فعاليات سياسية و قانونية ترفض “العصيان المدني”: دعوة لعدم الإستقرار

أعرب عدد من النشطاء عن استياؤهم من دعوة الأغلبية المبطلة لعصيان مدني جزئي اليوم الخميس مطالبين الحكومة باستعادة هيبتها في مواجهة الساعين الى تنفيذ هذا الاعتصام, مشددين على اهمية تفعيل القوانين على كل من يحاول العبث بالأمن القومي للبلاد وجرها إلى منزلق الانفلات, مؤكدين ادراك الشعب الكويتي لمخططات “الاغلبية المبطلة” المساندة لمثل هذه الدعوات التي تضر بمصالح البلاد والعباد.

واشاروا الى ان تراخي الحكومة الدائم مع المعارضة هو ما يسمح بمثل هذه الممارسات التي تصيب اقتصاد البلاد في مقتل, مطالبين في الوقت ذاته كل التجمعات المنادية بالعصيان بالاتجاه الى الاصلاح عبر التفاني في العمل والالتزام بمواعيد الدوام, لا بالدعوة الى التقاعس واهمال الواجبات, فيما لفت دعاة اسلاميون الى عدم جواز مثل هذه الاعتصامات, لما فيها من تعطيل لمصالح البلاد والعباد ومخالفة لامر المولى عز وجل بـ “طاعة اولي الأمر”.. التفاصيل في التحقيق التالي:

بداية اكد عضو المنبر الديمقراطي المحامي بسام العسعوسي ان التجمعات التي دعت الى العصيان المدني لا تمثل عموم الشعب الكويتي, موضحا أنهم يضللون الشعب بهذه الشعارات باختيارهم يوم الخميس اخر ايام الاسبوع لعصيانهم المزعوم وتساءل: هل هناك من يلتزم بالدوام يوم الخميس حتى يكون هناك عصيان مدني?

وأضاف العسعوسي: ان العصيان والامتناع عن العمل موجود اصلا في اغلب وزارات الدولة حيث ان الكثير من الموظفين لايدامون في اعمالهم, مشيرا الى انه كان اولى بهذه التجمعات ان تطالب بضرورة الالتزام بالعمل من اجل زيادة الانتاج.

ولفت العسعوسي الى ان هذه التجمعات التي لا تتعدى العشرات من الناس لن تكون مؤثرة في سير العمل حتى لو غابت عنه, مذكرا بأن حرية الرأي والتعبير لا تنسجم مع مثل هذه الدعوات كونها ستضر بالامن القومي للبلاد, مشيرا الى ان مثل هذا الوضع يتطلب محاسبة من يدعون اليه لان مصلحة البلد اكبر من اي مصلحة فردية, مؤكدا ان القانون الاداري يعاقب من يمتنع او يحاول الامتناع عن العمل, مطالبا القوى السياسية بالاتجاه نحو رفع شعارات اصلاحية بعيدا عن الفوضوية والعبث.

محاسبة مروجي الأباطيل
من جهته قال الناشط السياسي وعضو المجلس البلدي السابق عبدالله البحيري ان عدم احترام قوانين الدولة وراء مثل هذه الدعوات التي تطلقها بعض النقابات والتجمعات حول العصيان المدني, مطالبا بضرورة محاسبة كل من يروج لمثل هذه الاباطيل.

واشار البحيري الى ان تراخي الحكومة جعل من المعارضة “ابطالا” ولذا يجب على الحكومة ان تغير من سياستها هذه من اجل الحفاظ على ثوابت الدولة, وقال ان من يطالبون بهذا المسلك انما يتجرأون على هيبة الدولة ومقدراتها, مطالبا الحكومة بالتعامل بحزم وجدية مع هذا الامر خصوصا ان العصيان المدني اذا حدث فإن تبعاته ستكون وخيمة على الوطن والمواطنين.

أسلوب فاشل
من جانبها طالبت الاعلامية والناشطة السياسية المهندسة نعيمة الحاي بعدم الموافقة على كل ما تدعو اليه المعارضة أو الانجرار خلفه, فالكويت دولة لا يمكن ان يحدث بها عصيان مدني فلا يجوز ان تشل الحركة في كافة وزارات وهيئات الدولة بسبب الاعتراض على شيء ما مهما بلغ حجمه, لافتة الى ان البلاد قد شهدت العديد من الاضرابات خلال الفترة الاخيرة التي قد اثبتت فشلها كأسلوب غير متحضر في التعبير عن الاعتراض او المطالبة بشيء ما.

واضافت الحاي انها تعتقد ان هذه الدعوة لن تعدو كونها مجرد تهديد خاصة انها جاءت تجسيدا لرأي شريحة صغيرة من المعارضين وليست بالاجماع وعليه ارى ان لا احد سيدعم هذا القرار الخاطئ الذي من شأنه ان يسوق الكويت لبقعة مظلمة لن يغفرها التاريخ, مضيفة ان من يحب الكويت وتهمه سلامتها فلن يوافق على هذه المهزلة, راجية من الكويتيين الاوفياء التراجع والتقيد بالحكمة لما فيه صالح البلاد والعباد.

“مهزلة” سيتجاهلها الشعب
اما الاعلامية والناشطة السياسية عائشة الرشيد فعبرت عن رأيها بالقول إن الشعب الكويتي لن ينساق وراء تلك “المهزلة” خصوصا في ظل الفرحة التي يعيشها بقرب الاعياد الوطنية التي تحفل بالولاء والانتماء للوطن والامير وعليه اعتقد انه لا يوجد كويتي يوافق على تشويه صورة الكويت الجميلة بمثل هذه الرعونة.

واضافت الرشيد ان الشعب الكويتي سيجتمع ويقول كفى لهذه المهزلة المسماة بالمعارضة المبطلة حتى لو كانت هناك منظمات تعمل بشكل منظم تحت غطاء العمل المدني للاساءة الى الكويت او ترويج ونشر المعلومات المغلوطة حولها بهدف بث الفتنة بين ابناء الكويت الاوفياء الذين لن ينساقوا خلف تلك الالاعيب الخداعة, مشيرة الى ان ما يدعو الى الاطمئنان ان النقابات قد اعلنت رفضها لدعوة العصيان وقالت كلمتها بعدم المشاركة.

واكدت الرشيد ان النائب السابق وليد الطبطبائي احد كوادر هذه الحركة قد قام باختيار ” الخميس ” متذاكيا لان اليوم يسبق عطلة العيد الوطني الطويلة وكعادة الشعب الكويتي فان الكثيرين يتغيبون عن العمل في مثل هذا اليوم فاستغل الطبطبائي هذا الغياب ليرسل “مصوريه” لالتقاط صور للمكاتب الفارغة بسبب العطلة متعللا بأنها نتيجة للعصيان لكي يتمكن من الاستهزاء امام وسائل الاعلام مدعيا نجاح عصيانه, مؤكدة ان “لعبته مكشوفة ” ولن ينخدع بها ابناء الكويت الواعين, اضافة الى ان الشعب الكويتي لن يعكر صفو فرحته ولن يكترث لهذه الالاعيب.

بدورها تساءلت المحامية كوثر الجوعان عن سبب الدعوة للعصيان ومن هم قادته وما هي اهدافهم ومطالبهم? خصوصا في هذه الايام التي نحتفل فيها بالاعياد الوطنية والتحرير وبشهداء سالت دماؤهم من اجل رفض الغزو الغادر, مشيرة الى ان ما ينادي به البعض اليوم لا اتفق معه اطلاقا, لافتة الى ان ذلك يؤدي لزعزعة استقرار البلاد.
المصدر “السياسة”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.