
أعلن عضو فريق رصد المنظمة العربية لحقوق الإنسان الدكتور جابر السعد، عن وجود اختلاسات واعتداءات مالية وجنسية من قبل بعض الجمعيات الخيرية الكويتية.وإذ ركز السعد على أن الخلل يتمحور حول التخبط الإداري من قبل هذه الجمعيات،
وأكد السعد خلال لقاءه مع قناة الراي بحضور عضو الرحمة العالمية الدكتور وليد العنجري أن « الكثير من العوائل السورية قالت بأن العمل الخيري الكويتي لم يصلها»، لافتا إلى أن «اعتماد الجمعيات الخيرية الكويتية على وسطاء كجمعيات أو أشخاص أثر على سمعة العمل الخيري، بسبب الأخطاء التي ارتكبوها هؤلاء الوسطاء الذين مثلوا الجمعيات الكويتية ومثلوا الكويت».
وذكر أن « آلية تقديم المساعدات في البوسنة تكون مقابل تسليم المرأة نفسها، وهذا ما حصل معي»، مضيفا «تم تهديدي وعرض رشوة علي مقابل السكوت، وعدم عرض سلبيات ومساوئ العمل الخيري والجمعيات»…. وفيما يلي التفاصيل:
• انتقاداتك كثيرة على العمل الخيري، لماذا هذه الانتقادات؟
– السعد: بداية أنا لا أطعن في العمل الخيري الكويتي، خصوصا وأنا أفتخر وأعتز في العمل الخيري، عندما أنظر في الخارج إلى عمل كبير من بناء المساجد والآبار والمؤسسات.
ولكن هناك نقاطا رأيتها بأم عيني، فهناك أخطاء كبيرة وانتقادات كثيرة.
• الكويت لديها شهادات في ما يخص الشفافية، ما انتقاداتك وما رأيت في زيارتك للعمل الخيري في الخارج؟
– السعد: الرقابة على كيفية الجمع ولا نجد رقابة على كيفية التوزيع وهذه مصيبة نراها ونحس فيها أثناء توزيع المال، ولم أرَ مساعدات تصل للاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية فقد زرت مناطق عدة كثيرة لسوريين وعوائل ولم أشاهد المساعدات تصل إليهم ولديّ دلائل تثبت ذلك.
ـ
• ما الانتقادات التي لديك على العمل الخيري، لماذا التحدث عن حدة الأخطاء؟
– السعد: عدد اللاجئين بالأردن لم يتجاوز ثلاثمئة ألف، وما سمعته أن المبلغ الذي تم التبرع فيه أكثر من مليونين ونصف المليون، وإذا كان يتم إيصال المساعدات لماذا نرى هذا التقصير.
• ما هذا التقصير؟
– السعد: كل ما نذهب إلى عائلة أجد أكثر من 100 يقولون لم تصلنا المساعدات بل طرود غذائية عبارة عن أرز وعلب زيت.
وعندما أذهب للزيارات أذهب كراصد لحقوق الإنسان، ولا نقول للعوائل أننا نتبرع إنما نرصد الوضع الإنساني المعيشي، وقد عشت الواقع معهم ونمت معهم، وما رأيته من غالبية العوائل ينامون على «البلاط».
وأنا لا أنتقد أي عمل خيري ولكن النازحين أيضا بحاجة إلى مقومات الحياة المختلفة في ظل المناخ البارد لديهم في هذا الوقت، وتمت تغطية مناطق الزرقا القديمة والجديدة ومنطقة عمار وطبربور وغيرها من المناطق التي زرتها شخصيا.
ويتم إعطاء موعد يصل لتسعة وثمانية أشهر لحين تسجيلهم ضمن احدى الجمعيات الخيرية، فما بالك في تسلمهم للطرود.
وبالنسبة للانتقادات هي الوسطاء الذين يمثلون الكويت في الأردن، وما عرفته أن الجمعيات الخيرية الكويتية تضع مكاتب في الأردن، وهناك من يمثلهم وهناك مؤسسات أخرى، ولكن الوسيط لا يقوم بتوزيع المساعدات بالشكل الصحيح، خصوصا من جمعية الكتاب والسنة في الأردن، يتم التعدي على اللاجئين السوريين هناك، وكل ما نزور منزلا يقول أهله نفس الكلام، وهو أننا لم نتسلم شيئا منذ أربعة أشهر.
