نجاة الحشاش: هل نحن شعب بار بوطنه

صباح الخير يا وطن الخير، صباح الخير و كل يوم وعام والكويت عروس الخليج بألف خير، تلك العروس التي لم تفقد جمالها ولا رونقها على مر السنين فهي كانت وما زالت وستظل عروس الخليج المزينة بالحب والخير والعطاء لكل من يعيش على ارضها ويجاورها.
كل عام والكويت تنعم بنعمة الأمن والأمان في ظل حكم أسرة آل الصباح الكرام، ومع إشراقه صباح يوم 25 فبراير أتقدم بتهنئة حضرة صاحب السمو امير البلاد وولي عهده الأمين بمناسبة عيدي الاستقلال والتحرير، وأهنئ حكومة الكويت والشعب الكويتي على نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي ننعم بها الآن بعد ان كدنا نفقدها ونفقد ارضنا وشرعيتنا ووجودنا لولا فضل الله سبحانه وتعالى، وتكاتف المجتمع الدولي والعالم المحب للكويت. نعم عالم محب للكويت، ان حب الكويت هو الحقيقة الباقية في قلوب اصدقائنا وجيراننا، فالكويت تلك الدولة الصغيرة المساحة وقليلة العدد استطاعت ان تحتل مكانة كبيرة في قلوب اصدقائها، وذلك لأنها دولة عاهدت نفسها على مد يد التعاون والعطاء لكل محتاج، ودولة عاهدت نفسها على نصرة المظلوم في شتى الوسائل والسبل وصدقت بالوفاء بعهدها وكسبت محبة العالم.
ان الصدق والالتزام هو المسار الذي اتخذته بلدي الكويت سياسة لها، ولن نرضى بأن تنحرف بلدي عن مسارها الطيب الذي استطاعت به ان تحفظ استقرارها وأمن ارضها وتحمي ابناءها من الضياع والتشتت في بقاع الأرض، ان نعمة الأمن والأمان يحسدنا عليها كثير من الشعوب وهذه النعمة زائلة اذا لم يقابلها الالتزام بالمسار والتجمع على محبة الوطن، ونعمة زائلة أيضا اذا عبث ابناء الوطن بأمنها ولم يستوعبوا الدروس السابقة التي تقول ان استقرار الشعوب وأمنها مرتبط بتكاتفهم هم ووحدتهم، فمبدأ الشورى والتفاهم والحوار هو المبدأ الذي قامت عليه دولة الكويت من بداية نشأتها ومع بداية اختيارها لأول حكامها، وكما جاء في تاريخ الكويت ان اختيار الشيخ صباح الأول أول حاكم للكويت كان من قبل الشعب وبعد مبايعة شعبية له، فاختيار الحاكم، وجميع اختياراتنا وقراراتنا لم تقم على مبدأ القوة والإكراه وإنما قامت على مبدأ الشورى والتشاور والتي تسمى اليوم الديموقراطية.
ان الديموقراطية وحرية الرأي والشورى هي الركيزة الأساسية التي بنيت دولة الكويت عليها علاقتها مع ابنائها ومع جيرانها من الدول الشقيقة والمجاورة. هذه الركيزة تجعل كل من يعيش على ارضها يشعر بالاعتزاز والفخر بأنه يعيش على ارض الكويت وانه ابن هذا الوطن الغالي الذي لم يبخل على ابنائه بشيء حتى وقت ضيقته وكربته التي مرت به أيام الغزو الصدامي الغاشم. كان يحتوي ابناءه بالداخل والخارج رغم ألمه وعمق جرحه إلا انه ابى ان يكون هناك كويتي مهان او محتاج، والله ما أعظمك من وطن، وما أعظم حبك لنا.
ان هذا ما يسمى ببر الأوطان لأبنائها، فالكويت بلد بار لشعبه ووفي لأهله، ونحن كشعب علينا واجب تجاه بر الأوطان وهو بر الشعوب لأوطانها ولحكامها الذين يقودون مسيرتها وسط اصعب الظروف وأطيبها؟؟ والسؤال هنا هل نحن شعب بار بوطنه؟؟ هل نحن شعب يعطي لوطنه دون انتظار مقابل للعطاء؟؟ هل نحن شعب نشعر بالفخر بجهود القائمين عليه، ونردد كلمة شكرا يا وطني في كل الأحوال والظروف؟؟ ان الإجابة عن هذه التساؤلات هي الطريق نحو بر الشعوب لأوطانها.
أسال الله ان يحفظ بلدي الغالي من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والمحبة والطيبة والتسامح والرحمة التي في قلوبنا تجاه بعضنا البعض وتجاه أهلنا وجيراننا وأصدقائنا.
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.