباح السالم المبارك الصباح – رحمة الله، فقال «هو الحاكم الثاني عشر لدولة الكويت الملقب بصباح الثالث، والذي تم اختيار اسمه من قبل والده الشيخ مبارك الكبير، باسم صباح تيمنا باسم كبير آل الصباح».

وتابع ان «الشيخ صباح رحمه الله تعلم الادب واللغة والحساب وتعاليم الدين الحنيف، مشيرا ان لديه 12 من الأبناء من الذكور والإناث، وزرع بقلوب أبنائه المحبة والتقوى والإصلاح».

واستعرض صفات الشيخ صباح رحمه الله، قائلا انه «كان يتمتع بالصفات العربية الأصيلة، فالقلب طاهر ونظيف وصادق ووفي، ولا يحب الأكاذيب والخدع ولا المدح والثناء، وكان يحب الشعر وينظمه»، منوها بتواضعه الكبير.


وتابع ان سمو الشيخ صباح تدرج بالوظائف حتى وصل الى الحكم والذي اختاره الشيخ احمد الجابر، وكلف بدائرة الشرطة وهي دائرة مهمة، وكان يطبق الشريعة الاسلامية فيها، وقد كلف أيضا بدوائر أخرى كالصحة والأشغال والتموين والبلدية، وشارك بلجان التطوير، وكان اول وزير للخارجية الكويتية وهو من أسسها.

وأضاف في 17 يناير 1962 عين وزيرًا للخارجية في الحكومة الكويتية الأولى بعد الاستقلال وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي والتي ترأسها الشيخ عبد الله السالم الصباح، وظل في منصبة حتى إجراء انتخابات أول مجلس أمة في الكويت، وبعد إجراء الانتخابات عين رئيسًا لمجلس الوزراء، ليشكل أول حكومة في العهد الدستوري، وكان قبلها قد عين وليًا للعهد وذلك في أكتوبر من عام 1962. وفي العام 1965 اصبح الحاكم الثاني عشر للكويت، وكان يتابع شؤون اهل الكويت ويشاركه همومهم ويحل مشاكلهم وكان رحمة الله يهتم بآلام الكويتية لعلمه بدورها لكبير بالمحافظة على أسرتها وعلى المجتمع.
ولفت انه في العام 1977 مرض الشيخ صباح ولم يتحمل المرض، وتوفي فجر السبت حيث انتقل الى الله عز وجل عن عمر يناهز 63 عاما، وكان الخبر في صباح اليوم التالي في فترة الضحى، فلم يصدق الناس هذا النبأ، نقل جثمانه من «قصر المسيلة» في مسيرة إمتلأت فيها الشوارع بمئات الآلاف من أهل الكويت، وصولًا إلى مقبرة الصليبخات.

بهبهاني رائد في صناعة التاريخ

وعن مناقب الراحل مراد يوسف بهبهاني تحدث ابنه علي بهبهاني، قائلاً ان متتبع مسيرة والده يرصد مسيرة عمل واجتهاد وإخلاص، فهي مسيرة رائد من رواد صناعة التاريخ الكويتي الحديث، أراد لبلده الكويت التطور والتقدم والرقي. وقال انه قلبه كان مفعماً بحب الكويت وأهلها الأوفياء، وكان فكره دائماً منشغلاً بكيفية تطوير وتحديث الحياة الكويتية في كافة المجالات.

وأضاف أن والده هو الذي «أدخل تكييف الهواء إلى الكويت منذ حوالي 70 عاماً، كما أدخل الإذاعة والتلفزيون إلى الكويت لتطويرها ووضعها على الخريطة الدولية والمكانة التي تستحقها. فقد جاب أصقاع المعمورة من أجل تحديث الوطن ورخاء حياة المواطنين، فكان خير سفير للكويت في صولاته وجولاته وعرّف العالم بدولة الكويت لذا فإنه ليس بغريب أن يختاره الاتحاد السويسري قنصلاً عاماً شرفياً له على مدى 50عاماً».

