كثيرة هي حلبات السباق للباحثين عن الاضواء ولكن يظل الاعلام في المرتبة الاولى ويتقدم الجمع هذا شاشة تلفزيونية أو صفحة اولى في جريدة يومية.
فإن كانت الاولى أي الشاشة تعطيك الموضوع بالتقسيط فإن الصفحة الاولى تُجمل وتَشمل وتدلك على المسار لإكمال الصور التي تجذبك فهي مثل خشبة المسرح الذي يعطيك حبل ستارته حتى تقفز الى مصدر اهتمامك دون انتظار قد تضطر له في الوسائل الاخرى.
لهذا نرى المهتمين والذين يطلق عليهم (قاتلو انفسهم من اجل صورة على الصفحة الاولى) يصنعون المستحيل لضمان هذا التواجد والحرص الكبير على عدم الغياب مما يضطرهم احيانا الى اختلاق ما يمكن اختلاقه بالقول أو السلوك من اجل الوصول الى بعض مما ننظر له – نحن المؤدبين – على انه شذوذ في القول أو انحدار في السلوك… وقد لا يهم المستفيد – صاحبنا – حتى الاعتذار اذ يجد متعته في ترداد اسمه على الالسن بالحق كان أو بالباطل بالرضى أو الاستهجان المهم هو الوجود على السطح وتحت الاضواء بالمدح أو القدح.
لكن يبقى المحزن في الامر هو ان يمارس ذلك مَنْ نعتبرهم القيادة أو القدوة من اعضاء مجلس الامة حتى انهم ما تركوا للمواطن سوى البسملة والحوقلة الى درجة تكاد توصله الى حافة الكفر بالديموقراطية ما دامت تأتينا على هذه الشاكلة على الرغم من شراكتنا في انجاز المهمة.
لقد بلغ التسابق باتجاه الاضواء حدا جعل حتى المطالبات المشروعة لا ينطق بها الا معجونة بالقسوة والعنف ممهورة بالتشكيك بالذمم والقدرات غارقة بالشخصانية واظن اننا لن نجد مثالا اروع من التدخل في البيئة مثلا أو التعليم ومستحقاته انطلاقا من دائرة اهتمام ظنية بأن التنظير والاقتراحات تقودنا الى سلامة الانجاز. المهم ان يصبح كبار المسؤولين احجار دامة للنواب وعلى الدواخل والمزاج.
اظن ان الاخوة من اعضاء مجلس الامة مطالبون اليوم بأخذ نفس عميق والاعتراف بمحدودية طاقاتهم بدءا من المساحة الزمنية التي يملكون لقراءة مئات الصفحات من التقارير حتى يأتوا بالقرار الاقرب الى السلامة وجاهزية التنفيذ.
اتمنى على كل نائب يشعر بطاقة القفز للاضواء بالحق أو الباطل وقبل ان يأتيه يوم يأسف فيه على قراره الذي سوف يذكره به كاتب مثل الكاتب الراصد فؤاد الهاشم كما نريده ان يتذكر بأن عشرات الآلاف من الاصوات التي كسبها ما هي الا قلة قليلة وضئيلة جدا من سكان الكويت المؤهلين للتصويت مما يجعل كلمة اقلية أو اكثرية لا تعني شيئا ذا طاقة يدفعها الى الامام الا اذا احترمت الاكثرية الصامتة.
شكر وتحية
الشكر لكل من المستشار حمود المطوع والسيد مسلم شحومي والسيد جاسم بهمن والاستاذ عبدالله العنزي على تعاونهم الحضاري لالغاء قرار (العدل) الواقع على فتاة رفضت اوراقها لشغل وظيفة باحث قانوني وتحية لشجاعة هذه الفتاة بانتظار تبوّؤ المرأة لمنصب القضاء.
سلوك نيابي رائع
كانت حركة عجيبة تلك التي قام بها العضو المحترم نبيل الفضل بحمل الزهور والحلويات الى ابنائنا الساهرين على راحتنا من رجال المطافئ، حقا انه لا يشكر الله ذاك الذي لا يشكر الناس على حسن صنيعهم.
أصدق الأقوال
هل تبكون على اطارات مشتعلة تهدد البيئة وحياة الانسان وانتم الذين نحرتم الانسان وبيئته ووطنه؟؟
ان حريق (رحيّة) لا يعدو كونه مشاعل العرس الاسود الذي تزّف فيه البلاد الى مثوى لها – ارجو ألا يكون الاخير.
(صالح الشايجي – الأنباء)
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق