يتجمعون يوميا في المساء أمام قصر العدل.. يرددون أغان ويؤدون رقصات شعبية، احتجاجا على اعتقال عدد من الشباب.. ويطابون بإنهاء “المحاكمات وفق النوايا” واحترام حرية الرأي والدستور وتشكيل حكومة منتخبة
لليوم السادس عشر على التوالي، يواصل شباب “الحراك الإصلاحي” في الكويت اعتصامهم الرمزي
في ساحة البلدية المواجهة لقصر العدل (مبنى القضاء العالي ومجمع المحاكم) بالعاصمة؛ احتجاجا على اعتقال عدد من الشباب خلال الفترة الماضية.
ويوميا عند السابعة مساء (16:00 تغ)يبدأ توافد الشباب، المنتمي عدد كبير منهم لحركات معارضة مختلفة، إلى ساحة حديقة البلدية، ليجلس شباب كل حركة مع بعضهم فيما يشبه جلسة خاصة بهم، بحسب مراسل الأناضول.
ويردد هؤلاء الشباب “الشيلات”، وهي أغان ورقصات شعبية، ويتناولون المشروبات الساخنة حتى تصل عقارب الساعة إلى الثانية عشرة مساء(21:00 تغ)، فينصرفون على وعد بلقاء جديد.
مراسل “الأناضول” زار الساحة الليلة الماضية، وتحدث إلى مجموعة من المعتصمين حول أهداف التجمع، وما تحقق منها.
ويدعى أحدهم، محمد الفهد، وينتمي لحركة “حدم” (الحركة الديمقراطية المدنية)، وهي حركة تعمل تحت شعار “شعب حر ونظام ديمقراطي ودولة مدنية”، قال إن رسالتهم هي “ضرورة احترام السلطة للدستور وحرية الرأي والتعبير والبعد عن المحاكمات وفق النوايا”.
وشدد على أنهم مستمرون في اعتصامهم حتى الإفراج عن الشباب المعتقلين، وتحقيق أهداف “الحراك الإصلاحي”، وهي “حكومة منتخبة وإمارة دستورية والسماح بتشكيل الأحزاب” .
أما إبراهيم العثمان، وهو مستقل، فقال إن “رسالتنا تتمحور في رفض الانتقائية في تطبيق القانون ومؤازرة أقراننا الذين اعتقلوا على خلفية تدوينات لهم على موقع تويتر (للتدوينات) أو غيره من المواقع”.
وبحسب العثمان، لا يعد هذا الاعتصام الأول من نوعه، إذ سبقه اعتصام للشباب في المكان ذاته؛ إثر اعتقال مجموعة منهم في واقعة اقتحام مبنى مجلس الأمة (البرلمان) في نوفمبر/ نشرين الثاني 2011، وهو اعتصام تجاوز العشرة أيام.
وختم بأن “الاعتصام قد لا يكون مؤثرا على قرارات الحكومة، لكنه يؤثر بلا شك علي قناعات المتابعين من أبناء الشعب، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا”.
بينما رأى أنور الفكر، وهو صحفي شاب يحاكم على خلفية المشاركة في المظاهرات، أن “السلطة تعمدت إرهاق الحراك الشباب والمعارضة خلال الفترة الماضية عبر الملاحقات الأمنية”.
ولهذا، بحسب قوله لـ”الأناضول”، “جاء الاعتصام الحالي ليشكل ردة فعل عكسية أرهقت بلا شك الجهات الأمنية، وأثبتت فشل الحلول التي تلجأ إليها، لاسيما وأن الاعتصام مستمر على عكس الأسلوب القديم القائم على تحديد يوم وساعة الاعتصام”.
ورأى الفكر أن “عدم فض السلطة للاعتصام بالقوة أو حتى الاحتكاك بالموجودين أكبر دليل على فشل الحل الأمني، وأهمية أن تتحاور السلطة مع الشباب وتستمع إليهم بشأن المشروع الإصلاحي” .
ورغم الطبيعة المحافظة للمجتمع الكويتي، إلا أن المرأة لم تغب عن مشهد الاعتصام، ما تجسد في اعتصام عدد من النساء في جلسات خاصة بالقرب من الرجال.
وهو أمر فسرته “هدي اليحي”، إحدى المعتصمات، بأن “المرأة لها أب أو أخ أو شخص تعرفه داخل المعتقل”.
وأضافت أن “المحاكمات نهج جديد علي المجتمع، الذى بات يمسي على استدعاء ويصبح علي محاكمة… وأنا سعيدة بمشاركتي في الاعتصام يوميا، حتى ولو لساعة”.
وأرجعت “اليحى”، في حديث لـ”الأناضول”، سعادتها، إلى شعورها بأنها تؤدي جزءا من دورها تجاه وطنها، حتى لو استلزم ذلك ترك بيتها وزوجها وأولادها بمفردهم لبعض الوقت.
الأناضول
قم بكتابة اول تعليق