المحمد: العلاقات الكويتية ـ البريطانية في ازدهار مستمر

وصف سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح الشراكة بين الكويت وبريطانيا بالصلبة والفريدة والتي امتدت على مدى القرون الماضية و شملت جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية.

وقال سموه في كلمة له خلال حفل عشاء أقامه سموه مساء أمس الأول على شرف عمدة مدينة لندن الدرمان روجر جيفورد والوفد المرافق له وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد في فندق شيراتون الكويت، قال سموه: لطالما كانت المملكة المتحدة بالنسبة الى الكويت والشعب الكويتي صديقا سياسيا مقربا وحليفا قيما وشريكا موثوقا شراكة صلبة من اجل مستقبل يراعي المصالح المشتركة بين بلدينا وشعبينا.

وأضاف سموه خلال الحفل الذي شهده رئيس مجلس الامة السابق جاسم محمد الخرافي ورئيس مجلس الامة بالانابة مبارك بنية الخرينج والشيوخ ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح والوزراء والمحافظون وكبار المسؤولين بالدولة، أضاف سموه قائلا: لقد جمعتنا على المستوى السياسي العلاقات الودية العميقة الجذور التي شهدت ازدهارا مستمرا على مر السنين وبلغت ذروتها في الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الى المملكة المتحدة في نوفمبر 2012، وفيمايلي نص كلمة سموه:

«الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

معالي السيد ألدرمان روجر غيفورد لورد مايور مدينة لندن

معالي الاخ جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي رئيس مجلس الامة خلال الفترة من 2012/1999

سعادة الاخ مبارك بنيه الخرينج رئيس مجلس الامة بالانابة

اصحاب المعالي الشيوخ

معالي الاخ الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية

اصحاب المعالي الوزراء والسفراء

سيداتي وسادتي

مساء الخير

أولا اسمحوا لي ان اعرب عن عميق سروري في الترحيب بضيفنا الكريم السيد روجر غيفورد لورد مايور مدينة لندن بمناسبة زيارته المهمة لدولة الكويت. ان وجوده معنا خلال شهر الاحتفالات الوطنية هذا هو في الواقع فرصة ممتازة له وللوفد المرافق لرؤية بلدنا والتمتع به وهو يرتدي جلباب الاحتفالات وزينتها نظرا لاننا نستعد للاحتفال بعيدنا الوطني وبعيد التحرير.

معالي اللورد مايور

لقد جمعت بريطانيا والكويت علاقة فريدة امتدت على مدى القرون الماضية ويشمل تعاونهما الثنائي ذو المنفعة المتبادلة جميع القطاعات على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والتعليمي.

وقد بنينا في جميع هذه المجالات شراكة صلبة من اجل مستقبل يراعي المصالح المشتركة بين بلدينا وشعبينا.

لقد جمعتنا على المستوى السياسي العلاقات الودية العميقة الجذور التي شهدت ازدهارا مستمرا على مر السنين وبلغت ذروتها في الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الى المملكة المتحدة في نوفمبر 2012.

وفي عام 1999 كان لي الشرف ان امثل المغفور له باذن الله تعالى امير البلاد الراحل صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه في الاحتفال الخاص بمناسبة مرور مئة عام على اتفاقية الصداقة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة بحضور صاحب السمو الملكي دوق يورك والليدي مارغريت تاتشر.

كما كان لي الشرف ايضا ان امثل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في حضور احتفالات الذكرى الستين لتولي صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية عرش المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية عام 2012.

لطالما كانت المملكة المتحدة بالنسبة الى الكويت والشعب الكويتي صديقا سياسيا مقربا وحليفا قيما وشريكا موثوقا ولم يكن هذا الموقف الثابت لبريطانيا والشعب البريطاني في اعين الكويتيين اكثر شفافية مما كان عليه عند الاستجابة الفورية والشجاعة للمملكة المتحدة اثناء وقوفها الى جانب الكويت وقت الحاجة.

أما على المستوى الاقتصادي والتجاري فقد دمغت علاقتنا شراكة طويلة الأمد هذه الشراكة الحيوية كما اشرتم في خطابكم في قاعة غيلد في نوفمبر 2012 اثناء المأدبة التي اقيمت على شرف صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه: «يمكن ان نتتبع جذورها الى القرن الثامن عشر عندما كنا نتاجر بالزعفران والحرير والساتان والتوابل عبر الكويت التي تعتبر موقعا تجاريا رئيسيا».

وكدليل على الثقة بصلابة علاقاتنا الاقتصادية قررت الكويت انشاء مكتب الكويت للاستثمار الذي يمثل ذراعها الاستثمارية في الخارج في مدينة لندن قبل ستين عاما بالضبط 1953.

ونتيجة لذلك شهد نصف القرن الماضي ازدهار الاستثمارات الكويتية ليس فقط في لندن والمملكة المتحدة بل أصبحت مدينة لندن المركز الرئيسي لإطلاق الاستثمارات الكويتية في جميع انحاء العالم.

وكما ذكر صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في خطابه الذي القاه أثناء المأدبة التي أقيمت على شرفه في قاعة غيلد في نوفمبر 2012: «نحن في الكويت نتطلع الى ترسيخ العلاقات الودية التي تجمعنا ببلدكم كما أننا نسعى الى تعزيز علاقات الاستثمار من خلال عمل هيئة الاستثمار الكويتية التي أنشئت في عام 1953 في لندن وامتدت لاحقا الى قارة أوروبا».

