التهديد بتعطيل عمل المجلس لمدة شهر وفقاً للمادة (106) من الدستور. او رفع كتاب من الحكومة بعدم التعاون مع مجلس الامة او غير ذلك من وسائل الضغط لا يدل على ان الحكومة راغبة بالتعاون او راغبة بالمجلس، وهذا لئن صح فان الحكومة تبحر وحدها غير راغبة بمصاحبة المجلس المأمول به اكمال عمره الدستوري. او ان الحكومة تحفر لهدم المعبد على الجميع..!!
لا أحد يتفق مع النواب في انهمار سيل الاستجوابات دفعة واحدة على الوزراء، ولكن في المقابل ايضاً لا احد يتفق مع الحكومة بان تذهب الى ابغض الحلال او ابعد الحلول، فما مغزى اشارات تعطيل اعمال المجلس او عدم التعاون غير ان الحكومة تسعى الى حل المجلس والعودة بالبلاد الى ازمات اضافية..!!
فاذا كان هناك من يقلل من شأن المجلس الحالي او انه يميل او يتعاطف سياسياً او فكرياً مع المعارضة المبطلة، فعليه ان يسفر عن وجهه ويترك مكانه ويذهب الى حيث تجلس المعارضة المبطلة في حديقة البلدية وهذا يكفي.
نعود ونقول ان الاستجواب لايخيف اذا كان الوزير واثقا من نفسه ومالي هدومه. ولكن عندما يغرق وزراء في شبر ماء فما ذنب النواب او ذنب الاعلام او ذنب المواطن الذي ينتظر من الحكومة العمل واصلاح المسار الحكومي وتحقيق التنمية وتعظيم الانتاج وتضخيم الايراد وقطع دابر الفساد وغير ذلك من الأمور المعطلة والناقصة في الديرة..؟!!
نقول مجدداً إن سيل الاستجوابات النيابية على الوزراء دفعة واحدة. ليس هناك عاقبل يقبل به، ولكن لا احد يقبل في المقابل ان تعلن الحكومة او تهدد المجلس بعدم التعاون. فقط لأن هناك استجوابات قدمت للوزراء، لماذا ينظر الى الاستجواب على انه فزاعة وعصا غليظة على رأس الوزراء، ولماذا لا ينظر للاستجوابات على انها وسيلة من وسائل الاصلاح وتعديل مسار العمل الوزاري. اليست المساءلة السياسية للوزراء او الحكومة حقا دستوريا للنائب ولمجلس الامة..؟!
ان الحكومة اذا كانت راغبة بالتعاون فعليها ان تتعاون وبنفس مفتوحة، واما اذا كانت راغبة بالرحيل فعليها ان ترحل هي دون ان تجر معها المجلس او تصطنع ازمات جديدة فما في البلد من ازمات تغطي لعشرات السنوات القادمة..
هذا المجلس ليس مثالياً، وليس محققاً لآمال وطموح كل الامة، لكنه مجلس يمثل الارادة الشعبية.. بغض النظر عن النسبة التصويتية وهذا المجلس خرج من رحم ازمات ومشاحنات ومجاذبات طاحنة.. وكلنا تفاءلنا خيرا، بقدومه لعل فيه نقلة الى كويت آخر كويت الهدوء والاخاء كويت اللحمة الواحدة التي سعى الحاقدون والطائفيون والحزبيون الى تمزيقها وتفتيتها.
لنعلم ولتعلم الحكومة التي عليها مسؤولية الحفاظ على امن واستقرار البلد ان الكويت مهددة من الداخل.. ولنتذكر مقولة صاحب السمو الامير حفظه الله عندما قال «بغت تضيع.. الا ضاعت» ألا يكفي ذلك حتى نفهم كيف نوجه بوصلة السفينة سفينة الكويت الى بر الامان..؟!!
اذا تشعر الحكومة في نفسها انها عاجزة. فلترحل فذلك أخف الضررين.. ولتأت حكومة قادرة حكومة تستطيع ان ترسم مستقبل الكويت نحو الافضل وترسم ابتسامة الامان والاطمئنان على وجوه الناس.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق