كشف رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، فرع الجامعة، فهد العبدالجادر، عن طرح الاتحاد مبادرة على القوائم الطلابية، لإعداد وثيقة للخروج من الأزمة السياسية، وبيان رأي طلبة الجامعة في هذا الجانب، ورفعها إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، مضيفا «نؤمن بأن سمو الأمير يهتم بالشباب، ويستمع لآرائهم، ولذلك كان التوجه لرفع الوثيقة إلى سموه».
وبين العبدالجادر، في لقاء مع صحيفة«الراي»، إن «المبادرة طرحها الاتحاد على قوائم الإئتلافية والمستقلة والوسط الديموقراطي، ونرحب بمشاركة أي قائمة أخرى»، نافيا في الوقت
ذاته أن «تتضمن هذه الوثيقة أي مصالحة سياسية، بل هي وثيقة مصدرها طلبة جامعة الكويت».
وأشار العبدالجادر، إلى أن «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، له دور سياسي واقتصادي واجتماعي، إلى جانب دوره الطلابي والتعليمي، وهناك شواهد تاريخية عديدة حول ذلك»، مرحبا بنقد الاتحاد من قبل الطلبة، موضحا أن «من حق الطلبة نقد الاتحاد، وقول رأيهم فيه، ومن واجبي أن استمع إلى هذا النقد، ولا يمكنني إلا أن أحترمه، وأدعو الجميع إلى الجلوس مع الاتحاد ومناقشته».
ورفع العبدالجادر، شعار «لن نسمح»، بوجه الإدارة الجامعية في ما يخص قضية رفع نسب القبول، وقال، «لن نسمح بزيادة عشر واحد على المعدلات الحالية، لأن هذه الزيادة لم تأتِ بناء على دراسة، إنما نتيجة لتخبط الحكومة في حل أزمة القبول»… وفي ما يلي تفاصيل اللقاء.
• نظم الاتحاد مهرجانا خطابيا بجامعة الكويت في شأن سياسي…لماذا؟
– في البداية لنسأل، هل الاتحاد يدخل في الجانب السياسي أم لا؟، الأجابة، أن الاتحاد بالدرجة الأولى هو طلابي، ويخدم الجانب الطلابي، ولكن يجب أن نعي أن الاتحاد وُجب عليه الاهتمام بجوانب كثيرة أخرى، لأن طلبة الجامعة هم جزء مصغر للمجتمع، وما يحصل في المجتمع يؤثر على الطلبة.
والاتحاد يهتم بالجانب السياسي والاقتصادي والرياضي وغيرها من الجوانب التي تؤثر على الطلبة بالإيجاب أو بالسلب، واليوم تمر البلاد بحدث سياسي، وكان للاتحاد نظرة في السابق بإصدار البيان.
• في السابق كان الاتحاد يصدر البيان، أما الآن فقد نظم مهرجانا خطابيا في شأن سياسي، هل التوقيت له علاقة؟
– هذا أمر طبيعي أن تتنوع الوسائل، إن كان بيانا أو مهرجانا، والموضوع ليس فيه تسرع ولا تأخير، وهذه وسائل قانونية كفلها الدستور الكويتي، وكفلتها لوائح جامعة الكويت في التعبير عن الرأي، بإمكاننا التعبير عن رأينا ببيانات أو مهرجانات أو ندوات سياسية، وغيرها من الأمور القانونية التي استطيع بها إيصال صوتي ورأيي.
وأيضا الاتحاد، وُجب أن يكون حاضرا في الشأن السياسي، وطبيعي أن يكون له نشاط في الجانب السياسي والاقتصادي وكل جوانب الحياة، لأن من الذين يقودون الدولة غدا هم الشباب الطلبة على مقاعد الدراسة حاليا، وإذا كان النظام السياسي سيئ، فذلك سينعكس على طلبة الجامعة وجامعة الكويت نفسها، لأنها ستؤدي إلى منهج سيئ ومنشأة سيئة، وبالتالي سيكون لنا طلبة تعلموا في أجواء غير صحية، كما أن الوضع السياسي يؤثر عليهم في التوظيف بعد التخرج، ويتسبب بالبطالة، والفساد الذي نعيشه فسادا قديما، ولذلك يجب أن نضع النقاط على الحروف، ولا ندخل في السياسة لأننا نريد الدخول في السياسة وحسب، إنما أن النظام السياسي يؤثر على الطالب، والعمل الطلابي ليس مقتصرا على الجانب الطلابي والتعليمي فقط.
• أصدر عدد من طلبة جامعة الكويت بيانا يرفضون فيه تحرك الاتحاد في الجانب السياسي، كيف تعلق على بيانهم؟
ـ من حق أي طالب بالجامعة أن ينتقد الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت، ومن حقهم عليَّ أن أستمع لهذه الانتقادات، ووفق العملية الديموقراطية في الجامعة، أنا أمثل كل الطلبة، ومن حقهم أن أستمع إليهم، ومن حقي أيضا كمسؤول عن هذه المؤسسة أن أفعل كل ما يرضي ربي وضميري من أجل مصلحة هذا الوطن، ونحن ارتأينا بأن المصلحة تستدعي لأن يكون للاتحاد وقفة في هذا الجانب، لأن الأزمة في الكويت هي أزمة كبيرة، حيث السلطة تعمل وفقا لمبدأ الانتقائية، وغير قادرة على حل الأزمات، ولم تستطع الحكومة من الثمانينات إلى اليوم أن تبني جامعة جديدة، وكما أن أزمة القبول الجامعي لم يجدوا لها أي حلول، ولم نرَ مستشفى قد تم بنائه.
وكان الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت رأس حربة الحراك، عندما حل مجلس الأمة حلا غير دستوري في عام 1986، وكذلك في دواوين الاثنين، وفي الغزو العراقي على الكويت والتحرير، وحركة «نبيها خمس»، وهذا كله دليل على أن الحركة الطلابية عملت وتحركت، وهذا كله يأتي نتيجة الرغبة في إيجاد حياة أفضل ونظام أفضل، وهذه هي الحركات الطلابية في كل دول العالم حيث تقود التحرك لتحقيق مستقبل أفضل، لأن الطلبة هم المستقبل.
•كيف ترد على النقد الموجه للاتحاد في هذا الجانب؟
ـ أحترم الرأي القائل بألا يحق للاتحاد الدخول في المجال السياسي، وكل نقد لا يجوز لي أن أرفضه، وهو نقد يجب أن احترمه، ولكن الإقصائية منهجية مرفوضة، وأدعو من يقول بأنه لا يحق للاتحاد الدخول في المجال السياسي أن يتحاور مع الاتحاد، ويفهم لماذا يريد أن يكون للاتحاد تحرك وشأن سياسي.
• ما الخطوات التي سيتخذها الاتحاد في الفترة المقبلة بعد تنظيم مهرجان خطابي؟
ـ الأمور المستقبلية تتواكب مع الأحداث، ودائما ما ننادي بالسلمية، والسلمية دائما ما تنتصر، وكل تحركاتنا وفقا للدستور والقوانين واللوائح، ونمارس حقنا بالتعبير بأي وسيلة قانونية.
• جامعة الكويت تمنع إقامة المظاهرات والمسيرات داخل الحرم، هل ستنظمونها داخله أو خارجه؟
ـ سنعمل وفقا للقوانين سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه، كما في المقابل لن نسمح باستخدام القانون بصورة خاطئة أو مبالغ فيها، لأننا نريد أن نوصل صوتنا ورأينا وفقا للقوانين.
