في ملاحظة يدعي صاحبها انها دقيقة جدا، تنعدم مواقف السيارات صباحا اثناء ايام الاسبوع في مناطق السكن الكويتية، يعني ايام وساعات الدوام الرسمي. بحيث ان الشوراع الداخلية للمناطق السكنية الكويتية تصبح مزدحمة بالسيارات المصفوطة طوال النهار او بالاحرى ساعات الصباح. الملاحظ الدقيق يدعي ايضا انه مع حلول المساء فان الزحمة تنقشع شيئا فشيئا لدرجة ان جميع السيارات تغادر مواقفها وتصبح بعدها الشوارع خالية.
كنت انوي جديا متابعة هذا الزعم او هذه الظاهرة حسب ادعاء صاحبنا خلال زيارتي الاخيرة، لكن مع الاسف لم اتمكن من ذلك. طبعا القصد من الادعاء ان كل اصحاب السيارات من موظفي الحكومة ينامون اليوم، او نهاره كله، والطيب فيهم، حسب ادعاء صاحبي، يستيقظ ليوقع ويعود بعدها الى استكمال نومة الصبح. هؤلاء جميعا يستيقظون مساء للهياتة في الشوارع والمجمعات. وهذا سبب زحمة المواقف في ساعات الصباح داخل المناطق السكنية الكويتية، وزحمة الشوارع تالي الليل حسب زعم الصديق.
تذكرت هذه الملاحظة بسبب دعوة جماعة المقاطعة للاضراب اليوم. وعزمهم عن التوقف عن العمل لمدة ساعة. اعتقد اولا ان «العاملين»، وهذه بين مائة قوس وليس بين قوسين فقط،ليس من «شأنهم» الاضراب لأمر سياسي بعيد العلاقة عن مصالحهم وشؤونهم النقابية. فنحن نتذكر ان الاضراب، من اجل رفع البدلات او الرواتب، الذي جرى في الاعوام الاخيرة، قوبل بمعارضة شعبية واستنكار رسمي واسعين، فكيف بالاضراب عن العمل وتعطيل مصالح المواطنين من اجل «عيون» وليد الطبطبائي او خاطر احمد السعدون.؟.
عموما لست معنيا بصحة او عدم صحة اضراب مؤيدي جماعة المقاطعة. لكني اتساءل بصدق: كيف سيضرب اصحاب السيارات التي يدعي صاحبي انها تبقى مصفوطة طوال ساعات الدوام الرسمي؟ كيف سيضرب من لا يوقع اصلا، وكيف سيضرب من لا يعمل؟ حسب احصاء الامم المتحدة، وهي جهة محايدة ومعتمدة، أجري في بداية السبعينات، فان الموظف الكويتي يعمل ثلاث عشرة دقيقة في اليوم. نكتبها بالارقام..13، ونؤكد انها رقم الشؤم حتى لا يخطئ احد، وهي دقيقة اي ستين ثانية وليس ساعة كما كان اهلنا وآباؤنا يعملون من شروق الشمس حتى الظلام. كيف سيضرب ساعة كاملة- ستون دقيقة- من يعمل 13دقيقة؟ طبعا ثلاث عشرة دقيقة كما بين البحث في السبعينات. حاليا 13 ثانية هي ما يستغرقه التوقيع، علما بانه حسب زعم صاحبنا، فان اغلبية الموظفين لا توقع اصلا.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق