في جنوب السرة يجري العمل على قدم وساق لإنجاز الصرح التربوي «مشروع ديوان عام وزارة التربية» في مواعيده المحددة، بالإضافة إلى إشراف مباشر من مسؤولي وزارة الأشغال العامة والشركة المنفذة له، للحيلولة دون وقوع أي تأخير في تسليم المشروع.
وعلى الرغم من برودة الأجواء نسبياً، فإن حرارة أجواء العمل في المشروع المكون من مبنيين، طغت على الأجواء العامة فيه.
صحيفة القبس جالت في مشروع ديوان عام وزارة التربية في منطقة جنوب السرة، الذي يعمل به أكثر من 900 مهندس وعامل من الشركة المنفذة، بالإضافة إلى 14 مهندساً من وزارة الأشغال العامة، حيث ينتظر أن يتم الانتهاء من الأعمال فيه، بنهاية يونيو من العام المقبل، ويحتوي المشروع على وجود مبنيين مقوسين بطاقة استيعابية لعمل 3647 موظفاً، ويتكون أحدهما من 11 طابقاً، والآخر من 9 طوابق، تستخدم كمكاتب إدارية، بالإضافة إلى مكتبة مركزية وكافتيريا وغرف اجتماعات، وعدد 4 سراديب تستخدم لمواقف السيارات والخدمات، كما ان المبنى محاط بسور وبوابات أوتوماتيكية وعدد 5 غرف حراسة، بالإضافة إلى أعمال الزراعة والطرق والبنية التحتية حول المبنى، ومسرح يتسع لـ 600 شخص ومزدود بنظام ترجمة فورية للغتين.
نسبة الإنجاز
برودة الطقس لم تمنع العاملين في المشروع من اداء اعمالهم، حيث لاحظنا في بداية الجولة، استمرارية العمل ومواصلة كل الاعمال المتعلقة بإنشاء الاقسام في المشروع، ورافقنا خلال الجولة مهندس مشروع ديوان عام وزارة التربية م. عبداللطيف عبدالله، والذي اكد لنا ان نسبة الانجاز الكلية للمشروع بلغت %32 حتى الآن، لافتا الى ان وزارة الاشغال العامة تبذل جهودها لانجاز المشروع وتسليمه في الموعد المقرر له في يونيو من العام المقبل، موضحا ان فكرة تصميم المبنى مستوحاه من «مركب شراعي خليجي عربي»، حيث تجسد التراث الكويتي الاصيل، مشيرا الى انه جرى انجاز %90 من الهيكل الخرساني للمشروع، حيث تجري اعمال التشطيبات فيه، واعمال تركيب الحوائط الزجاجية للبرجين، ويجري تركيب مجاري الهواء «الدكتات» وبايبات التكييف الخاصة بالصرف الصحي، مبينا انه تم الانتهاء من اعمال الطابوق للسردابين الثاني والثالث، والانتهاء ايضا من تركيب الابواب الخاصة بالملجأ.
77 مليون دينار
وعن مساحة المشروع وتكلفته، قال م. عبداللطيف انه يقع على مساحة كلية تصل الى 40 الف متر مربع، وبمساحة اجمالية تصل الى 236873 مترا مربعا، حيث تعمل الوزارة على بذل كل الجهود لانجاز المشروع في الوقت المحدد له ومن خلال 1460 يوما، مبينا ان الاعمال بدأت في يونيو 2010، ومن المقرر الانتهاء منها في يونيو 2014، كما ان التكلفة الاجمالية للمشروع بلغت اكثر من 77 مليون دينار.
وبخصوص التفاصيل الاضافية للمبنى، اشار م. عبداللطيف الى وجود سرداب في احد المبنيين، وهو ملجأ من طراز C4 ، ويتسع لــ100 شخص وبمساحة 1450 مترا مسطحا، ومجهز طبقا لمتطلبات الادارة العامة للدفاع المدني، بالاضافة الى كونه مكيفا ومزودا بمجموعة من الفلاتر لتنقية الهواء من الملوثات النووية والبيولوجية والكيميائية، موضحا ان المبنى يحتوي على عدد 21 مصعدا، احدها مخصص للشخصيات المهمة، ومنها 8 مصاعد بانوراما، وعدد 17 سلما متحركا، تخدم السراديب والدور الارضي والدور الاول.