وقد طرحت فكرة على القوائم الطلابية في يوم المهرجان الخطابي بتقديم مبادرة كيفية الخروج من الأزمة، بحيث نرفع وثيقة لمقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وتكون هذه المبادرة من الحركة الطلابية متمثلة بالقائمة الائتلافية والقائمة المستقلة وقائمة الوسط الديموقراطي، وإن أرادت القوائم الأخرى بالجامعة المشاركة فلا مانع بذلك، وكلنا أمل وثقة بأن سموه سيسمع إلى الشريحة الأكبر في المجتمع وهي شريحة الشباب.
• هل هناك آلية معينة لصياغة هذه الوثيقة؟
ـ لقد طرحنا هذا الموضوع، وبإذن الله سنتبناها وسنجلس مع القوائم الطلابية في الأيام المقبلة.
• قد يفهم البعض أن هذه مصالحة قامت بها الحركة الطلابية نتيجة للوضع السياسي في البلاد؟
ـ هذه ليست مصالحة، وهي مصدرها طلبة جامعة الكويت لأننا نرى بأن المستقبل لنا، ونؤمن بأن سمو الأمير يهتم بالشباب، ولذلك نريد أن نقدم حلا كاملا لهذه الأزمة، وكيفية الخروج منها، ولكن معالم الوثيقة لم تتبلور حتى الآن.
• أين الاتحاد من ائتلاف المعارضة؟
ـ الاتحاد الآن هو ضمن اللجنة التنسيقية لائتلاف المعارضة التي ستصدر توجه المعارضة، ونحن نمثل فيها الطلبة وآراءهم، ولن نسمح بأن يكون هناك تجاوز على القانون، وأنا على ثقة بأن الأخوة في ائتلاف المعارضة حريصون كل الحرص على القانون.
• دائما ما يتهم الاتحاد بالتبعية السياسية، والآن قام الاتحاد بتحرك سياسي، كيف ترد على من يتهم الاتحاد بالتسييس؟
ـ أي أحد لديه دليل قاطع يُبين بأن الاتحاد مدعوم أو موجه رأيه من حزب أو تيار فليقدم دليله، وما يقولونه هو تشابه واتفاق، ونحن اليوم جميعنا نختلف في نقاط معينة ونتفق حول أخرى، فقد نتفق مع التيار الليبرالي في موضوع سياسي، ونختلف في موضوع ديني، وهذه سنة الحياة، لكن هل اليوم الحركة الطلابية يحركها أحزاب أو تيارات؟… لا، ولن نسمح نحن بذلك.
والحركة الطلابية مستقلة بقوائمها، والاتحاد ليس له أجندة حزب ولا تيار، بل أتى من الطلبة، وهو إلى الطلبة.
•يتردد الحديث عن رفع نسب القبول في جامعة الكويت، بماذا تعلق؟
ـ تصريح وزير التربية حول زيادة نسب القبول بكلية التربية للبحث عن كوادر أفضل، إذا لم يكن مبني على الدراسة فهذه مصيبة، وهل يعني بهذا الكلام الذي قاله الوزير ان كل من تخرج من «التربية» في السابق ليسوا بمستوى الطموح؟.
وأيضا صرح عميد القبول والتسجيل بجامعة الكويت بتوجه لرفع النسب، وأنا أتساءل لماذا تتحدث الإدارة الجامعية عن رفع النسب بين الحين والآخر؟ الإدارة الجامعية لا تملك تحديد العدد الذي سيقبل بجامعة الكويت، كما أنها لا تملك القدرة على إنهاء مشروع مدينة صباح السالم الجامعية، وقدمنا في الاتحاد ملف كامل لحل هذه الأزمة.
والجامعة بحاجة إلى 273 عضو هيئة تدريس حسب ما صرح به مدير الجامعة، ونحن في الاتحاد منذ أن ظهرت أزمة القبول، قدمنا ملف كامل، وأنا على يقين بأنه لم يطلع عليه المسؤولين، واقترحنا انتداب دكاترة وتأجير منشآت وتحويل الفصول إلى فصول ذكية والعديد من المقترحات، وإن كانت الإدارة الجامعية جادة لوضعت الحلول المناسبة.