أما على المستوى الثقافي والتعليمي فهناك مؤشرات عديدة على العلاقات القوية والمزدهرة التي تجمع بلدينا ويعتبر الكويتيون حاليا من أهم زائري المملكة المتحدة بين شعوب المنطقة كما ان العديد من أبناء وطني يملكون منازلهم الثانية هناك.

لقد كانت بريطانيا هي الأولى من بين الدول الغربية التي استقبلت الكويتيين الذين درسوا فيها بمنح دراسية على حساب الدولة وفي مطلع الخمسينيات من القرن الماضي قررت الكويت اقامة مكتب التربية الكويتي الذي كان يقع في ذلك الوقت في 113 بارك لين ومنذ ذلك الحين ازداد عدد الطلبة الكويتيين بشكل ديناميكي سواء على حساب الدولة أو على حسابهم الخاص الذين يتابعون دراستهم الجامعية والدراسات العليا في جميع مجالات التخصصات الأكاديمية في المملكة المتحدة.

في الواقع ومنذ تحرير الكويت تجاوز عدد الطلبة الكويتيين في المملكة المتحدة الثلاثة أضعاف ونتيجة لذلك يفخر آلاف الكويتيين بكونهم من خريجي التعليم البريطاني العالي المستوى وعلى مر السنين احتل العديد منهم ولايزال يحتل المناصب التنفيذية والقيادية في الحكومة وفي القطاع الخاص.

أما على الصعيد الشخصي فانني أفخر بالفرصة التي أتيحت لي للدراسة في المدارس البريطانية عام 1955 وبحصولي على شهادة (جي سي اي) في المستويات العادية والمتقدمة قبل ان أتابع دراستي الجامعية في جامعة جنيف في سويسرا وأخيرا وكعربون عن تقديري الكبير وامتناني العميق لنظام التعليم البريطاني كان من دواعي سروري ان أمنح كرسيا في كلية العلاقات الدولية والأمن والسياسة الاقليمية في جامعة دورهام التي هي كذلك الكلية التي تخرج منها ابني البكر.

معالي لورد مايور مدينة لندن

انه لمن دواعي سرورنا ان نرحب بكم وأن نولي أهمية كبيرة لزيارتكم بلدنا. نتمنى من أعماقنا يا معالي اللورد ان تكون زيارتكم معلما بارزا في تعزيز وتوطيد علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بلدينا والتحالف الذي لا يتزعزع والمودة الكبيرة التي دمغت العلاقات الكويتية البريطانية.

 

أمجاد

 

ثم ألقى عمدة مدينة لندن السيد الدرمان روجر جيفورد كلمة فيما يلي نصها:

«حضرة سمو الشيخ ناصر

اصحاب المعالي والسادة

السيدات والسادة الكرام

اشكر سموكم على تلك الكلمات الدافئة..

ان زيارة حضرة صاحب السمو امير البلاد الى لندن العام الماضي كانت واحدة من اهم النقاط التي تسط الضوء على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والتي وصلت الى اوجها نتيجة سنوات وسنوات عديدة من العلاقات الثنائية وعززتها تلك الزيارة والكلمات اللطيفة التي اعرب عنها.. الى جانب رعاية سموه احتفالية الذكرى الـ60 على تأسيس مكتب الاستثمار في لندن الذي انشئ في عام 1953.

في كثير من الأحيان نشعر بأن لدينا علاقات مع اشخاص ودول استمرت سنوات عديدة في التطور والنمو وهي في غاية الاهمية لنا سواء على الجانب الاحادي او الثنائي وهذا تحديدا ما نشعر به اتجاه زيارة سمو امير البلاد في العام الماضي.

اعتقد ان الكويت والمملكة المتحدة يتشابهان في أمور عديدة اذ ان كلا البلدين يمتلكان أمجادا وتاريخا بحريا.. ويعتمد كلانا دائما على الشراكة التجارية الدولية. كلانا يهتم بالجودة وكنت سعيدا جدا هذا المساء بلقاء الرجل الذي يرعى سيارات (رولز رويس) في البلاد ويبحث عن سيارات (جاغوار) و(لاند روفر) فيها ويلقي النظر على سيارات (أوستن مارتن) كنت منذهلا تماما.

وأنا واثق من ان حب الجودة هذا الذي هو واضح جدا في الشعب الكويتي سوف يمتد الى مجالات تجارية.. نشعر بأن الجودة البريطانية تستحق ثمنها وأعلم انكم تشاركونا هذا الرأي. ان التجارة بين الكويت وبريطانيا في تزايد ولقد أبلغني السفير انها ارتفعت بنسبة %40.. ان التجارة مهمة لأنها تعزز علاقاتنا.

لحظت كذلك ان نحو مئتي ألف كويتي زاروا لندن خلال العام الماضي ويصل ثلاثة آلاف طالب الى بريطانيا في كل عام فيما يعيش اكثر من عشرةآلاف بريطاني في الكويت.. وهذه أدلة اضافية على متانة العلاقة بين البلدين.

ولذلك أود ان أقول وباختصار شديد شكرا لكم على هذه الأمسية وشكرا على الضيافة الرائعة وحميمية الاستقبال والشكر لسموك شخصيا على كلماتك الطيبة جدا جدا».

المصدر “الوطن”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.