كتب زميلنا الكاتب المشاغب الكبير عبداللطيف الدعيج الذي لا يتجمل ولا يتلون ويضع النقاط في مكانها الصحيح، كتب محتجا على كثرة تسمية المناطق السكنية على أسماء الشيوخ..
والحقيقة وبعيدا عن المجاملة ايضا ومخافة اذا كثر الشيء انقلب ضده فإننا نضم صوتنا الى صوت الزميل الدعيج. فنقول ان هناك مبالغة وافراطاً في تسمية المناطق السكنية على أسماء الشيوخ لاسيما شيوخ الصف الثاني والثالث أو الشيوخ الذين لم يتميزوا بأية ملامح فردية، فالمشيخة دون التميز بعمل على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي القيادي ليس لها طعم سوى انها تفخيم لذلك الشيخ الذي لم يقدم شيئا لوطنه أو لمجتمعه. وهذا ايضا ينسحب على أسماء الشوارع والمدارس وغير ذلك من المراكز الصحية أو الاجتماعية التي زينت بأسماء شخصيات كويتية بعضهم لم يقدموا أية خدمة جليلة للكويت ولم يمتازوا بأي ملمح ثقافي أو اجتماعي أو سياسي حتى وان كانوا على سبيل المثال اعضاء سابقين في مجلس الامة أو وزراء سابقين أو مدرسين أو نواخذة أو شيوخ قبائل.
فالعبرة ليست بالمهنة وحسب وانما بالتميز والبروز والنشاط غير الاعتيادي. فمثلا تسمية شارع رئيسي باسم احد المواطنين كونه عضواً سابقاً لدورة واحدة في احد مجالس الامة السابقة ولم يقدم اية خدمة للكويت سوى انه ثري ويملك انشطة تجارية في الكويت وخارجها.. فهل هذا استحق ان يسمى شارع رئيسي باسمه..؟!!
ورغم انني ارفض قطعيا مقترح الزميل الدعيج بإطلاق أسماء احياء سكنية بأسماء مواطنين. في المقابل ارفض اطلاق أسماء المناطق السكنية على أسماء شيوخ لم يقدموا خدمة متميزة أو قيادية للكويت. فالشيوخ مع تقديرنا للالقاب في الاخير مواطنون لا يختلفون عن غيرهم إلا بالعمل والقيادة الرشيدة..
لا ينبغي ان تطلق أسماء المناطق السكنية أو الشوارع أو المعاهد والمدارس أو المشافي الا بأسماء الامراء من الاسرة الحاكمة وبأسماء المواطنين البارزين والمتميزين في الميادين الادبية والعلمية والاجتماعية.. فهناك افراط ومبالغة بأسماء اشخاص لم يقدموا للكويت خدمة ووضعت اسماؤهم على شوارع أو مدارس.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق