تحتفل الكويت غدا بالذكرى ال52 للعيد الوطني هذا اليوم الذي ترتدي فيه البلاد ثوب الفرح والسرور ايذانا ببدء الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة السعيدة التي تبين مدى حب وانتماء هذا الشعب لوطنه والتأكيد على ولائهم والتفافهم حول قيادتهم.
لقد مرت الكويت منذ اعلان الاستقلال حتى الان بمراحل تطور وتنمية هائلة سعت من خلالها الى تحقيق اعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة في ظل الادارة الحكيمة التي اتخذها حكامها عبر التاريخ نهجا لهم لتحقيق الازدهار والتقدم لهذا البلد.
ومازلنا منذ ذلك الحين الى يومنا هذا نستذكر وقفات وانجازات تاريخية مهمة لحكام الكويت تعكس مدى اهتمامهم وشغفهم لكل ما فيه مصلحة وخير لهذا البلد فعندما يرنو الى اسماعنا اسم الراحل الشيخ عبدالله السالم الامير ال11 لدولة الكويت يلوح في الاذهان لقب (ابو الدستور) او (ابو الاستقلال) حيث نالت الكويت استقلالها في عهده وهو الذي امر بصياغة الدستور لتنظيم الحياة.
واستطاعت دولة الكويت ان تضع بصمتها في المحافل الدولية المختلفة وتعتلي مراكز متقدمة ومهمة فيها وتم التعامل معها كدولة ذات سيادة واعلنت في عام 1961م عضويتها في الجامعة العربية كما انضمت الى منظمة الامم المتحدة عام 1963.
ومن اشهر مقولات الشيخ عبدالله السالم رحمه الله الكلمة التي القاها بعد الاستقلال مباشرة حين قال “ونحن على ابواب عهد جديد نرجو ان تبدأ الكويت انطلاقتها بتقوية اواصر الصداقة والاخوة مع شقيقاتها الدول العربية للعمل بتكاتف وتآزر على ما فيه خير العرب وتحقيق اماني الامة العربية كما ان الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الانتماء للجامعة العربية وهيئة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تعمل لخير العالم وامنه وسلامه كلما كان ذلك في الامكان”.
وقد شهدت الكويت في عهده نهضة عمرانية عظيمة حيث نما الاقتصاد بشكل ملحوظ وتم في عام 1952 انشاء اول مؤسسة مصرفية وهو بنك الكويت الوطني كما تم انشاء صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية في عام 1962 وفي عام 1959 وفي عهده وصلت اول ناقلة نفط كويتية تحمل اسم (كاظمة) وتم ايضا تأسيس شركة البترول الوطنية عام 1960.
كما اهتم سموه رحمه الله بالفرد الكويتي والحرص على تنشئته وتثقيفه فقد عمل جاهدا على توفير سبل العيش الكريم له فعلى الصعيد الصحي زاد عدد المراكز الطبية في الكويت وتم في عام 1962 تشييد مستشفى الصباح الذي مازال يعد من المستشفيات الرائدة في البلاد وكذلك حظي التعليم في عهده باهتمام كبير اذ زاد عدد المدارس الى ان وصل الى 128 مدرسة.
ومن الشيخ عبدالله السالم الى الشيخ صباح السالم الذي احبه اهل الكويت بعفوية فقد كان قريبا ومتواصلا معهم يستمع لهمومهم و يقرأ شكاواهم ويلبي احتياجاتهم وليس ادل على ذلك سوى ابيات الشعر التي كان يرددها رحمه الله حين يقول “انا وشعبي كلبونا جماعة .. الدين واحد والهدف اخدم الشعب”.
لقد اكمل الشيخ صباح السالم رحمه الله مسيرة الخير والعطاء حيث تحققت في عهده التنمية والازدهار على جميع الصعد حيث افتتح اكبر صرح علمي في البلاد وهو جامعة الكويت عام 1965 كما كان للجانب الاقتصادي اهتمام ملحوظ منه حيث تم استثمار الجزيرة الاصطناعية في شركة نفط الكويت عام 1968 وفي عام 1969 تم افتتاح البنك المركزي وفي عام 1966 تم انشاء معهد الكويت للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي في الشرق الاوسط.
كما استكمل سموه رحمه الله خطى الديمقراطية التي صاغ تفاصيلها الشيخ عبدالله السالم وتوسعت افاق الكويت اقليميا وعالميا من خلال التعاون وابرام الاتفاقيات وحرص على تمتين العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة.
اما الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد رحمه الله فهو الرجل الذي تربع في وجدان شعبه حتى لقبوه ب(أمير القلوب) فهو باني النهضة العمرانية الحديثة ورجل المواقف الصعبة الذي وقف في وجه الغزاة المعتدين بصلابة حين تعرضت دولة الكويت للاحتلال الغاشم فعاهد نفسه للانتصار لقضية الكويت وقام بدور مكثف في المحافل الدولية لنصرة بلاده وقال في كلمة القاها ابان الاحتلال في هيئة الامم المتحدة “اغتنم هذه المناسبة لاخاطب اهلي وعشيرتي ابناء الكويت الاوفياء اخاطبهم من على هذا المنبر العريق منبر الحق والعدل منبر الاشعاع والامل مؤكدا لهم ان الله سبحانه وتعالى ناصرنا بفضل سواعدهم وعزيمتهم”.
واهتم الشيخ جابر الاحمد رحمه الله بالمواطن الكويتي وسعى لتوفير سبل العيش الكريم له من خلال مسيرة الخير التي تبناها سموه والتي غطت جميع جوانب الحياة وتذليل العقبات لتحقيق غايات وتطلعات الشعب حيث تم في عهده تأسيس مجلس الخدمة المدنية عام 1978 وانشاء مؤسسة البترول الكويتية عام 1980.
كما ساند المغفور له باذن الله قضايا المرأة وكان داعما لها فهو اول من سعى لنيل المرأة حقوقها السياسية حينما اصدر مرسوما اميريا يقضي بمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة في عام 1999 كما اولى رحمه الله اهتماما كبيرا بالشباب الكويتي اذ قال في احدى كلماته “الشباب هم التيار المتجدد في نهر الحياة للكويت ولابد دائما من دعم روافد هذا النهر حتى لا ينقطع نبع القوة ومدد التجديد لجوانب الحياة في انماء وطننا” وكذلك انشأ العديد من المراكز الشبابية والهيئات الرياضية ففي عام 1992 تم تأسيس الهيئة العامة للشباب والرياضة.
اما على صعيد دول الخليج العربي فقد ترك الشيخ جابر الاحمد بصمات خالدة لا تمحوها اثر السنين فهو صاحب فكرة انشاء مجلس التعاون الخليجي الذي تم تأسيسه في عام 1981.
واستمرت مسيرة العطاء في عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح فمنذ توليه مقاليد الحكم الى الان وهو يعمل جاهدا لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديمقراطية حيث اقر سموه خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالكويت وتحولها الى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق.
وفي عهد سموه تم وضع حجر الاساس لمشاريع عدة اهمها مشروع مستشفى جابر بتكلفة 335 مليون دينار كويتي على مساحة 225000 متر مربع ويسع حوالي 920 سريرا لمختلف الاجنحة و90 سريرا للعناية المركزة على ان يتم تسليمه في ديسمبر 2013 وتم العمل ايضا على انشاء جسر جابر بطول 5ر37 كيلومتر تقريبا بهدف الربط بين مدينة الكويت ومدينة الصبية الجديدة.
ونظرا لتزايد حجم تجارة الواردات الى دولة الكويت من 3 ملايين طن في عام 1993 الى 30 مليون طن في السنوات الاخيرة اقتضى الامر عمل مشروع ميناء بوبيان الذي هو قيد الانشاء بتكلفة 119 مليون دينار كويتي على امل ان يتم البدء في تشغيله عام 2015 كمرحلة اولى بأربعة ارصفة مخصصة للحاويات لامكانية استقبال مليون و800 الف حاوية سنويا.
واولى سموه اهتماما كبيرا بالوحدة الوطنية وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون اهل الكويت فيما بينهم ونبذ الخلافات والمشاكل والسعي نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح وقال سموه في كلمة توضح نبذه للتعصب والخلافات “نحن في هذا الوطن اخوة متحابون لا مكان فيه للتعصب لطائفة او قبيلة او لفئة ما على حساب الوطن الولاء بيننا لله ثم الى الوطن الذي نعيش على ارضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبني اسواره بتعاضد ابنائه”.
قم بكتابة اول تعليق