البرلمانات العربية هي الضحكة العريضة التي طُليت على الشعوب العربية منذ زمن بعيد، فهي أُنشئت في بلادنا العربية دون رسوخ حقيقي في مفاهيمها أو حتى اقتناع في مبادئها، وهي تستخدم بشكل صوري لا حقيقي من أجل التنفيس فقط عن الشعوب العربية، وهي بالأساس فرضت على الحُكام العرب رغماً عنهم من قِبل الدول الغربية التي كانت مهيمنة على مسرح الأحداث آنذاك. البرلمانات العربية في الحقيقة ليست إلا خياما عريضة تُقدم السيرك السياسي، وليس لها أي دور فعلي مثمر انعكس على الشعوب العربية، فالبرلمانات العربية لم تخدم إلا حُكام العرب، ومعظم الذين وصلوا للبرلمانات العربية من النواب العرب لم يخدموا إلا أنفسهم وأحزابهم وتياراتهم. عندما يأتي الله تعالى بأناس شرفاء ويدخلهم البرلمان سيقلقون الحكام العرب بما يسعون له ويطلبونه، وهنا يستخدم ضدهم الحيل واللعب السياسي، حتى يتم نثرهم خارج البرلمانات العربية نثر الدراهم فوق رأس العروس. في طفولتي حينما كنت ألعب كرة القدم مع أبناء الجيران في الحواري، كان مصيرنا كفريق معلّق بيد الشخص الذي يمتلك تلك الكُرة التي نلعب بها، فعندما يعتريه الغضب أو أنه يشعر بالنرفزة أو الخسارة أو أن تنادي عليه أمه، يتجه فوراً إلى الكٌرة ويضعها تحت إبطه ثم يُدير لنا ظهره غير آبهٍ بنا، فيرحل ويتركنا خلفه وكأنه يقول لكل شخص واقف في ذلك الملعب: روح لأمك! ذلك الموقف الذي كان يواجهنا أحياناً في طفولتنا مع صاحب كرة القدم، هو ذاته ما يحدث للبرلمانات العربية من فترة لفترة. alrawie @ roo7.net@gmail.com المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق