الصالون الإعلامي استضاف مجموعة 29 الحقوقية

استضاف الصالون الإعلامي في ندوته الأخيرة في مقره الكائن ببيت العثمان يوم الاثنين 18 فبراير عدداً من مؤسسي مجموعة 29 الحقوقية وهم د. رنا العبدالرزاق ود. ابتهال الخطيب والناشط فلاح الثويني وذلك للحديث عن نشأة المجموعة والقضايا التي تتبناها وأنشطتها الحقوقية المختلفة منذ التأسيس وحتى الآونة الأخيرة.

وقد بدأت الندوة بترحيب الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس بمؤسسي المجموعة وإبداء إعجاب المجتمع بنشاط مجموعة 29 وأهدافه بالمطالبة بالعديد من الحقوق الإنسانية وبث روح الاحترام والمساواة داخل المجتمع.. كما أشار الخميس إلى أن المجموعة أثارت جدلاً كبيراً نظراً لجرأتها في تناول قضاياها ولسفرها إلى جنيف لاستعراض تقريرها حول انتهاكات حقوق الطفل البدون في الكويت.

وتم عرض فيديو تقديمي للتعريف بالمجموعة وأهدافها وفعالياتها وأنشطتها، ثم بدأت د. ابتهال الخطيب في الحديث عن سبب اختيار اسم المجموعة ” 29 ” وذلك انطلاقاً من المادة رقم 29 في الدستور الكويتي والتي تنادي بالمساواة وعدم التمييز بين الجميع، وأشارت إلى أنه رغم حداثة نشأة المجموعة إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً.

واستطردت د. ابتهال إلى أن مجموعة 29 نشأت من خلال تجمع 7 سيدات كويتيات، حيث تم الاتفاق تليفونياً فيما بيننا على المشاركة في أحد الاعتصامات في ساحة الإرادة، وبالفعل اجتمعنا، وبعد ذلك تمت المقابلة العديد من المرات وأطلقنا المجموعة، ثم توالى انضمام منسقين وناشطين إلى المجموعة بعد ذلك.

وقد شددت الخطيب أكثر من مرة على أن المجموعة وأعضائها لديهم استمتاع لشعورهم بخدمة المجتمع، وهو ما نحرص عليه منذ أن اتفقنا على إطلاق مجموعة 29.

وفيما يخص قضية البدون فقد أشارت الخطيب إلى أنها كانت إحدى القضايا التي بدأت بها المجموعة، وأنهم سعوا ومازالوا يسعون للوصول إلى حلول فعليه لهذه القضية من خلال توعية الشارع الكويتي ومن خلال مقابلة المسئولين، ولكن نوهت الخطيب إلى أن قضية البدون إحدى قضايا المجموعة وليست قضيتها الوحيدة، فمجموعة 29 مجموعة للعمل الإنساني وهدفها خدمة المجتمع الكويتي ككل وليس المجتمع البدوني فقط.

كما قالت الخطيب: ” ليس هناك في القضايا الإنسانية ما يسمى بالشأن الداخلي، فالظروف في سوريا والصومال تخصنا، ورفع الظلم في هذه المناطق هو أمر واجب علينا ويلمسنا لأنها في النهاية حلقة واحدة وإذا لم نرفع هذا الظلم سيمتد إلينا “.

كما وضح الناشط فلاح الثويني أن الكويت قامت بالتوقيع والتصديق على 6 اتفاقيات من أصل 9، وهو الأمر الذي يفرض على مؤسسات المجتمع المدني رصد ومتابعة ما إذا كان يتم تطبيق بنود هذه الاتفاقيات أم أن هناك انتهاكات يتم ارتكابها ليتم كتابة التقارير ومقابلة الخبراء في جنيف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان… وهو ما فعلته مجموعة 29 عندما قدمنا تقريراً حول انتهاكات الطفل البدون في الكويت وسافرنا إلى جنيف لاستعراض هذا التقرير مع الخبراء.. حيث أن هذا الإجراء هو أمر ملزم لأي دولة تقوم بالتصديق على أي اتفاق.

وقد أشارت د. رنا العبدالرزاق إلى أن واحد من أسباب نجاح مجموعة 29 هو القدرة على التواصل سواء مع المسئولين مباشرة أو الاحتكاك مع المجتمع من خلال النزول إلى الشارع الكويتي أو الانتشار من خلال وسائل الإعلام.

وتحدثت د. رنا عن نشأة أنشطة المجموعة والتي بدأت في العديد من الجهات التي كان لها الفضل في تبني توجهات مجموعة 29 مثل جمعية صوت الكويت وجمعية المحامين.

وقد استطردت د. رنا: ” نحن اليوم ككويتيين عندما نتواصل مع جمعيات المجتمع الدولي ونقدم لهم التقارير الخاصة بحقوق الإنسان في المجتمع الكويتي فذلك ليس معناه أن لدينا نية سيئة للإساءة لصورة الكويت، ولكننا نطالب بتطبيق بنود تلك الاتفاقيات كما تم التوقيع عليها “.

وقد أكدت العبدالرزاق على أن المجتمع الدولي ليس ساذج ويعرف جيداً ما يدور ويحدث داخل البلاد، ولذلك عندما نقوم بتقديم تقرير نحرص على أن يكون سليماً وغير وهمي، حيث تتم العديد من المقابلات مع الخبراء في المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف والتي تشمل العديد من الأسئلة والمناقشات.

كما شددت د. رنا العبدالرزاق على أن هدف مجموعة 29 هو أن تكون دولة الكويت دولة مدنية يُحترم فيها الإنسان بغض النظر عن انتماءاته وخلفياته.

أما عن قضية البدون… فقد أوضحت د. رنا أن الحكومة تعتقد أن بتجاهلها لمشكلة البدون وعدم التطرق لها سيتم حل المشكلة، ولذلك نحرص نحن مجموعة 29 على تحديد المشكلة ووضع حلولها في نفس الوقت، وليس إثارة المشكلة فقط.

وقد شهدت الندوة العديد من المداخلات من الحضور التي أشادت بنشاط المجموعة وجرأتها في تناول قضاياها، حيث عبرت إحدى المداخلات عن إطراء صاحبها بالمجموعة 29 قائلاً: ” حلو نشوف مشاريع هادفة وذات مبدأ وقضية تنجح بأهدافها وليس مجرد دعاية لشخص معين “.

كما أشارت مداخلة أخرى إلى أن مجموعة 29 نجحت لأنهم لم يهتموا بالشكليات وحساب الذمة المالية بل بدءوا العمل مباشرة، وأن التحدي أمام المجموعة كبير لتحقيق النجاح الفعلي.
وأشارت مداخلة أخرى على أن الإنسان الذي يتجه للعمل الإنساني لا يحتاج إلى شكر بقدر ما يحتاج إلى تشجيع مستمر.

ونوهت مداخلة أخرى إلى أن اختيار المادة 29 من الدستور هو أمر خطير جداً، حيث أن المساواة بين كل الناس هو أمر غاية في الصعوبة.

وتساءلت مداخلة غيرها عن سبب اختيار شعار ” هوية وطن ” لمجموعة 29, وطرح سؤال هل الكويت لا تمتلك هوية بعد مرور 50 عاماً من وضع الدستور الكويتي؟

كما أكدت منى العبدالرزاق إحدى أعضاء مجموعة 29 على أن هناك العديد من تفاعلوا مع المجموعة وأنشطتها من خلال social media، حيث استطاعت المجموعة أن تجعل قضاياها مادة يتناقش فيها الشباب الكويتي.

وفي نفس الوقت أبدت إحدى المداخلات تعليقها على المجموعة قائلاً: ” مجموعة 29 انطلقت من المادة التي تدعو إلى أن لا تميز، ولكننا في الكويت ندعو إلى أن لا ننشر غسيلنا في الخارج.

وقد اقترح أحد الحضور أنه بدلاً من قيام صندوق التنمية الكويتي بإجراء المشروعات في الخارج يجب عليه أن يفتتح مشروعات تهتم بالبدون في الكويت مثل إنشاء المعاهد الصحية لمساعدة البدون على الانخراط في المجتمع الكويتي.

وحول سبب اختيار شعار ” هوية وطن ” لمجموعة 29 قامت د. رنا العبدالرزاق بالإشارة إلى أن سبب الاختيار هو ابتعاد الكويت عن هويتها، حيث أن هناك مليون كويتي على أرض الكويت مقابل 2 مليون ونصف غير كويتيين، كما أن الكويت مرت بعدة انتكاسات منها الغزو الغاشم، وأصبحت الكويت بعدها تبحث عن هويتها لمدة 23 عاماً.