وأكثر الكلام الذي سمعته لم يصلنا شيء من الكويت والخلل كبير بالنسبة للوسطاء وفي هذا إساءة لسمعة الكويت.
– السعد: لا توجد رقابة على صرف المساعدات وهذا الخلل، وعندما توصل الجمعيات الخيرية التبرعات يجب أن تكون مشرفة عليها في توزيعها وصرفها، فهناك عوائل لم تستلم أي مساعدات وأخرى حصلت على أكثر من حصة.
– وليدالعنجري يرد: أدعوك دكتور جابر السعد إلى الذهاب معنا في الرحلة المقبلة إلى الأردن أو تركيا وترى كيف توزع المساعدات هناك يدا بيد وأدعو أيضا «الراي» للحضور لمشاهدة المساعدات.
وهناك رقابة كويتية مباشرة على الصرف هناك، وبالمناسبة وضع اللاجئين في لبنان أكثر صعوبة من وضعهم بالأردن.
– السعد: في توزيع المساعدات وقفت وتسلمت أنا شخصيا مساعدة كما أن أغلب الموجودين أردنيون وليسوا سوريين، ولماذا لا نحصل على أسماء العوائل ويتم تسليمها الطرد الغذائي، ولماذا جمعية الكتاب والسنة بالأردن تستلم أغلب المساعدات.
• تقول بأن المساعدات لا تصل للمحتاجين، لماذا؟
– السعد: السبب أن هناك تخبطا إداريا كبيرا من بعض الجمعيات، ومشكلة ذلك في كيفية اختيار الوسيط حيث الوسيط يؤثر بعملية التوزيع وحرمان أغلب العوائل من الانتفاع بهذه المساعدات.
وبعض الحالات التي لم تنتفع من المساعدات بسبب الوسطاء من الجمعيات، حيث عندما أرادت التسجيل في جمعية قالت لها يجب إحضار براءة ذمة من الجمعية الأخرى، وعندما أحضرتها لم تسجلها وبالتالي ضاعت عليها فرصة الحصول على مساعدات.
• ألا تخشى اتهام الشخصانية في انتقادك؟
– السعد: أنا أنشد الإصلاح وانتقد من أجله، ونعم العمل الخيري الكويتي مشهود له في معظم دول العالم ولا ننكره، ولكن هناك أخطاء رأيتها بأم عيني وأذكرها للإصلاح وليس لمهاجمة العمل الخيري، وهناك أخطاء في أذربيجان وتم توقيف العمل الخيري الكويتي هناك، بسبب التخبط الإداري وقصدت بالتخبط الإداري دخول الأحزاب والمذاهب والطوائف في الفترة السابقة، وأدى لتوقيف العمل الخيري في أذربيجان التي بُني فيها 73 مسجدا ودور أيتام كثيرة.
–
• هل رأيت سبب الأحزاب والطوائف في أذربيجان فقط؟
– السعد: لا، رأيته في البوسنة أيضا، وعندما انتقد أريد الإصلاح فلماذا ننتقي ونختار أشخاصا يسيئون للجمعية الخيرية الكويتية في أذربيجان أو البوسنة أو أي دولة.
• ما الإساءة؟
– السعد: فيها من السرقات والتعديات المالية والجنسية، ففي البوسنة عندما تبرعنا لاحدى العوائل قدمت إلينا امرأة نفسها، وعرفنا أن التبرعات تقوم هناك بمقابل جنسي.
– السعد: السيدة التي التقينا بها قالت انها معتادة على الحصول على المساعدات من جمعية خيرية كويتية مقابل تسليم نفسها.
والتخبط الإداري يكون في انتقاء من يمثل الجمعيات الخيرية الكويتية في الخارج.
– السعد: تحدثت مع المسؤولين، وتم طردي وقالوا لي: لا تقل هذا الكلام وإلا سنتخذ إجراءً بك، وتم تهديدي من قبل مبرة خيرية كويتية، في حين عندما ذكرت أنني سأذكر ما يحدث في الأردن تم تهديدي عن طريق الاتصال وأملك رقم الهاتف، وعلى مدى الأيام الماضية تتصل بي الجمعيات تطالب بعدم ذكر المساوئ.
• هل الهدف إيقاف العمل الخيري؟
– السعد: لا نريد إيقافه، ومن يريد إجهاض العمل الخيري هم أنفسهم الجمعيات الخيرية التي تتصل بي وتهدد وتريد عدم ذكر مساوئ.