التراث الكويتي
وعن فكرة تصميم المبنى، لفت م. عبداللطيف الى ان الفكرة مستوحاة من «مركب شراعي خليجي عربي»، يجسد التراث الكويتي الاصيل والزاخر بصيد الاسماك والتجارة البحرية وبناء السفن، مشيرا الى ان التصميم الداخلي للمبنيين المقوسين، يشتمل على فناء مليء بالحيوية عن طريق الجسور الرابطة بين المبنيين والسلالم المتحركة والشاشات الالكترونية التي تبث رسائل ومهام وزارة التربية، حيث تم خلق تسلسل فضائي يسمح للزوار والموظفين بالاستمتاع بالمبنى تدريجيا، موضحا انه جرى تصميم الادوار لتسمح بالمرور خلال الفراغات والارتقاء من المناطق العامة الواسعة، كالفناء، الى المناطق الخاصة، كالمكاتب، لافتا الى انه جرى اختيار المواد والاثاث لتعكس رغبة مستخدمي المبنى في خلق بيئة عمل مفتوحة، بينما توفر الحواجز والقواطع نوعا من الخصوصية المطلوبة، بالاضافة الى تميز الاثاث الداخلي بالنمط الاوروبي الحديث، والذي تغلب عليه الالوان الباردة والتي ستخفف من حرارة المناخ السائد في البلاد، داخل المبنى.
ولفت م. عبداللطيف الى انه تم البدء باعمال المساح والصبغ والسيراميك والهاندريلات واطارات الابواب الحديدية بمنطقة السراديب، بالاضافة الى انه جار العمل بتركيب الحوائط الزجاجية للبرجين، حيث بلغت نسبة الانجاز للبرج الشمالي %40، والبرج الجنوبي %35، وجار تركيب مجاري الهواء «الدكتات» وبايبات التكييف والبايبات الخاصة بالصرف الصحي ونظام مكافحة الحريق، مشيرا الى انه تم تركيب مجاري كيبلات انظمة التيار المنخفض في اماكن متفرقة، كالسراديب والادوار من الدور الارضي وحتى الدور السادس، واعمال تركيب الابواب والسكك للمصاعد بالبرج الشمالي وتركيب السلالم المتحركة بالسراديب وبمدخل المشروع، مبينا انه تم الانتهاء من أعمال الطابوق للسرداب الثاني والثالث، والانتهاء أيضا من تركيب الأبواب الخاصة بالملجأ.
الحريق
وعن أبرز معوقات المشروع، أوضح م. عبداللطيف، أن الحريق الذي اندلع في 2012/6/30 بالدور الثامن من المبنى، هو أحد أبرز المعوقات التي تعرّض لها المشروع، حيث اندلع الحريق بالدور الثامن قبل أن ينزل إلى بعض الأدوار السفلى، لافتا الى ان الوزارة تعاملت بكل مهنية مع الحادث، للاطمئنان على سلامة العناصر الإنشائية للأجزاء التي تضررت جراء الحريق، وذلك من خلال المباشرة في استكمال أعمال الهيكل الخرساني في هذه الأجزاء، موضحا أن الوزارة استعانت بجامعة الكويت، التي تعتبر أرقى مؤسسة علمية، لإجراء الدراسة والفحوصات والاختبارات اللازمة ورفع التوصيات بعمليات الإصلاح المطلوبة، حيث تحرص الوزارة على تطبيق معايير الأمن والسلامة في المشروع واتخاذ كل الإجراءات اللازمة، حفاظا على سلامة جميع العاملين بالمشروع، مبينا أن سبب الحريق، وبحسب تقرير الإدارة العامة للإطفاء هو «شرارة ناتجة من قص الحديد».
1640 موقفاً
كشف م. عبداللطيف، عن وجود 1640 موقفا خاصا للمركبات، بينها 20 لكبار الشخصيات، و180 موقفا للزوار، و1440 للموظفين، موضحا أن المبنى مزود بعدد 6 مبردات تكييف (شيلرات) بالسرداب بسعة 6000 طن تبريد، بالإضافة إلى 4 مولدات كهربائية للطوارئ بقدرة 1700 كيلو فولت أمبير بالدور الأرضي، وعدد 2 مولد بقدرة 350 كيلو فولت أمبير بالملجأ.
3 أوامر تغييرية
أكد م. عبداللطيف، صدور 3 أوامر تغيير (حذف)، أثناء تنفيذ المشروع، على أن يخصم إجمالي مبالغ هذه الأوامر، التي تبلغ أربعة آلاف و528 دينارا، من إجمالي قيمة عقد المشروع، حيث اتضح عدم الحاجة إليها، موضحا أن الأعمال الخرسانية مستمرة طوال اليوم بالموقع.
قم بكتابة اول تعليق