• الآن الإدارة الجامعية لديها توجه لرفع النسب، ما موقف الاتحاد؟
ـ لن نسمح… لن نسمح… ولن نسمح للإدارة الجامعية بزيادة عشر واحد على المعدلات الحالية، لأن هذه الزيادة لم تأتِ بناء على دراسة أو جانب تعليمي، بل أتت من تخبط الإدارة الجامعية في حل مشكلة القبول، لأنه لم يتم التحدث في موضوع النسب وزيادتها إلا عندما أصبحت هناك كثافة طلابية بجامعة الكويت، بينما عندما لم تكن هناك كثافة لم يتم الحديث عن ذلك في السنوات الماضية.
• إلى أين وصلت تحركات الاتحاد حول قرار وزارة الصحة الصادر بخصوص تقليص مهام المهن الطبية المساعدة؟
ـ تحركنا بالتعاون مع عميد كلية العلوم الطبية المساعدة، الذي كان له دور واضح وبارز ويشكر عليه، وبعد عدة ندوات ومطالبات قمنا بها للوقوف على هذا القرار الذي أصفه بأنه قرار أطباء على أطباء مساعدين، وكانت وزارة الصحة فيها أطباء فقط ولا يوجد مساعدي أطباء ومهن طبية أخرى.
والقرار أتى بطريقة إداريا يوجد عليها إشكال، وتم تشكيل لجنة حول هذا القرار وتوجه قرار اللجنة لجانب إيجابي، ولكن يوجد عضوين فيها وهم يمثلون الجانب الطبي في وزارة الصحة تعمدوا عرقلة الموضوع، ولم يوقعوا على محضر الاجتماع، وطالبنا وزير الصحة بوضع حل لهذا الموضوع كي لا يكون قرارا ثابتا، وهو إداريا ساقط، وكلنا ثقة بالدكتور سعود العبيدي، عميد كلية العلوم الطبية المساعدة، ونأمل من وزير الصحة بإنصاف أصحاب المهن الطبية المساعدة.
• ما الجديد بخصوص استمرار صرف إعانة الطالب بعد التخرج لحين توظفه؟
ـ جلسنا مع إعادة الهيكلة الذين قالوا بأنهم سيصرفونها للطلبة دون الأثر الرجعي، حيث لم يأت طلب لإعادة الهيكلة بصرفها بأثر رجعي، وهذا حق للطلبة وسيأتي لهم، ولن نسمح لكائن من كان أن يعبث بمكتسبات جامعة الكويت أو مخرجاتها.
وطلبنا مقابلة وزير التربية وحتى الآن لم يقابلنا، لأن الموضوع لا يسكت عنه، وهذا أيضا دليل على أن النظام السياسي فاشل، هل يعقل أن هناك حكومة لا تعلم الجهة المخولة بصرف الإعانة للطلبة، وإذا كانت الحكومة لا تعلم الجهة المسؤولة عن الصرف فليعطونا الأموال ونعدهم بأن كل طالب سيحصل على حقه.
• ما مشاريع وأنشطة اتحاد الطلبة في الفترة المقبلة؟
ـ نعمل الآن على عدم السماح بعقد الاختبارات يوم السبت الذي هو يوم راحة، ونطالب الإدارة الجامعية بذلك، وإنشاء مركز طبي متكامل في كل موقع جامعي، وسنعمل أيضا على إنهاء مشكلة احتكار المواد الدراسية من بعض أعضاء هيئة التدريس، وزيادة دعم الكتب من 60 في المئة إلى 80 في المئة وإعادة طرح مقترح الفصليين الصيفيين، وغيرها من النقاط والمحاور التي سنناقشها في اللجنة الخماسية بالجامعة.
قم بكتابة اول تعليق