واستطرت د. رنا ” أرى أن الكويت لا زالت تبحث عن هويتها، فهي دولة فقدت مؤسساتها وفقد فيها القانون هيبته وأصبحت النزاعات الطائفية هي الأساس “.

وأضافت: ” نعم نبحث عن هوية لوطننا، وما أجمل أن تكون هذه الهوية هي الاحترام “.

وأوضحت د. ابتهال الخطيب أن هدف المجموعة هو إعادة هوية الكويت، وأضافت: ” تبنينا قضية البدون لأنها أخطر القضايا على الساحة، كما أن متعلق في ذيولها باقي القضايا، ولذلك فتركيزنا الحالي على القضايا الأخطر “.

بينما عادت د. رنا مضيفة: ” للأسف الناس فقدت الثقة في أن هناك من يعمل لمصلحة الوطن والإنسان دون هدف شخصي، ولكن ما نعمل عليه الآن بالفعل أن نعمل بنية خالصة لخدمة الوطن وحقوق الإنسان “.
ورداً على إحدى المداخلات بخصوص نظرة الحكومة لقضية البدون، قالت د. رنا أن الحكومة ترى أن ليس هناك مشكلة خاصة بالبدون، ولكن هناك مقيمين بصورة غير قانونية في الكويت.

كما أجابت د. رنا على اقتراح إنشاء المعاهد الصحية للبدون بأن هناك العديد من البدون الحاصلين على الشهادات الصحية، ولكن للأسف تفرض عليهم الدولة شروط تعجيزية أكثر صعوبة من الآسيويين.

وعلى هامش الندوة رحَّب ماضي الخميس بالوفد المصري الإعلامي ” جمعية أحباء مصر ” برئاسة تهاني البرتقالي الذين حرصوا على حضور الندوة خلال زيارتهم السنوية لدولة الكويت.

وقد رحبت الأستاذة تهاني البرتقالي بالحضور وعبَّرت عن سعادتها بوجودها في الكويت التي عاشت بها أكثر من 30 عاماً، وقالت: ” عندما أحضر إلى الكويت أشعر بنجاح في الاختلاط بين العديد من الجنسيات على أرض واحدة، حيث أن هناك دفء، ولدى شعبها رغبة في العطاء ورغبة لرفعة الوطن، وأتمنى أن يدوم هذا الدفء عليكم “.

واستطردت البرتقالي: ” نحن نعيش في مصر الآن أقسى التجارب، ولذلك أدعوكم أن تصونوا هذا الاستقرار في الكويت، وأن تقوموا بحل مشاكلكم بصوت منخفض، فهناك من يترصد لنا لإسقاطنا والتهامنا، وقد ضربوا بذكاء فظيع الرأس ألا وهي مصر “.

وأضافت تهاني البرتقالي: ” الخليج العربي ليس بمنأى عن الربيع العربي، كما أن جمعية أحباء مصر تأتي كل عام لزيارة الكويت لأن التواصل والمحبة موجودة، كما أن لمصر 650 مصري عاملاً على أرض الكويت، وقد أدى المصريون جيداً جداً في الكويت، كما أن الكويت لها فضل كبير في استضافة هذا العدد من المصريين والاعتراف بدورهم “.

وفي مداخلة من المحامية نجلاء النقي تمنَّت من خلالها التوفيق لمجموعة 29، قائلة: ” أنتم مفخرة للكويت “.

وقالت الأستاذة نظيرة العوضي أن الكويت تولي اهتماماً كبيراً للمقيمين، وأن قضية البدون في قلوب الكويتيين، ومتفائلة بتحسن الوضع قريباً.

وقد قامت د. رنا العبدالرزاق بالرد بأن مجموعة 29 لا تريد قضية البدون في قلوب الكويتيين فقط، بل تريد البدون في منازلهم أيضاً وهم حاصلون على حقوقهم.

كما أشارت د. رنا غلى أن المواضيع الإنسانية ليس لها حدود، وانتقاد الدولة هو انتقاد لمؤسساتها التي تديرها وليست للدولة وهيبتها.

وقد أشار د. عايد المناع في مداخلة له إلى أن قضية البدون عار في جبيننا، ويجب أن نغسل هذا العار بقوة القانون وبحقوق الإنسان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.