• ألا تخشى نفور الناس عن العمل الخيري عندما تذكر هذه السلبيات، هل الذي يدفعك شيء كبير؟
– السعد: ذهبت للمسؤولين وأخبرتهم بالأخطاء، صحيح هناك إيجابيات ولكن سلبيات كثيرة، وصحيح وجود كبار السن على رأس الهرم سلبية وأيضا يتفردون بالقرار، وكم من المبالغ فقدت في الآونة الأخيرة وهناك أشخاص كثيرون يعملون في المجال الخيري ومدانون.
– العنجري: غير صحيح أن هناك أشخاصا في العمل الخيري مدانين.
• هل الأمر منظور في النيابة؟
– السعد: نعم مدان في المحكمة وهناك مسجونون داخل الكويت أيضا، وكلنا نعرف قضية الذي يدير جمعية خيرية في الكويت وسرق أموالها.
– العنجري: تقصد شخصا من الجنسية السورية.
– السعد: هل هناك تعويض من الجمعيات الخيرية للمتبرعين، هل هناك شخص يراقب ويكون على مراجعة للقضايا هذه.
• الرحمة العالمية مرخصة؟ وتحت مظلة من؟
– العنجري: نعم مرخصة وهي تحت مظلة جمعية الإصلاح الاجتماعي، العمل المؤسسي بجمعية الإصلاح الاجتماعي بدأ عام 1982، وأنا لا أدافع عن الأخطاء التي حصلت والقضايا التي وقعت، وهذا عمل بشري خاضع لأخطاء البشر ولولا المحاسبة لما تم الوقوف على هذا الجانب، وقضية صندوق إعانة المرضى تمت إحالتها للقضاء الكويتي وأيضا بالنسبة للجمعية الكويتية للعلوم الشخصية نُظرت قضيتها في القضاء الكويتي.
وبالنسبة لصندوق إعانة المرضى تم إجراء تسوية بين الجمعية والمختلس.
• إذاً السرقات تحصل؟
– السعد: إذا كان أحد غير قادر على رعاية هذا العمل فليتنح، كيف لي كمتبرع أن أثق في هذه الجمعية.
– العنجري: هذه الأمور تُسأل عنها الجمعية نفسها ثم إن هذا الموضوع أصبح له ست سنوات، وأنا أجيب عن الرحمة العالمية، إذا كان فيها إدانة فمستعد للرد، وقد تكلموا كثيرا عن دعم الإرهاب عبر العمل الخيري الكويتي ولكن لم يجدوا شيئا يدلل على صدق هذا الكلام.
– السعد: أنا أتحدث عن العمل الخيري عامة وهناك خلل إداري كبير.
• البعض يشير إلى أن العمل الخيري بالكويت مُسيس؟
– السعد: لمحنا في الآونة الأخيرة دخول السياسة في العمل الخيري ولكنني لست متأكدا من ذلك.
– وليدالعنجري : العمل البشري وارد معه الخطأ وإذا كانت هناك أخطاء فيجب ألا يتم تعميمها على الكل وتضخيمها بصورة تؤثر على سمعة العمل الخيري الكويتي، ويجب سلوك القنوات القانونية الرسمية في التصدي لأي خطأ جسيم وغيره، كما يجب ذكر الإيجابيات أيضا ولا يجوز الاكتفاء بالسلبيات.
– السعد: لا أريد أن أشوه العمل الكويتي الخيري ولا سمعة الكويت إنما أريد الإصلاح وتقويم الأخطاء.
– العنجري: كان يفترض اللجوء إلى القضاء ووزارة الشؤون في الأخطاء التي حصلت عليها.
• لقد تلقى تهديدات؟
– العنجري: لا توجد تهديدات في الكويت وهناك قضاء.
– السعد: أرقام الهاتف موجودة وتم تهديدي بفضحي ولا تتكلم في الأخطاء والسلبيات للناس لأنني كنت أنشر حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
• تهديد أم عرض رشوة؟
– السعد: تهديد وتم عرض رشوة عليّ من قبل صاحب مبرة خيري، قال يمنحني مبلغا من المال و«مش فيه نفسك» وهذه الجملة على أي مثال آخذها، هل أسكت؟
قم بكتابة اول تعليق