وتابع بهبهاني أن والده «ساهم في نمو الاقتصاد الوطني، حيث كان من مؤسسي البنك الأهلي الكويتي، وترأس مجلس إدارته لمدة 15 عاماً متصلة»، وقال ان «حياته الاقتصادية والتجارية التي تأسست على قاعدة صلبة من الصدق والأمانة، كان لها الأثر الواضح والجلي في بناء كويت اليوم، التي سيظل العالم ينظر إليها نظرة تقدير واحترام.

الدبوس علم في مجال الإحسان

وبدوره استعرض السيد جمال نايف الدبوس مناقب الراحل نايف حمد الدبوس رحمه الله، قائلا «انه كان من أشهر العاملين في مجال الخدمة العامة في الوقت الذي كان فيه هذا المجال مجهولا من الأكثرية الساحقة من المواطنين. وقد برز في مجال الإحسان بكل وسائله من إعمار المساجد ودعم طالبي العلم، وكان محافظا على حقوق الناس لا يبخسهم شيئا، وكان محافظا على العادات الطيبة، رقيق القلب محبا للخير باذلا له، وكان يهتم بإكرام الضيف وإطعام الطعام ومساعدة المحتاجين».


وأضاف أنه بدأ حياته عندما نزل الى ميدان العمل بممارسة المهنة، التي كان أقرانه من أبناء الكويت يمارسونها في ذلك الوقت، وهي مهنة الغوص على اللؤلؤ، فقد رحل في صباه مع جده النوخذة جاسم الدبوس لهذا الغرض، وتمت له رحلات متعددة اكسبته خبرة في أعمال البحر، وأعمال التجارة باللؤلؤ الذي كان مصدر الرزق الوحيد في بلادنا آنذاك.


وتابع، ثم اتجه إلى العمل التجاري، وأدى به هذا العمل إلى القيام برحلات متعددة لجلب ما يحتاج إليه من سلع فكان اتجاهه أولا إلى الشام، ثم حول هذا الاتجاه إلى الهند وأفريقيا، وكانت السفن الشراعية الكويتية تجوب موانئ تلك البلاد وتدعم التجارة في الكويت، الأمر الذي يسر له سبل العمل التجاري، الذي كان يطمح إلى اختراقه والعمل فيه.

الوسطية صورة من صور الوطنية

وبدوره القى الدكتور عبد المحسن جار الله الخرافي، محاضرة عن الوسطية والوطنية عند الآباء والأجداد، قال فيها ان هذه المصطلحات لم تكن منتشرة حينها، فالوسطية بل هي سلوك فطري وطبيعي عند الآباء والأجداد، كما أنه لم يكن هناك انتشار لوسائل الإعلام التي تركز على الوسطية، بل كانت واقعاً ملموساً يمارس على أرض الواقع، وكانت الروح السائدة هي روح محبة وتسامح وتعايش وألفة ولم يكن هناك كيانات طائفية وقبلية، وعندما وجدت تعالت الأصوات للعودة للوطنية والوسطية الحقيقية.


وعن الوطنية، قال الخرافي أن الناس كانوا متمكسين بها على الرغم من بساطة العيش حينها، فقد كانت الوطنية مطلقة وكان هناك تناغم وانسجام بين الحاكم والمحكوم، ولم تكن هناك ندية بين ابناء الكويت وبين الحاكم والمحكوم، وكان الحوار حضارياً ولم يعرف الكلمات النابية.

وتابع أن الوسطية انطلقت من حسن تقديم النصيحة والمشورة، وهي صورة من صور الوطنية. وضرب مثلا في هذا الإطار عن العم عبد المحسن المشاري، الذي يرد الزيارات للناس في مختلف مناطق الكويت، كما عرض الخرافي نماذج عديدة في الوسطية والوطنية.

فاطمة الجعوان… مربية أجيال
وعن مناقب الراحلة فاطمة عبد المحسن الجعوان التي ولدت عام 1916 وتوفيت عام 2004، تحدث أسامة فهد الراشد، الذي ذكر حرص المرحومة على صلة الرحم. وقال انها كانت تحب العائلة وتحب أن تجمع أفرادها، لذا قامت بتربية أبنائها ثم أحفادها لتصبح بذلك مربية أجيال.


وأضاف الراشد أنها كانت يدها ممدودة بالخير داخل الكويت وخارجها، إذ بنت مساجد في الكويت وفي الدول الصغيرة والفقيرة، كما حفرت العديد من آبار المياه، إلى جانب بنائها للعديد من المدارس. كما خصت بعض العقارات للوقف لتكون صدقة جارية.

آل إبراهيم سباقون
من جانبه عرض أحمد آل إبراهيم مناقب جده الشيخ صالح بن صالح آل إبراهيم الذي لم يره، فقد ولد عام 1835 وتوفي عام 1935، بل رأى مناقبه العطرة في حسن ذكراه، وفي أبنائه الذين لم يحيدوا عن دربه.
وقال ان الشيخ صالح نشأ في بيت توزعت تجارته في العواصم الاقتصادية آنذاك بين الهند للتجارة واللؤلؤ والعراق للبساتين وتجارة التمور. وكانت الكويت هي المقر والإقامة، وقد بدأت العائلة بالاستثمار الزراعي وامتلاك مقاطعتين كبيرتين للنخيل.

وأضاف أن الشيخ صالح تولى منذ نعومة أظافره الاهتمام والمتابعة واستصلاح النخل، وضم المزيد من الأراضي، فنمت استثماراتهم الزراعية وازدهرت، وكان للأسرة الكثير من السفن والأبوام، فقد كانوا من طواويش اللؤلؤ في الكويت وملوك اللؤلؤ في الهند، حيث استقر فيها الشيخان جاسم وعبد الرحمن، واللذان يذكرهما الجواهرجي الشهير كارتييه في مذكراته بأنهم «ملوك اللؤلؤ».
وتابع أن «صداقة حميمة قد جمعت الشيخ صالح مع الشيخ مبارك والشيخ سالم المبارك والشيخ أحمد الجابر، الذين كانوا يقدرونه تقديراً كبيراً، فقد كان آل إبراهيم معفيين من الجمرك وهو 5 في المئة، لأن حجم مساهماتهم في الدولة كان يفوق تلك بأضعاف، فقد كانوا السباقين في إحضار أول سيارة ووقوف أول سفينة دولية وتأسيس أول شركة للملاحة العربية وشراء تاج السلطان عبد الحميد وصولجانه وإهدائهم لآل الصباح».

حمد المشاري مثال الإنسان الملتزم


ومن جهته استعرض عبد المحسن محمد حمد المشاري، مناقب الراحل رحمه الله، حيث قال ان المرحوم قدم للجميع مثالا رائعا للإنسان الملتزم بمبادئه الاسلامية، والذي عرفه الجميع من خلال تلك الصورة الرائعة التي قدمها دوما في معاملته مع الآخرين، فكان رحمه الله عليه نقيا بكل ما تعنيه الكلمة ورجلاً مؤمنا فاضلا.

وأضاف أنه قدم في حياته صورة حقيقية لكيفية المعاملة الحسنة وصورة صادقة عن ذلك الرجل المتجرد من حب الذات والانانية والغرور، لافتا إلى أنه تبوأ العديد من المناصب، منها عضو في مجلس الاوقاف عام 1949، وعضو المجلس البلدي في الفترة ما بين 1950 الى 1954، وعضو لجنة تحكيم الخلافات التجارية، وعضو دائرة التموين خلال الحرب العالمية الثانية، وعضو الهيئة التنظيمية عام 61 بشأن مشروع قانون الانتخابات. وغيرها من المناصب العديدة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.